الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية اخبار محلية "مافيات التحطيب" تفتعل الحرائق .. والفاعل مجهول

"مافيات التحطيب" تفتعل الحرائق .. والفاعل مجهول

1220

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط
: رغم أن الثروة الحرجية تشكل اقل من 0.8% من المساحة الكلية للمملكة الا أن هذه المساحة باتت مهددة بالزوال بفعل الحرائق التي تلتهم الاشجار عاما بعد عام، وترتفع وتيرتها بشكل متسارع مؤخرا خلال الصيف .وأن معظم الحرائق، وبحسب مختصين، ناجمة عن أسباب بشرية تنقسم بين المتعمد أو الاهمال والتقصير.
وحسب وزارة الزراعة أن 99 % من الحرائق تقع في أراض مملوكة لمواطنين، ليس في غابات او اراض حرجية، ومنها ما يمتد الى تلك الغابات، و90 % من هذه الحرائق ناتجة عن فعل فاعل، اما بهدف العبث او بقصد تنظيف الارض المليئة بالاعشاب الجافة. ويعاني الأردن من تزايد حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وتعامل جهاز الدفاع المدني مع عشرات الحرائق خلال الأيام الأخيرة، كان أكبرها في محافظة جرش إذ أتى على نحو 800 دونم مزروعة بأشجار محاصيل مختلفة وشاركت في إخماده قوات الامن والجيش والدرك إضافة إلى كوادر الدفاع المدني.
واعتبر خبراء أن الاستمرار في احراق الغابات على هذه الوتيرة «سيفقد الاردن ثروته الحرجية التي اصبحت تشكل متنفسا مهما للأردنيين لقضاء العطل في نهاية الاسبوع بالاضافة لاهميتها البيولوجية والبيئية للمملكة التي تتشكل معظم مساحتها من الصحراء».
وبحسب بيان لمديرية الدفاع المدني فإن حرائق الغابات والأعشاب الجافة أكثر الحوادث نسبة الى المجموع الكلي للحوادث التي يتعامل معها الجهاز في فصل الصيف، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب تشكل ظرفا ملائما لنشوب الحرائق سيما في ظل غياب أو عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة داخل المواقع التنزهية، حيث أن الأخذ بأسباب الحيطة والحذر كفيلة بالحد من وقوع هذا النوع من الحوادث.
وبحسب احصاءات الدفاع المدني بلغ عدد حرائق الأعشاب الجافة والأشجار المثمرة والحرجية والمزروعات 6190 حريقاً خلال أيار الماضي، وأتى على آلاف الدونمات ومئات الأشجار.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني المقدم إياد العمرو إن حرائق الغابات والأعشاب الجافة من أكثر الحوادث التي يتعامل معها جهاز الدفاع المدني في فصل الصيف، نظرا لارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب والتي تشكل ظرفا ملائماً لنشوب الحرائق لا سيما في ظل غياب أو عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة بهذا الخصوص.
وبين، أن من أسباب حرائق الغابات والأعشاب الجافة إشعال النيران بالقرب من الأشجار الحرجية بطريقة متعمدة أو رمي أعقاب السجائر على حواف الطرقات أو عبث الأطفال بمصادر الاشتعال، أو حرق الأعشاب في مناطق محاطة بالأشجار.
وأشار أنّ ذلك يؤدي إلى تفاقم النيران وتوسعها لتستنزف مساحات كبيرة من تلك الأشجار وبالتالي يصعب السيطرة عليها وإخمادها، مما يتطلب جهدا كبيرا من الأجهزة المعنية للسيطرة عليها وحصرها ومنع امتدادها.
وشدد المقدم العمر على الإسراع بحصاد المحاصيل الزراعية وخاصة القمح والشعير، واجتثاث الأعشاب وعدم إشعالها بالقرب من المحاصيل الزراعية للتخلص منها، تجنباً لامتداد ألسنة اللهب للمناطق المجاورة، داعيا أصحاب المحاصيل الزراعية بضرورة عمل خطوط نار مابين المحاصيل الحقلية والعمل على حراثة الأعشاب أو حراثة الأرض حول المحاصيل الزراعية لمنع امتداد النار الى باقي المحصول، داعياً المواطنين إلى أهمية إتباع السلوكيات السليمة، وسرعة الإبلاغ عن أي حريق تتم مشاهدته على رقم الطوارئ الموحد 911.
وزير الزراعة
في محاولة للحد من الحرائق، توعد وزير الزراعة المهندس إبراهيم الشحاحدة، مفتعلي الحرائق في الغابات بـ»أقسى العقوبات»، مضيفا أن وزارته وضعت خطة للحد من الحرائق تضمنت تزويد المناطق الحرجية الوعرة بآليات إطفاء تناسب طبيعتها الجغرافية، وإنشاء آبار لتجميع مياه الأمطار.
واكد الشحاحدة ان الوزارة لم تدخر جهداً في مكافحة الحرائق و إطلاق التحذيرات و الارشادات للمزارعين بضرورة حصاد محاصيلهم نظراً للظروف الجوية التي تشهدها المملكة و الارتفاع غير المسبوق على درجات الحرارة.
واضاف الشحاحدة في تصريحات ان الوزارة ستقوم باستخدام الطائرات بدون طيار «الدرون» ، مشيراً الى انه تواجد بشكل شخصي وبالإضافة لأمين عام الوزارة والمساعدين ، في مناطق الحراج التي تحصل فيها الحرائق من خلال مناوبات يومية ، و تدل التحقيقات الاولية حول تلك الحرائق على انها مفتعلة ، حيث كادت الجهات المعنية ان تلقي القبض على احد مفتعلي الحرائق إلا انه تمكن من الفرار.
واشار الشحاحدة ان مفتعلي الحرائق يهدفون لتدمير الاشجار الحرجية و الاشجار المثمرة ، وان بعض «الحطابين» وسارقي الحطب ، كانوا يستغلون فرصة حصول الحرائق في المناطق الحرجية للحصول على الحطب بطرق غير قانونية ، إلا ان الوزارة اصدرت قراراً بمنع دخول اي من الحطابين في المناطق التي حصلت فيها الحرائق.
وبين ان الوزارة قامت بوضع اجهزة اتصال مباشر وتتبع مع طوافي المناطق الحرجية ، و كذلك وضع ابار مياه داخل المناطق الحرجية ، و استحداث (4) محطات إطفاء بالتنسيق مع الدفاع المدني.
مدير عام الحراج
وفي المتابعة مع مدير عام الحراج المهندس محمد الشرمان فقد شخص الحالة ، مؤكدا ان وزارة الزراعة استعدت لهذا الواقع بكل امكانياتها منذ شهر اذار الماضي سواء بفتح خطوط النار او فتح المغلق منها شتاء او بتزويد المحطات باللوازم الاساسية لعمليات الاطفاء ، لافتا الى ان كل تلك الاجراءات تم العمل عليها الا ان الايدي العابثة «مافيات التحطيب» لم يكن بوسعنا السيطرة عليها ، فعود الثقاب كفيل بابادة غابة كاملة ربما يشعله طفل وتستنزف معه طاقات وجهود وامكانيات كبيرة الامر الذي يتطلب منا جميعا في مدارسنا ومساجدنا ومؤسساتنا الخيرية والاهلية والتطوعية المبادرة لخلق التوعية اللازمة بين المجتمعات والافراد لمواجهة تلك الهجمات والمساعدة في الابلاغ عن اي من مفتعليها .
وبين المهندس الشرمان ان جهود وزارة الزراعة لم تتوقف عند هذا الحد وانما تعمل الان لنشر شبكة من الكاميرات في عدد المواقع في الغابات بهدف سرعة التعامل مع اي حريق لا قدر الله ، اضافة الى العمل لانشاء مركز وطني للاطفاء المتكامل ومن المتوقع ان يكون موقعه على مدخل جرش الجنوبي بمحاذاة غابات الشهيد وصفي التل ، لافتا الى ان الجهود ستنصب حاليا بمواقع الحريق لجمع الاشجار المحترقة وايداعها في محطة حراج جرش تمهيدا لاعادة تشجير المناطق التي شملها الحريق .
الجمعية الاردنية لحماية الحياة البرية
دعا رئيس الجمعية الاردنية لحماية الحياة البرية في محافظة إربد عمر العودات ، الى إعداد خطة طوارئ متكاملة للسنوات القادمة لمكافحة حرائق الغابات، وبمشاركة وزارات الزراعة والبيئة والادارة المحلية، والقوات المسلحة، ومديرية الدفاع المدني، والادارة الملكية لحماية البيئة، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة والجمعيات البيئية والجامعات.
وأشار العودات الى أن أغلب الحرائق التي تحدث داخل الغابات أو خارجها هي نتيجة لوجود الاعشاب الجافة، والتي من شأنها المساعدة على إمتداد الحرائق وبشكل سريع وواسع الإنتشار.
وبين أن هناك العديد من الاساليب البيئية الآمنة للتخلص المبكر من الاعشاب الضارة، وذلك من خلال إستخدام عملية التعشيب الآلي والتعشيب اليدوي، والسماح لأصحاب الثروه الحيوانية بالرعي داخل الغابات في مختلف المحافظات مع الإنتباه والحرص الشديدين على عدم إقتراب الحيوانات من الأشجار الحرجية في تلك المناطق.
وقال العودات إن الحرائق تعمل على تدمير النظام البيئي بشقية النباتي والحيواني وبأكمله، منوها الى أن المناطق التي تعرضت للحرائق تحتاج الى وقت طويل حتى تعيد نظامها البيئي، كما أنها بحاجة الى جهد وتكاليف عالية من قبل الجهات ذات العلاقة والمسؤولة عن هذه الثروة الوطنية الحيوية المهمة، مشيرا إلى أن الاردن يعتبر من أفقر دول العالم فيما يتعلق بالثروة الحرجية والتي لا تتعدى 1% من المساحة الكلية من المملكة.
كما دعا العودات الى الإنتباه الى عبث الأطفال وبخاصة في فترة الصيف ومع إرتفاع درجات الحرارة العالية حيث يعمد الكثير منهم خلال العطلة الصيفية الى اللعب بالألعاب النارية والمفرقعات وأعواد الثقاب بجانب الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية، الأمر الذي يسبب إنتشار الحريق بسرعة تعجز الجهات المعنية عن إنقاذها بالسرعة المطلوبة.
كما دعا السائقين الى عدم رمي أعقاب السجائر من السيارات أثناء عملية القيادة وعدم التخلص من النفايات بالحرق وخاصة في ظل إرتفاع درجات الحرارة العالية هذه الأيام، مع ضرورة الإسراع في عملية حصاد المزروعات الحقلية بالسرعة الممكنة من قبل المزارعين للمحافظة على المحاصيل الزراعية وحمايتها من التلف والحريق والدمار.
الجمعية الاردنية للمناخ والتنمية
أصدر نائب رئيس الجمعية الاردنية للمناخ والتنمية المستدامة المحامي الدكتور عمر الخطايبه بيانا أكد فيه أن جهود الحكومة والقطاعات الشعبية والمجتمع المدني بشأن الحرائق دون المتوقع.
وقال إن ان الصمت الحكومي مخالف للاتفاقيات وللقوانين والانظمة والاستراتيجيات الوطنية والجهود المبذولة في سبيل الحفاظ على المناخ والتنمية المستدامة.
وجاء في البيان: تتابع الجمعيه بكل اسف الحرائق التي ألمت بالغابات في الاْردن والأشجار المثمرة والحرجيه والمزروعات ، والذي تجاوز اكثر من 2000 دونم من ثروه الاْردن الشجرية دون ان تحرك هذه الحرائق ساكنا في الحكومة والشعب ومؤسسات المجتمع المدني ، رغم اهميه الثروه النباتية والغابات في الاْردن لقلة مساحتها وهي متنفس الاْردن والأساس المناخي فيه ، في ظل الجهود الدولية للحفاظ على الغطاء النباتي والشجري في العالم والذي وقع الاْردن على عشرات الاتفاقيات الدولية المعنية بالمناخ والبيئة وحمايه الأحراش وأنواع النباتات المعرضة للانقراض والبذور والحشرات والحيوانات بأصنافها والطيور وغيرها .
ومع ذلك كانت جهود الحكومة والقطاعات الشعبية والمجتمع المدني دون المتوقع ، باستثناء جهود الدفاع المدني وهي جهود محدوده ، رغم ان ما حدث من حرائق غير مسبوق في تاريخ الاْردن أتت على مساحات واسعة من ثروتنا من الغابات والأشجار المثمرة والمزروعات ولا زالت الفرصه متاحه لمزيد من الحرائق
وقال ان الصمت الحكومي مخالف للاتفاقيات وللقوانين والانظمه والاستراتيجيات الوطنية والجهود المبذولة في سبيل الحفاظ على المناخ والتنميه المستدامة .
وتتوجه الجمعية الى مجلس الوزراء لعقد جلسه طارئة لمناقشة موضوع الحرائق ومعالجتها ، وتوزيع الأدوار على الوزارات والمؤسسات الحكومية للوصول الى حل جذري لحرائق الغابات ومنها وزاره الأشغال ووزاره البيئة والزراعة والبلديات وأمانة عمان والاستعانة بالقوات المسلحة وغيرها .
كما نتوجه الى كافه منظمات المجتمع المدني لتحمل مسئولياتهم تجاه ذلك ، وكذلك المواطنين كل حسب قدرته وطاقته من خلال الابلاغ او ألمساعده بالإطفاء او التوجيه للمناطق المعرضة للحريق والتبليغ عن الحرائق المتعمدة ومتعمدي الحرائق
كما ونتوجه للنيابة العامة والضابطة العدلية وطوافي الحراج لملاحقه مرتكبي الحرائق المقصودة وغير المقصودة واتخاذ الاجراءات الرادعة .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

اسماء .. تنقلات في المحاكم الشرعية

#البلقاء #اليوم #السلط قرر #المجلس #القضائي...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا