الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار ماذا قال سياج المجالي عن رجال المخابرات ؟!.

ماذا قال سياج المجالي عن رجال المخابرات ؟!.

770

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

تم تكفيري من قبل أحدهم؛ حين علق على مقالتي المنشورة أمس في الدستور والتي كان عنوانها "أحاديث باطلة"، حيث اعتبرني هذا التكفيري سحيجا للحكومة، وأدرج تعليقا على مقالتي التي نشرها أحدهم على إحدى صفحات المجموعات في فيسبوك، وقد تضمن التعليق آيتين من سورة قرآنية تتحدثان عن الكافرين وتصف موقعهم في النار.. ولست أعلم بماذا يصفني أو يصف سياج بعد هذه المقالة؟.

هل شاهدتم الفيديو الذي أدرجه سياج على صفحته، إثر الإفراج عنه بعد احتجازه تحفظيا لمدة شهر لدى دائرة المخابرات العامة؟ لا أريد أن أحدثكم عن سياج كصديق، فكل شهاداتي فيه مجروحة، ولا يمكنكم طلب شهادتي، لأنني في واقع الأمر سأتحدث عنه أفضل مما يتحدث عن نفسه، وهو يفعل بالمثل لو طلب منه الحديث عني، حيث تعودنا ومنذ طفولتنا البائسة الشقية بأن يتحدث عنا الناس ولا نتحدث عن أنفسنا، وحين يمر أحدنا بموقف ما ويتعرض فيه للمكيدة أو الظلم أو يساء فهمه، فإن الآخر هو من يتحدث عنه دون توكيل، فالرجال يقولون الحق ولو على أنفسهم، وقلة قليلة من الناس يدافعون عن قناعاتهم، ويكونون في الوقت نفسه مستعدين للحوار، فيتجلى للعاقل معدنهم الطيب ورجولتهم وتوازنهم وصدقهم، حين يقنعهم من يحاورهم بعدم صحة معلوماتهم وبالتالي عدم صواب وجهة نظرهم، ويشكرون من يقنعهم ويتخلون تماما عن وجهة نظر ثبت بطلانها، ويعتذرون كذلك.

لست في وارد الحديث عن صديق يرتقي إلى مرتبة شقيق بالنسبة لي، فأنا وهو من قرية زرعت في نفوس أبنائها الأسوياء ميراثا من الصدق والتكافل والتعامل مع جميع سكانها باعتبارهم عائلة واحدة، وقد سبق لي كتابة مقالات عن الربة وأهلها وأبنائها، وأتمنى أن أكون فعلا من أبنائها الأسوياء الذين ينتمون إلى مدارس اجتماعية نظيفة، تنبع وتصب في بحر قيم أردنية مثلى، لا تلمع إلا إن كانت هوية الأردني الأصيل الجميل، إنا لا أتحدث عن صديقي بل أتحدث عن دائرة المخابرات العامة، وعن أخلاق ضباط وأفراد مرتباتها، ولن أقدم معلومات تاريخية أو حديث نمطي "تسحيجي" يعرضني للتكفير، إنما أتكلم عن الحديث الذي صدر عن سياج، ولمن لا يعرف سياج فينبغي له أن يعلم بأنه لا يمكن أن يتزلف لأحد أو يتم إرغامه على كلام لا يقتنع به.

تحدث سياج في الفيديو عن "دهشته" من التعامل المحترم الذي لمسه لدى احتجازه، وقال إن الصورة مختلفة تماما عما في ذهنه شخصيا وعما يتداوله بعضهم عن المخابرات، وتحدث في الفيديو عن مقارنات بين المخابرات القديمة والحالية، وهي مقارنة شكلية بالطبع، فالمخابرات الأردنية هي هي ولم تتغير، لكنها مؤسسة أمنية ملقى على عاتقها أمن بلاد تجري عليها وحولها الأحداث بإثارة لا تنقطع منذ تأسست الدولة الأردنية، لكن الجديد فيها هو إفصاحها الواضح عن سياستها الوطنية الواعية الراقية في التعامل مع الأردنيين ومع الناس، فهو ليس جهازا ردعيا يقتل الناس كما تفعل أجهزة ممائلة في دول كثيرة أخرى، بل هو جهاز أمني وطني لديه وجهة نظره الوطنية التي تتطلب محاورتها ممن يشككون بها، وليس بناء الإنطباعات والتشبيهات السيئة حولها، ويعامل المواطنين باحترام ويعتبرهم محبين لوطنهم ومستعدين لحمايته وفدائه بأنفسهم وكل ما ملكوا، وهم مسؤولون عن تنمية هذا الحس والقناعة لدى الناس، كما يقع على عاتقهم تبصيرهم بجوانب مخفية من الأحداث، لا يمكنهم رؤيتها من موقعهم في الشارع او في المجتمع، فهؤلاء الشباب المتعلمون المدججون بكل أنواع المهارات والمواهب والأدوات، يملكون القصة الكاملة حول كل الأحداث التي تمر بالوطن والناس، فهم الأقدر على توصيل المعلومة وتوضيح الصورة.

لم أكتف بما قاله سياج في الفيديو الذي تناقله الناس وشاهده مئات الآلاف من المواطنين وغيرهم، بل كانت هذه النقطة هي محور اتصالنا الهاتفي قبل يومين، إذ قلت له بأنه كعادته ولم يتغير، فهو نقي صادق لا يكذب، وكنت مقتنعا بأنه سيرى الصورة بشكل آخر في فترة احتجازه، وسوف يتفهم ما يحدث ويقوم كعادته بإنصاف الناس في غيابهم، وأصدقكم القول بأنني كثيرا ما تحدثت مع هذا الصديق وفي مواقف مضى على بعضها 30 عاما، كنت أحاول من خلالها أن أقنع سياج بأن لا يتصرف أو يتحدث وهو غاضب، لا سيما في القضايا السياسية والوطنية، فالقاضي يجب عليه أن لا ينطق بحكم في قضية وهو غاضب، فكيف يفعل المواطن العادي ويطلق الأحكام والكلام أثناء سورات الغضب!.

المخابرات وسياج أيضا؛ لا يحتاجان إلى شهادتي، إنما يحتاجها آخرون، من أمثال الكائن الذي ذكرته لكم في السطر الأول من المقالة، كما يحتاجها كثيرون منا، صادقون ومنتمون لهذا الثرى الطهور ومحبون لمائه وهوائه وناسه وترابه وشجره وحجره ولتاريخه النظيف، وبعضهم غاضبون، يقودهم غضبهم وقلة معلوماتهم حول الأحداث إلى مزيد من الأخطاء، وسرعان ما يصبحون مجرد دمى أو حطبا لنيران يشعلها غيرهم، لكنها تأكلهم أولا ثم تأكل أعز ما يدافعون عنه.

سياج لا يحمل او يعلم ما هي الأجندات، ولا يقبل على نفسه أن يكون مجرد ثغرة وخنجرا مسموما غادرا في جسد الوطن، بل هو من جنوده الأوفياء ولا يتوانى هو وكل الأردنيين عن بذل أرواحهم دفاعا عن الوطن وقضاياه العادلة، ولا يقبل الخديعة على نفسه وأهله، لذلك قدم شهادته، لكن غيره لا يفعلها رغم معرفته بها، وهذا هو الفرق بينهم وبين أردني نقي صادق شجاع متوازن ويحترم الحوار ووجهة النظر ولا يتردد في التراجع عن الخطأ والاعتذار.




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا