البلقاء اليوم -
صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية --- في أول ردة فعل تصدر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على التحالف الدولي الجديد، نظم المئات من أعضاء التنظيم استعراضاً عسكرياً كبيراً في مدن الموصل والحويجة بوقت متزامن، الجمعة، جرى خلاله عرض معدات عسكرية وآليات أميركية حديثة، فضلاً عن العشرات من الانتحاريين الذين ارتدوا أحزمة ناسفة رافعين لافتات كتب عليها "سوف نبقى هناك" و"دولة الإسلام باقية وتتمدد". وقال الزعيم القبلي البارز في مدينة الموصل أحمد عبد الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "المئات من مقاتلي التنظيم نظموا استعراضاً عسكرياً ضخماً ومرعباً، من ناحية العدد ونوعية الآليات والأسلحة التي شملت صواريخ، يصل طولها إلى أكثر من مترين تحملها شاحنات كبيرة تم تحويرها لتكون نفسها منصات إطلاق". وأوضح عبد الله أن "التنظيم شوّش على جميع أنواع الاتصالات في الموصل، وأغلق الطرق المؤدية إلى مكان الاستعراض، الذي نُظّم غربي المدينة واحتشد عدد غير قليل من المواطنين للمشاهدة". وأضاف أن "الاستعراض تضمن عروضاً لأسلحة محلية الصنع، قيل إنها قادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة، كما ضم عدداً كبيراً من دبابات أبرامز الأميركية وتي 72 الروسية، ومجنزرات ودروع، جميعها أميركية وروسية، فضلاً عن بنادق إم 16 وبنادق قنص حديثة، كان مقاتلو التنظيم قد استولوا عليها من قوات الجيش العراقي وحملت علم التنظيم". وأشار إلى أن "التنظيم منع التصوير من قبل المواطنين سوى من بضعة أشخاص مخوّلين من قبله، إذ يُعتقد أنه يخطط لإصدار تسجيل رسمي من قبله حول هذا الاستعراض". من جانبه أكد ضابط في شرطة محافظة كركوك، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "إقامة التنظيم استعراض مماثل في الحويجة 55 جنوبي كركوك والتي يسيطر عليها منذ عدة أشهر". وقال إن"التنظيم رفع لافتة عريضة بمقدمة الأرتال المستعرضة كتب عليها (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، كما ردّد المقاتلون شعارات حماسية وأناشيد دينية، وأخرى قصائد نبطية تتوعد بمحرقة لمن يمس حدود دولة التنظيم". وكشف أن "الإمكانات التي استعرض بها التنظيم، تفوق في جانب منها ما لدى الجيش العراقي، وهناك على ما يبدو إصرار على الحرب حتى الموت، ولا مؤشر على أن داعش يفكر بالفرار من المواجهة المرتقبة مع الجيش الحكومي أو التحالف الدولي". ونقلت وكالة "المدى" العراقية عن نجم العبيدي أحد أهالي مدينة الحويجة، قوله إن "الاستعراض أُقيم وسط إغلاق شبه تام للمحلات وخلو الشوارع من المارة، بسبب نزوح عشرات العائلات إلى القرى القريبة بعد موجة القصف الأخيرة، التي خلفت عدداً من الضحايا أغلبهم نساء بالإضافة إلى رفض الأهالي لنهج وتطرف عناصر داعش". وفي السياق نفسه، قال القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف الجديد ضد داعش ترك الجيش العراقي والعراقيين في مواجهته، بينما اقتصر هو على الدعم الجوي والتسليح والأموال". وأضاف أن "لسان حال مؤتمر جدة هو المال منا والرجال منكم، دون أن يفكروا أن تهديد التنظيم على كل دول المنطقة العربية والإسلامية". في الأثناء، كشف تقرير استخباري عراقي صدر عن وكالة شؤون الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية عن توافد مئات المقاتلين من سورية إلى العراق، خلال الأيام الماضية عبر الحدود بين البلدين من جهة دير الزور المحاذية لمحافظة نينوى. وأشار مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "توافد المقاتلين على العراق بأعداد كبيرة عكس ما تتناقله وسائل الإعلام المحلية والعربية أخيراً، يؤكد أن داعش غير آبه بما يجري من حوله". وبيّن أن "التقرير تضمن معلومات عن وصول قيادات بارزة ومقاتلين من مختلف الدول للعراق عبر سورية، وهناك خشية من إثارة التحالف الدولي ضد داعش شهية التيار الجهادي، أو الخلايا النائمة في كل الدول العربية والإسلامية، للقدوم إلى العراق، فضلاً عن أن المعلومات تؤكد بوادر تحالف قريب بين تنظيمي القاعدة وداعش بعد قطيعة وتناحر بين الطرفين استمرت سنوات عدة". وأضاف أن "التقرير شمل معلومات تؤكد أن غالبية قادة تنظيم داعش البارزين، بما فيهم أبو بكر البغدادي، كانوا معتقلين لدى القوات الأميركية في سجون أبو غريب وبوكا وسوسة في العراق، وأُطلق سراحهم من قبل الأميركيين أنفسهم بين عامي 2006 و2010، لأسباب لا تزال مجهولة للعراقيين حتى الآن، وبعضهم فرّ من السجن بهجمات كبيرة للتنظيم ضمن ما يعرف بغزوة هدم الأسوار". عن العربي الجديد