قطر والامارات .. الاخوة الاعداء؟!

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط
كتب محمد الصبيحي:
ما يحدث بين الاشقاء في الامارات وبين الاشقاء في قطر ليس أزمة سياسية ولا هو خلاف بسبب تصريحات أعلامية وانما تكشفت الامور عن صراع خفي حاد وصل الى حد المكائد السياسية التي تهدد بتفسخ مجلس التعاون الخليجي .قليلون جدا من كانوا يعرفون بهذا الصراع الخفي الى أن ظهر الى العلن فجأة بتسريب رسائل السفير العتيبة في الولايات المتحدة والتي تحرض ضد قطر الى وسائل الاعلام .أن المستفيد الاول والاخير من هذا الصراع شركات العلاقات العامة الامريكية والتي هي في الحقيقة شركات أدارة المؤامرات والتي تدور جميعها في فلك واشراف اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة .ان مثل هذا الصراع سيؤدي الى تهافت عربي خليجي على استرضاء وكسب ود الادارة الامريكية واللوبي الصهيوني والذي لن يحدث بغير المزيد من استنزاف مليارات الدولارات من دول مجلس التعاون الخليجي بغير نتيجة تذكر سوى تمزق جديد في النسيج العربي المتهالك أساسا , وسرعان ما يكتشف الاشقاء السراب الامريكي حين يقف الكونغرس عائقا ومقيدا للرئيس ترامب أو تتغير الادارة الامريكية ويتغير كل شيء .ليس من مصلحة الاشقاء في الامارات فتح صراع مع الاشقاء في قطر فلن يستطيع مثل هذا الصراع أن يغير شيئا من الواقع السياسي على الارض وحتى لو احتشدت معظم الانظمة العربية الى جانب الامارات فلن يتغير شيء لسبب بسيط وهو أن قطر ليست مجرد دولة صغيرة محدودة المساحة والسكان انها مركز أعلامي عالمي مؤثر وستجد قطر التي هزم اعلامها الخوف في صدور الجماهير العربية وكشف صفحات منسية ومخفية من قمع وارهاب وتنكيل انظمة عربية بشعوبها ,أن الجماهير العربية ستختار عند الضرورة الوقوف مع قطر ضد الانظمة العربية ,وبالمقابل ومهما كانت قوة قطر السياسية والاعلامية فلن تحقق انتصارا في صراع مع شقيق فدولة الامارات كيان راسخ أرسى المرحوم الشيخ زايد أسسه وسياساته التي كانت دائما مع التوفيق وجمع كلمة العرب ومساعدة الاشقاء في كل زاوية من انحاء الوطن العربي حتى سمي ( زايد الخير ) وهي سياسة نأمل أن تستمر على يد أبنائه الكرام بالنأي عن وشايات المغرضين وتجار المؤامرات .ان الصراعات البينية العربية تدفع الى تحالفات تضر بشعوبها . فليس لنا مصلحة في دفع قطر للتحالف مع أخرين خارج الامة ولا مصلحة لنا في ابتزاز اموال أخوتنا في الامارت من قبل أعداء الامة .مصلحتنا كعرب أن تظل دولة الامارات العربية المتحدة كما عرفناها البيت الجامع للعرب والشقيق الذي يضع يديه في أيدي كل الاشقاء بلا أستثناء وأن تظل قطر منبرا حرا وعضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي . وليتوقف الاشقاء عن نشر الغسيل بكل الوانه