الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار رسالة الى الكساسبة

رسالة الى الكساسبة

814

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط

كتب فهد الكساسبة :
في الذكرى الثانية لاستشهاد معاذ، في 29/12/2014 اقدمت عصابة داعش على احراق الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة بطريقة همجية بربرية لم يشهد التاريخ لها مثلاً و ذلك باعدامه حرقاً و هو حي و من ثم يتوانى الخبر على ما يزيد على شهر و نيف لسبب او لاخر و في يوم مساء الثالث من شباط لعام 2015، بينما كان الاردنيون ينتظرون ماذا جرى لابنهم الطيار بعد المهل الطويلة ياتي النبأ العظيم عبر قنوات فضائية وذلك ببث شريط فيديو باعدام الشهيد حرقاً بصورة بشعة أدمت قلوب كل اردني و اردنية، نبأ ابكى الرجل قبل المراة و الطفل قبل الشيخ والمسيحي قبل المسلم والاجنبي قبل العربي.
 فنام الاردنيون ليلة بائسة ليستسقظوا صباحا و يفتحوا بيوتهم للعزاء والعز والافتخار بمعاذ واستفاق العالم كله بشوارعه في مدنه و قراه باستنكار الحادث الرهيب . سنتين مضت على رحيلك يا معاذ و ما زالت صورة احتراقك في وجدان كل اردني و اردنية و ما زالت ملحمتك البطولية لم تغب يوما عن الاردن بباديته و حاضره و مدنه، من احرقوك يا معاذ قاموا بفعلتهم النكراء ليغظوا قلوب قوم مؤمنين فحصل العكس و اطلق الاردنيون شعار ارفع رأسك و اعلم يا معاذ وان كان جسدك الطاهر في الرقة لكن روحك ايها الشهيد ما زالت ترفرف في سماء الوطن تارة تزور أضرحة جعفر و زيد و عبدالله و تارة تعرج على شهداء البقعة و مرة تلوح لراشد و صحبه لتنطلق للركبان لتقبل شهدائها لتعود لمسقط رأسك لقلعة الكرك الأبية لتصافح باكبار و اعتزاز و تقبل وجنتي سائد و صحبة الأطهار. عامان مضت و ما زالت تغض مضاجعنا و تتخطبنا كوابيس المنام و تبعث فينا محاسبة النفس للنفس لماذا ابقيتم جسدي في محرقة داعش ،اعيدوها الى وطني علني انعم بثراه ،فوالله لذرة تراب في الوطن (عي) لهي اغلى و اعز من اي جنة في الارض. تحاسبنا يا معاذ و نحن لا حول لنا و لا قوة، تحاسبنا فنقول لك و (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) و تحاسبنا و نقول لك ( صبر جميل و الله المستعان ) و (ما كان ربك نسياً).
 عهدا يا معاذ علينا كأسرتك الكبيرة التي بكتك بدمها لا بدمعها بأن رفاتك ستعود يوماً لترى عي و حزمانها و مؤتة و شهدائها والكرك و قلعتها و الاردن وشعبها الصامد الجبار. عامان مضت و لم ندري ما حصل بك و ماذا حصل بجسدك و قد اوصدت الابواب في وجه الاجابة، و اخذنا الدهر على حين غرة، تارة نبكيك و تارة تثور فينا عصبية حمقاء لا يطفئها الا قول الرحمن " و بشر الصابرين" وقوله عز و جل "ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين". عامين يا معاذ قد مضت و نقول لك بملئ افواهنا،مستنهضين بك الطريق الى الشمس الى الف صبح و صبح الى مساءات لا تمتد بها اشرعة للظلام، فايا ايها الالق المتبقى في اعماقنا ، كن فارسا شاطئه البحر فقد كانت قوة صبرك من دم و اقلامك من رماح.
سلام عليك يا معاذ، و سلام على صحبك الاطهار ممن تربوا على حب الارض و التراب فقد كبر اسمك يا معاذ و كبر فيه اسم صحبك ممن سبوق وصفي و هزاع وموفق و فراس و ممن تبعك ممن رووا تراب الوطن وعظمت فيه احلامكم يوم بلغتم فيه من الايمان ما يزيد كمالكم، و يرفع مقامكم يوما تباركه الازمنه و تساجله امهات الشهداء بالشوق و الحب و القنادل و صبر الفتائل و احتراق الافئدة.
سلام عليك يا معاذ في ذكراك الثانية و الى جنات الخلود ايها البطل يا من رفعت اسم الاردن في سائر ارجاء المعمورة
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا