البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط
اكد الشيخ احمد هليل امام الحضرة الهاشمية، وقاضي قضاة الأردن السابق، ان ما قاله في خطبته من منبر مسجد الملك الراحل الحسين بن طلال في عمان يوم الجمعة 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، كان مبادرة شخصية منه، ولم يكن بإيعاز من أي احد. وقال الشيح هليل في اتصال هاتفي مع رئيس تحرير صحيفة “راي اليوم” صباح اليوم (الأربعاء)، انه لم يلق هذه الخطبة التي طالب فيها ملوك وامراء دول الخليج من المسارعة لمساعدة الأردن بإيعاز من أي احد، وانما “جاءت من تلقاء نفسي واحساسا بالمسؤولية، والظروف الصعبة التي يمر بها الأردن”. واكد الشيخ هليل “ان ما قاله هو ما شعر به، ويؤمن به، كمرجعية دينية اردنية وفي العالم الإسلامي بأسره.. فالوضع في الأردن يحتاج الى نجدة الاشقاء”. وكان الشيخ هليل حذر ملوك وامراء دول الخليج من انهيار الاردن، وقال في خطبته “حذار.. حذار من ان يضعف الأردن”، مضيفا “لقد بلغ السيل الزبى.. اخوانكم في الاردن ضاقت الاخطار حولهم واشتدت”، وأشار “ان المظاهرات والمسيرات في الشارع الأردني من جراء الوضع الاقتصادي الصعب قد تقود الى دمار”، مطالبا الأردنيين بالنظر الى ما يحدث في العراق وسورية وليبيا بعد خروج الناس الى الشوارع، مثلما حذر أيضا من سقوط المسجد الأقصى. واثارا خطبة الشيخ هليل أصداء واسعة في الأردن وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بين اغلبية مؤيدة واقلية منتقدة، وترددت تكهنات في الشارع الأردني تقول بأنه القى هذه الخطبة بإيعاز من الديوان الهاشمي، وهو ما حرص الشيخ على نفيه بقوة في اتصاله الهاتفي مع صحيفة “راي اليوم”. وقدم الشيخ هليل استقالته من جميع مناصبه بسبب هذه الضجة، والجدل الذي ثار حول خطبته التي وصفها كثيرون بانها عفوية، ونابعة من القلب، حتى ان الامام بكى تأثرا اثناء الخطبة. وقرر مجلس الوزراء الأردني تعيين الشيخ عبد الكريم سليم السليمان الخصاونة قاضيا للقضاة بالفئة العليا بعد يومين من استقالة الشيخ هليل، كما جرى تعيين الدكتور محمد احمد مسلم الخلايلة مفتيا عاما للمملكة برتبة الوزير وصلاحياته، كما تم تعيين الشيخ غالب الربايعة اماما للحضرة الهاشمة، وهي المناصب الثلاثة التي كان يتولاها الشيخ هليل. ويذكر ان الأردن يمر بظروف اقتصادية صعبة بسبب عدم تجديد دول الخليج منحتها السنوية المقدرة في حدود مليار دولار لمدة خمس سنوات وانتهت بنهاية العام المنصرم، وتبلغ قيمة الدين الأردني العام حوالي 37 مليار دولار بفوائد سنوية مقدارها مليوني دولار، كما بلغ العجز في ميزانية العام الجديد حوالي 1.1 مليار دولار، واضطرت حكومة الدكتور هاني الملقي الى فرض ضرائب على حوالي 95 سلعة أساسية، مما أدى الى ارتفاع كبير في معدلات غلاء المعيشة. واكد الشيخ هليل انه يتواجد حاليا في منزله، ويعكف على القراءة والبحث والراحة، بعد خدمة طويلة في مناصبه امتدت لاكثر من نصف قرن.