البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط غرس الشهيد وصفي التل وزيت ثماره ، لعلية القوم ، هكذا قررت أمانة عمان ، بعد أن عبأته بعبوات زجاجية فاخرة ، يغلفها صناديق خشبية متقنة الصنع والتصميم والجودة ، توزع كهدايا على الذوات ، باعتبار الأمانة صاحبة الولاية والإدارة على متحف الشهيد ( منزله ) والأرض المثمرة المحيطة به !! وفيما كان المنتج من الثمار حقا للفقراء استنادا لقرار لجنة الوقفية التي كانت تشرف على دار الشهيد ، مستنبطة قرارها من روح وصية زوجته المرحومة سعدية التل منذ عام 1998 بتحويل الدار الى متحف ، بات نصيب الفقراء بضعة دنانير موعودة ، لا يعلم احد ان تم توزيعها ام لا ، لكن جهة ما وُعِدَت ، وما وصلها زجاجة زيت على سبيل الإهداء ، لتوضع في ركن من مرفق تديره . لجنة الوقفية التي أشرفت على أملاك الشهيد من آل التل اعتادت سنويا توزيع الثمار ونتاج عصرها على الفقراء وفق سنة شرعية عن روح الشهيد ، وتعكس رمزية فيها من الدلالات الكثير حول الشخصية الوطنية ، التي طالما حلم الشعب الأردني بأُم تلد مثلها ، لتغذ الخطى على ذات درب الشهيد . فعل ، او إجراء ، او قرار يبعث على الاستغراب والاستهجان ، ما أقدمت عليه أمانة عمان الكبرى ، فبعد تجاذبات بينها وبينها وزارة الثقافة للإشراف على المتحف وكان نصيبها وجيّر لها ، هاي هي تحيد عن الهدف ، الذي لا يتسق مع ما قررته لجنة الوقفية التي تولت إدارة المتحف سابقا ولا يضع اعتبارا لوصية الراحلة زوجة الشهيد وهدفها أن يكون منزل شهيدها وشهيد الأردن متحفا . لا يتفق ما ( ارتجلته ) الامانة ، وغاب عنه ( العقل ) الراجح لأمينها ، وان غلف القرار بتمهيد مسبق للجهات التي كانت تستفيد من المنتج وتوزعه بما يتواءم مع الهدف ، جاء القرار متذرعا أن الموسم لم يكن جيدا ، وان الأمانة ستتولى تخصيص مبالغ مالية لتوزيعها بدلا من الزيت ، على الفقراء ، لكن ذات الجهات التي تبلغت فوجئت بـ " الزيت في زجاجة ، والزجاجة في صندوق خشبي " وشعار الأمانة يكسو القشرة الخارجية للصندوق ، وعبارة " إهداء .. زيت زيتون من ارض متحف الشهيد وصفي التل وسعدية التل " . عد لرشدك يا عقل ، فنحن نجزم ان روح وصفي لا ترضى ، أن يكون نتاج غرسه لعلية القوم ، فهو كان نصير الفقراء والمساكين ، وحامي تراب الفلاحين ، والملهم للوطنيين ، ينشد مرضاة الله ليكون مع الشهداء في عليين ، فاعد للفقراء زيت وصفي ، ودعنا من استعراضات ، وأفكار ساذجة ، تضاف إلى سجل إخفاقات امانتك .