البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم --السلط
شكلت مغادرة ناصر جودة لوزارة الخارجية الأردنية، مفاجأة للأوساط السياسية والشعبية في الأردن، ربما بدرجة أكبر من التعديل الحكومي نفسه الذي طرأ على حكومة الدكتور هاني الملقي. ووافق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يوم الأحد، على إجراء تعديل حكومي شمل ست حقائب وزارية، هي الداخلية والخارجية والتربية والشباب، إضافة إلى وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، ووزير الدولة للشؤون القانونية. وخلال الأعوام الماضية، كان ناصر جودة وزيرًا "دائمًا” للخارجية، وكان اسمه مُستبعدًا عن التوقعات في كل تغيير أو تعديل تشهده الحكومات المتعاقبة، الأمر الذي أثار عشرات التساؤلات حول سبب بقائه في منصبه رغم "عدم تحقيقه أي إنجاز لافت”، بحسب خبراء ومحللين سياسيين. وشغل جودة هذا المنصب لثمانية أعوام، منذ 23 شباط/ فبراير 2009 وحتى 14 كانون الثاني/ يناير 2017، وعاصر سبعة رؤساء حكومات هم: نادر الذهبي، وسمير الرفاعي، ومعروف البخيت، وعون الخصاونة، وفايز الطراونة، وعبدالله النسور، وأخيرًا هاني الملقي. منصب جديد بانتظاره خروج جودة من الحكومة بهذا الشكل المفاجئ، دفع مصادر مطلعة إلى ترجيح أن يتم تعيينه في منصب جديد، مشيرة إلى أنه "من المتوقع أن تصدر إرادة ملكية بذلك خلال الساعات المقبلة”. وذكرت مواقع إخبارية أردنية، أن جودة "سيصبح عضوًا في مجلس الأعيان، بعدما انتقل العين أيمن الصفدي إلى موقع وزير الخارجية في التعديل الجديد”. لكن هناك من شكك بتلك التوقعات، منوهين إلى أن "جودة كان قد قرر الابتعاد عن المناصب في حال إعفائه من وزارة الخارجية، من أجل التفرغ لعائلته”. التماهي مع مستجدات ترامب التفسير الراجح في الوسط السياسي الأردني لتوقيت خروج جودة من الخارجية، هو أنه إجراء أردني استباقي للتماهي مع التغييرات الجذرية المتوقعة في السياسة والدبلوماسية الأمريكية بالشرق الأوسط، مع مجيء الرئيس دونالد ترامب الذي سيجري تنصيبه رسميًا بعد غد الثلاثاء. الشائع المتداول هو أن سنوات جودة وزيرًا للخارجية كانت جُلّها مع إدارة باراك أوباما والتي نسج فيها جودة علاقات شخصية وثيقة مع جون كيري في الفترة الثانية من إدارة أوباما. تندر وأصبح خروج جودة من الحكومة، مادة دسمة للتندر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن. وفي موقع "تويتر” دخل وسم (#ناصر_جوده) ضمن قائمة أكثر الموضوعات تداولًا في الأردن من قبل المغردين الذين انقسموا بين توجيه الانتقادات له والثناء على "حنكته وتاريخه السياسي”. وكتب أحد المغردين: ناصر جودة إلى موقع أفضل، فالقاعدة تقول المسؤول لا يفنى ولا يستحدث وإنّما يتحول من منصب إلى آخر”. وعلّق آخر بالقول: "ناصر جودة أنهى مهمته بشكل مؤقت في وزارة الخارجية بانتظار استحقاق مهم في قادم الأيام”. وأشاد ثالث به، قائلًا: "يجيد ثلاث لغات ولديه حنكة سياسية و مراوغة لا مثيل لها.. معاليك كفيت ووفيت والله يعطيك العافية ما قصرت وتستحق الشكر و الثناء”.