البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط
ما أن صدرت الارادة الملكية السامية ، أمس الثلاثاء ، باحالة اللواء عاطف السعودي على التقاعد وتعيين اللواء الركن احمد سرحان الفقيه ، حتى بدأت الصالونات السياسية في الاردن بتسليط الضوء على احداثيات هذه الارادة ، وربطها بشكل مباشر مع مجموعة من الاحداث التي جرت في الاردن بدءاً من الارهابية في اربد وانتهاءً بأحداث الكرك . وبالنظر بعمق في الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الى مدير الامن العام الجديد ، فانه يتبين ان الكثير من الملفات الساخنة تنتظر اللواء الفقيه ، والمتوقع وفقاً لــــ" خبرته " العسكرية ان يكون المسيطر والمُغلق لها ، اضافة الى مراجعة جميع الاستراتيجيات والخطط الأمنية وتطويرها . جلالة الملك ، أكد في رسالته إن ما يمر به بلدنا وما تمر به المنطقة من تحديات، تفرض علينا جميعا اتخاذ الاحتياطات والاستعدادات الضرورية، وهذا يتطلب اليقظة والحذر ورفع مستوى الاتصال بين جميع أركان المنظومة الأمنية، لترسيخ التعاون الوثيق والتنسيق الكامل على مختلف المستويات، لضمان نجاح العمليات الأمنية على أكمل وجه ، الامر الذي يعزز الترسيخ الكامل لمفهوم سيادة القانون في ظل الدولة المدنية القائمة على مبادئ المساواة والعدالة والكرامة وحماية الحقوق والحريات . وبحسب محللون سياسيون، ان احداث اربد الارهابية وما تلاها من احداث في الجامعة الاردنية وما جرى في محافظة الكرك ، اظهرت للجميع ان هناك "ثغرة" في جهاز الامن العام ، وانها كانت واضحة كوضوح الشمس في أحداث الكرك ، وذلك بمدة الاشتباك وبعدد قتلى الامن مقابل القتلى من الجانب الاخر ، وبإصابة المدنيين العزل ، والامر الذي أوجب بوجود اولوية قصوى من الضبط والحزم من تدريب ورفع للقدرات وفق افضل وأقوى المعايير العسكرية العالمية ، وذلك لكونهم الخط الاول لأمن وأمان الوطن والمواطن . مصدر عسكري مقرب من اللواء الفقيه ، قال ان الكاريزما العسكرية للفقيه تبشر بنتائج مطمئنة للمرحلة المقبلة ، اذ أن الوضع الراهن للمملكة يحتاج الى اليقظة الاستخباراتية البحتة ، والى العمل الشرطي على مدار الساعة من بحث وتحري واستطلاع وجمع للمعلومات ، مشيراً الى ان الاردن حظي "بضربة حظ" في أحداث الكرك ، وهو انفجار القنبلة عن طريق الخطأ اثناء اعدادها ، اضافة الى الاحزمة الناسفة التي وجدت داخل منزل الارهابيين ، وانه لو كان هناك عمل استخباراتي شرطي واستطلاع مستمر، لكان تم كشف هذه العصابة المجرمة سريعاً ومن دون وقوع الشهداء و الاصابات ، وهذا ما يدلل عليه ان الخبرة العسكرية للواء الفقية ستعزز من اداء جهاز الامن العام والذي سينعكس بالايجاب على أفراد الجهاز بالكامل . ويؤكد محللون ، أن رحيل اللواء السعودي هو الاول وليس الاخير" للمرحلة الحالية" ، فبحسب ما يتم تداوله وهو المؤكد بنسبة كبيرة ، ان هناك رحيل للكثير من الحقائب الوزارية ، وهو الامر الذي بات الاردنيون بإنتظاره على أحر من الجمر ، وذلك اثر الكثير من الاسباب ، والتي كان ابرزها في الساحة الاردنية احداث الكرك ، وما طرح بعدها في مجلس النواب من طرح للثقة بوزير الداخلية سلامة حماد ، وأُجل لأكثر من مرة ، الامر الذي بعث برسالة قصيرة من اروقة المجلس للأردنيين انه على وشك الرحيل لا محالة ، اضافة الى القرارات الاقتصادية الخاطئة ، وما اثارته من غضب وسخط شعبي ، لتكون الرسالة القصيرة الثانية على رحيل حقائب اقتصادية ستطول إما وزير الصناعة والتجارة او المالية او كلاهما . ويرى محللون ، ان المواطن الاردني اصبح بحاجة الى التوضيح حول الكثير من المعطيات الجارية في الشارع الاردني ، وانه حديث جلالة الملك يوم أمس الثلاثاء خلال لقائه في قصر الحسينية رئيسي مجلسي الأعيان والنواب وأعضاء المكتب الدائم في المجلسين ، هو الوحيد الذي أزاح الستار عن الكثير من الامور التي لم تعرف ماهيتها ، بل أنها كانت المنصف للمواطن الاردني البسيط ، وخاصة عندما قال جلالته " أن المنطقة في حالة حرب، ونحاول جهدنا لزيادة النمو الاقتصادي، والحد من بطالة الشباب في ظل الظروف الصعبة، أنه لا بد أن نكون واقعيين بالنسبة لما يمكن تحقيقه خلال العام الحالي " ، الامر الذي يشير الى ان الملك غير راضٍ عن السياسة الاقتصادية التي قررت حكومة الدكتور هاني الملقي اتباعها ، والتأكيد في حديثه معهم انه لا بد من حماية الفئات الأقل دخلاً والطبقة الوسطى في ظل الظروف الصعبة . حالة من الترقب العام يعيشها الاردنيون ، بدءاً من الانباء التي تداولت عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتعديل حكومي قريب جداً ، ليصدر بعده بساعات تعيين اللواء الفقيه مديراً للأمن العام خلفاً للسعودي ، كدلالة على ان التغيير قد بدأ فعلاً ، وذلك اثر تباعيات أمنية وحكومية واقتصادية لم يعد المواطن الاردني تحملها .