البلقاء اليوم -
الإنهيار المؤسف الذي أصاب اعلامنا الرسمي هذين اليومين ... والتهتك البنيوي الذي سيطر على تلفزيوننا الوطني ... والإنسلاخ المهني الذي نتج بسبب الخوف والتخبط والتراجع للمرة العشرين على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ... يجبرنا على المطالبة وبسرعة ايقاف هذا النزف الحاد الذي أدى الى نقص مزمن في كمية الدم والأوكسجين في الجسم الإعلام الرسمي الأردني ... ثلاث مرات متتالية قالها جلالة الملك من خلال ثلاث مناسبات بأن الإعلام الرسمي يعاني من الخوف والتخبط والتراجع ... ولكن لا حياة لمن تنادي ... لأن من لديهم القدرة على ادارة الإعلام الرسمي بشكل عام لا تربطهم صلة قرابة أو حسب أو نسب مع الدوار الرابع ( ولا بواكي عليهم ) ... ولأن القائمين على ادارة دفة الإعلام الرسمي منذ عشرين عاما ... بينهم وبين مفهوم الإعلام المرئي والمسموع عشرين دهرا ... يوم أمس إضطر جلالة الملك يحفظه الله أن يعود مرة أخرى لتوجيه بوصلة الإعلام من جديد وطلب من وزير الإعلام / الناطق الرسمي باسم الحكومة بأن (يسمح) لكل اجهزة الإعلام الرسمية والخاصة وغير الأردنية بالدخول الى المركز الوطني للأمن وادارة الازمات واطلاعهم بكل (شفافية) على كافة المستجدات حول مجريات الأحداث في محافظة الكرك ...وجلالته يقف على النافذة ويراقب العرق المتصبب من جبهة وزير الإعلام ... للأسف كانت قناتا الحدث والعربية تنقلان المؤتمر الصحفي مباشرة وبنفس الوقت كانت شاشة التلفزيون الأردني تنقل اقوال وزير الاعلام كتابة على شريط اخباري اسفل الشاشة. الضوء الأخضر والابيض والاحمر الذي أعطاه جلالة سيدنا تمت ترجمته فورا عند المساء حيث انتقلت كاميرا التلفزيون الأردني الى قلب الحدث ... ترى .. لماذا لم يتم كل ذلك قبل ذلك ... لماذا لم يقم مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون أو مدير التلفزيون او مدير الاخبار أو مدير البرامج للإنتقال مع فريقه التلفزيوني على ظهر دبابة أو مسلحة أو مجنزرة الى الكرك مباشرة لنقل وقائع الحدث قبل أن تسبق التلفزيون الأردني قناة الجزيرة أو العربية او الحدث او رويتر او غيرها ... لم يحدث ذلك بطبيعة الحال ولن يحدث ... لأن السبب هو أن للميدان مهارات تلفزيونية خاصة لا يملكها الا الخاصة ... وبالطبع لا يملكها المدراء الأربعة المذكورين . دولة الرئيس : في عهدك فقط (ربما ) يتمكن الإعلام الرسمي من ارتداء ملابسه من جديد لستر عورته التي انكشفت خلال هذين اليومين .... وفي عهد حكومتك فقط يمكن للحجّاج من جديد أن يظهر لكي يطيح برؤوس قد هرمت وحان موعد اعادتها لبيوتها لتخلد للراحة والسكينة ... دولة الرئيس : الوطن الأردني الأشم يمر بمرحلة امتحان حقيقي ، قيادته الهاشمية نادرة وجيشه مصطفوي ... واجهزته الأمنية متميزة ... وشعبه نذر نفسه لتلك الثلاثية المقدسة (للوطن وللقيادة وللجيش) ولكن اذا بقي الإعلام الرسمي على ما هو عليه ، فإن الإعلام الخارجي وأكثره (مدسوس) متعطش لكي يشرب من دمائنا قبل أن يشرب من مائنا ... نحمد الله أن لا (حواضن ) لدينا للإرهاب ... فكل من تسول له نفسه زعزعة أمن الأردن وبعد اجتثاثه ، لا يجد من يبكي عليه ولا من يناصره ... لا من قبل اهله ولا من قبل عشيرته ولا من قبل قريته ...لأن هذا الوطن له ربٌ يحميه ... فالسنون تمر مثل الايام ... والايام تمر مثل الدقائق ... ودقيقة واحدة سوداء على قناة تلفزيونية مدسوسة سوداء ... قد تكلفنا الف عام يا دولة الرئيس .