البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط قال الخبير الأمني اللواء المتقاعد فايز الدويري ان ما حصل مساء امس في مدينة الكرك هو عملية إرهابية مكتملة العناصر ولا يمكن ان تصنف تحت أي تصنيف اخر او يطلق عليها وصف عملية جرمية.
وأضاف الدويري ان الدلائل على الإرهاب واضحة وكان من أهمها قيام المجموعة باستئجار مطعم دون ان يتم تشغيله وانما استخدامه كغطاء لتواجدهم في المنطقة وكذلك استئجار منزل لعدة شهور، بالإضافة لمباشرتهم اطلاق النار على الأمن حتى قبل انكشاف امرهم كاملاً. خيارات متعددة قال الدويري ان الخلية كانت امام ثلاثة خيارات فور انفضاح امرها اما الهروب باتجاه العاصمة عمان وهنا سيكون الإيقاع بهم سهلاً كون الطريق مفتوحة وبالإمكان اصطيادهم فيها بيسر واما التوجه نحو اقصى الجنوب باتجاه العقبة او الطفيلة وكذلك هو الحال بالنسبة للطريق وسيكون اصطيادهم سهلاً في طريق دولي مفتوح. وكان الخيار الثالث الذي اختارته المجموعة وهو التوجه نحو مناطق شبه مأهولة بالسكان وهو ماحدث فعلا فتوجهت الخلية نحو الكرك وهناك كان لديهم خياران آخران وهما اما الذهاب إلى مؤتة والمزار او إلى الكرك وكان قرارهم سريعاً بالتوجه نحو الكرك ونحو القلعة بالذات كونها أكثر المناطق تحصيناً وتمت المصادمة مع المركز الأمني في الطريق. لماذا القلعة لم تختر الخلية الإرهابية التحصن في أحد المنازل كون الإيقاع بها سيكون سهلاً وسريعاً على الأغلب ووفق المنطق حسب الدويري. ويوضح الخبير الأمني والعسكري الدويري ان اللجوء إلى القلعة له مبررات عديدة فهي أولا منطقة محصنة جداً ليس من السهولة اختراقها كما ان المجموعة الخارجة عن القانون كانت ترغب في إطالة أمد المواجهة قدر المستطاع حتى حلول الليل ليتسنى لهم الهروب خاصة مع الأجواء الماطرة والتي يعتريها الضباب. صدفة انقذت الأردن من مخططات كبيرة يشير الدويري إلا ان ما تم مشاهدته من صور لمقتنيات افراد الخلية في شقتهم توحي بنيتهم على تصنيع المتفجرات والاحزمة الناسفة وانه اكتشافهم عن طريق الصدفة اغلق الباب امام تفجيرات كبيرة لا قدر الله وينوه الدويري إلا انه يرى ان الخلية لم تستهدف الكرك على الإطلاق وليست من مخططهم في شيء وانما كانت تعد لعمليات كبيرة وتفجيرات لأهداف فيها تجمعات بشرية كبيرة. ويشير هنا الى انا الاحتمالية الأكبر هي انهم كانوا يستهدفون ا العاصمة عمان بعدة عمليات انتحارية. لا أسلحة مخبأة في القلعة يدحض الدويري فرضية قيام الخلية بتخزين أسلحة داخل القلعة سابقاً كون القلعة مكان مفتوح يرتاده العديد من السياح والذين يحاولون استكشاف الأمور وبالتالي من السهولة اكتشاف أسلحة مخبأة ويضيف ان العتاد والأسلحة التي كانت بالشقة كبيرة وكثيرة وحملت الخلية معها ما استطاعت خلال هروبها إلى الكرك. وانهم استخدموا هذه الأسلحة بحرفية عالية وهو ما يؤكد تلقيهم تدريب محترف وعلى مستويات عالية. تأخر العملية الأمنية على عكس ما انتقد عدد من المراقبين يصر الدويري ان العملية الأمنية لم تتأخر في عملها ويعتبر ان العكس هو ما جرى ويصف العملية الأمنية بأنها تمت على عجل. ويشرح الدويري ان ما جرى في الكرك لم يتأخر من حيث البعد الزمني وان الاستعجال في العملية هو ما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. وينوه إلى انه كان من اتخاذ طرق أكثر رويةً ولا ضير ان استمرت العملية اكثر من 24 ساعة مقابل إيجاد خطط محكمة وانه لو تم ذلك لربما كانت الخسائر اقل. وفي مقارنة بسيطة يقول الخبير الدويري انه لو تحصن أربعة اشخاص في قلعة مثل قلعة عجلون لكان الوقت الطبيعي لإخراجهم يقارب الــ24 ساعة فيما ان قلعة الكرك تفوق قلعة عجلون بالمساحة مايقارب الأربعة اضعاف وبالتالي الوقت الذي تمت به العملية لم يكن طويلاً على الإطلاق