البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم السلط
شهد الاردن خلال العام 2016 سلسلة أحداث سياسية وأمنية هزت الشارع الاردني. أعمال ارهابية وجرائم قتل دخيلة على مجتمعنا، بالاضافة الى تغييرات في مواقع مهمة بالدولة أحداث شهدها الاردنيون في 2016. لم يكن هذا العام اقل حزناً على الاردنيين من سابقه 2015 الذي بدأ حزيناً باستشهاد الطيار النقيب معاذ الكساسبة، فالارهاب دق بيوت الاردنيين ويد الغدر طالتهم. في الاول من شهر آذار أعلن الاردن عن استشهاد النقيب راشد حسين الزيود من العمليات الخاصة، أثناء مداهمة قوة أمنية لخلية ارهابية في اربد، قُتل خلالها 7 اشخاص من الخارجين عن القانون. شهر حزيران كان الاشد ألما في 2016 حيث فقد الاردنيون 12 شهيدا نتيجة اعمال ارهابية ففي السادس من حزيران استيقظ الاردنيون على نبأ استشهاد 5 أفراد من مكتب مخابرات البقعة على يد ارهابي تم القاء القبض عليه بعدها بساعات، وحكم عليه بالاعدام شنقا حتى الموت من قبل محكمة أمن الدولة. بعدها بأيام وبالتحديد في 21 حزيران طالت يد الارهاب مرة اخرى الاردنيين في عملية لم تقل ألما عن عملية البقعة، حيث تبنى تنظيم داعش الارهابي عملية تفجير على الحدود الشمالية الشرقية 'الرقبان' والتي استهدفت موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين نتج عنه استشهاد كل من العريف نور الدين محمد صالح شحادة, والعريف أحمد محمد محمود الصبيحي, والجندي أول بلال عمر سالم الزعبي, والجندي ثاني خضر محمد خضر الحجي والعريف رشاد الطلافحة من مرتبات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي, وكل من الشرطي عدي وليد اسنيان الخوالدة من مرتبات مديرية الأمن العام, والرقيب انس عبد الرؤوف محمود الأسمر من مرتبات المديرية العامة للدفاع المدني. وفيما يتعلق بابرز التغييرات على مواقع مهمة في الدولة الاردنية فقد صدرت الارادة الملكية السامية بتكليف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة الدكتور عبدالله النسور، التي قدمت استقالتها لجلالته. وصدرت ارادة ملكية بتعيين الفريق الركن محمود فريحات رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، بعد صدور ارادة ملكية بإحالة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الى التقاعد. كما صدرت ارادة ملكية بحل مجلس النواب السابع عشر، حيث اختار الاردنيون في عام 2016 ممثليهم من النواب من خلال اختيار مجلس النواب الثامن عشر. ولعل ابرز سمات الانتخابات مشاركة حزب جبهة العمل الاسلامي وسقوط رموز نيابية عريقة. ومن الاحداث الهامة التي هزت الشارع الاردني في 2016 اغتيال الكاتب الاردني ناهض حتر اثر تعرضه لاطلاق اربع عيارات نارية امام قصر العدل، حيث اعترف القاتل امام محكمة أمن الدولة ان فعلته جاءت ردا على اعادة نشره لمنشور للكاتب حتر،وتم توجيه تهمة القتل العمد له. في تشرين الثاني قُتل 3 جنود أمريكيين إثر تبادل إطلاق نار أمام قاعدة عسكرية في منطقة الجفر جنوبي الأردن، والتحقيقات ما تزال جارية. ومن الاحداث ايضا صدور قرار بإغلاق مقر جماعة الإخوان المسلمين (غير المرخصة) في عمّان بالشمع الأحمر بعد أن قرر محافظ العاصمة ذلك،(...) ثم تلاه قرارات بإغلاق المكاتب المنتشره بكافة محافظات المملكة،وهو ما اعتبره مراقبون حينها حسما اردنيا لملف الجماعة. وفيما يتعلق بالمداهمات الامنية فقد نفذت قوات الدرك في شهر آب وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية مداهمة أمنية نوعية في محافظة معان، تم خلالها قتل المطلوب الرئيسي في قتل الملازم الدركي الشهيد نارت نفش والذي استشهد في عام 2014. و شهد العام 2016 استشهاد 4 طيارين من سلاح الجو الملكي ، بالاضافة الى اعلان مديرية الأمن العام في شهر آذار عن استشهاد الملازم1 سامر صالح خضر أبو زيد متأثرا بجراحه أثناء تأديته لواجبه. بعد إصابته بأعيرة نارية من قبل احد المطلوبين الخطرين. جرائم قتل غريبة شهدتها المملكة في 2016، اعتبرها محللون دخيلة على مجتمعنا الاردني، ففي طبربور وفي الثالث من تشرين الثاني أقدم عشريني على قطع رأس والدته في جريمة تعد الابشع خلال السنوات الاخيرة في الاردن،حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر الذي أثار اشمئزاز الجميع، حيث القي القبض على القاتل وتم تحويله للقضاء. كما أقدم شاب عشريني في شهر أيار على قتل والدته في مادبا بعد ان وجه عدة طعنات بواسطة سكين لوالدته المُسِنة التي لا تستطيع الحركة بدون جهاز مشي، والقي القبض عليه. وفي السابع والعشرين من حزيران اقدم شخص على حرق محاميين في مكتبهما حيث فارقا الحياة على الفور، بعد وجود خلافات مع احدهما، والقي القبض عليه بعد فعلته بساعات. وفي جريمة أخرى مروعة ، أقدم سبعيني في السابع من حزيران على قتل زوجته وابنته وابنه بالرصاص داخل منزلهم في منطقة الهاشمي الشمالي شرق عمان حيث ذكرت 'إن المواطن أطلق من سلاح بومب آكشن النار على زوجته (64 عاما) وابنته الكبرى (40 عاما) وابنه (28 عاما) إثر خلافات عائلية فأرداهم قتلى على الفور والقي القبض عليه.. وفي جريمة مشابهة لجريمة الهاشمي الشمالي، اقدم خمسيني في العاشر من كانون الاول على قتل زوجته 48 عاما وابنته 24 عاما وابنه 23 عاما في قرية الطيبة/اربد مدعيا انه يعاني من اضطرابات نفسية، حيث ألقي القبض عليه وتم توجيه تهمة القتل العمد مكررة 3 مرات. كما لم يخل العام 2016 من جرائم الثأر ففي شهر ايار قٌتل 3 اشخاص واصيبت سيدتان اثر اطلاق نار عليهم من قبل مجموعة عند جسر الجويدة باتجاه سحاب نتيجة ثأر قديم، والقي القبض على القتلة. بالرغم من جميع الاحداث والجرائم الا ان محاربة المخدرات لم تغب عن أذهان المسؤولين في مديرية الامن العام حيث تم خلال العام 2016 احباط محاولة تهريب أكبر كمية مخدرات في تاريخ الاردن، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية 13 مليون حبة كبتاجون حاول اشخاص تهريبها الى الاردن، بالاضافة الى ارقام قياسية بمختلف الضبوطات،وخاصة بعد أن اعلن مدير الأمن العام 2016 عاما لمكافحة المخدرات. حوادث السير حصدت العديد من الارواح في عام 2016 فمن أبرز الحوادث التي وقعت على الاراضي الاردنية وفاة 16 معتمرا فلسطينيا واصابة 33 آخرين اثر تدهور الحافلة التي كانت تقلهم للديار المقدسة بالقرب من حدود المدورة في معان، بالاضافة الى وفاة 6 اشخاص واصابة 34 بتدهور حافلة تقل طلاب على طريق اربد- المفرق،و وفاة 7 مصريين في منطقة ام الجمال بحادث تصادم وغيره العديد من الحوادث المروعة. ومن أبرز الاحتجاجات والاعتصامات في 2016، اعتصام العاطلين عن العمل في ذيبان، حيث تبعه احداث شغب، والاحتجاجات ضد تعديل المناهج في وزارة التربية والتعليم والاحتجاجات ضد توقيع اتفاقية الغاز الموقع مع اسرائيل، بالاضافة الى الاعتصام المستمر لموظفي الاسمنت الابيض. ومن أبرز الاحداث الرياضية في 2016 استضافة الاردن لبطولة كأس العالم للسيدات تحت سن 17. واحتفل الاردنيون في عام 2016 بمئوية الثورة العربية الكبرى، حيث عمت الاحتفالات ارجاء المملكة. وفقد الاردنيون في 2016 عدد من رجالات الدولة أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الاسبق المشير الركن عبدالحافظ مرعي الكعابنة والذي توفي في شهر آذار، و المشير الركن فتحي ابوطالب رئيس هيئة الأركان المشتركة الاسبق والذي توفي في تشرين الثاني. كما توفي مدير الامن العام الاسبق الفريق المتقاعد ذياب يوسف أبش (أبو شعبة). كما انتقل الى رحمة الله في عام 2016 الوزير والعين والنائب الأسبق الشيخ عبدالباقي جمو، كما انتقل الى رحمته تعالى إمام وقارئ الاذان الموحد لمسجد الملك عبدالله المؤسس الشيخ محمد رشاد الشريف الملقب بـ 'مقرئ المسجد الاقصى المبارك والمسجد الابراهيمي. بالرغم من كل هذه الاحداث المؤلمه ، والاحداث الصعبة التي مرت على الاردنيين في عام 2016 الا ان الاردنيين وكعادتهم يؤكدون للجميع وقوفهم صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية وأجهزتهم الامنية في مواجهة التنظيمات الارهابية والضرب بيد من حديد على ايدي هؤلاء المجرمين المتطرفين للحفاظ على امن واستقرار الوطن.