البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط قد لا يقبل العقل فكرة أن يقوم شاب بضرب والديه وتهديدهم بالقتل، حتى يلملم الوالدين حاجاتهم الضرورية، ويهربان من منزلهما في محافظة عجلون إلى محافظة المفرق بحثا عن مكان آمن رغم عدم امتلاكهما لأي مصدر دخل، إلا أننا نستطيع أن نصدق هذا وأكثر منه حين نعلم أن وراء هذه المأساة المجتمعية المتكررة آفة المخدرات. بدأت مشكلة العجوزين السبعينيين، بعد خروج ابنهما المدمن من السجن، مؤخرا، قبل أن يبدأ بضربهما وتهديدهما بالقتل، كما فعل صديقه بنفس المحافظة قبل عامين عندما قتل والدته. أحد المقربين من العائلة روى قصة الوالدين السبعينيين وهما يعانيان الأمرين لظروفهما المادية الصعبة حيث لا يجدان ما يسكتان فيه جوعهما إلا بما يحصلان عليه من المحسنين في المنطقة. تجلس العجوز تندب حظها وتبكي خوفا من وفاة زوجها في أي لحظة، مما قد يضع المزيد من المصاعب أمامها في ظل امتناع أبنائها الآخرين عن استقبالها لرفض زوجاتهم ذلك. يقول سكان في الحي إن وضع العائلة صعب جدا خصوصا في ظل عدم حصولهم على راتب من وزارة التنمية الاجتماعية، ورفض جمعيات خيرية تقديم أي مساعدة لهما بحجة ان المساعدات كلها للاجئين السوريين الذي يشكلون أكثرية في المحافظة. حكاية مؤلمة حقا، لأب مصاب بأمراض مزمنة، وهو بالكاد قادر على المشي، وعجوز تعاني كذلك، مما يزيد من هذا صعوبة هذا الألم الخفي الذي تعانيه العائلة، ما لم يقرر أحد المسؤولين أن يحل المشكلة براتب ثابت يضمن لهم أجرة المنزل وثمن طعام، حسب الناشط عواد المخرازي الذي يزور العجوزين ويحاول جاهدا جمع التبرعات لهما. ويقول خبراء، آفة المخدرات تنتشر بشكل متصاعد في المجتمع الأردني منذ عدة سنوات بصورة أصبحت مقلقة، اذا نظرنا إلى ان زراعتها وصناعتها باتت تأخذ أشكالا جديدة، اذ تقول الأرقام الإحصائية التي تنتشر بين فترة وأخرى أن انتشار المخدرات تضاعف بشكل كبير خلال السنوات مما يعني ان الجميع – حكومة ومواطنين – أمام مشكلة تحتاج الى جهود لمنع تفاقمها. وشهد الأردن خلال الفترة الماضية عددا من الجرائم المروعة ربط معظمها بتعاطي المخدرات، من قتل واغتصاب وسلب.