البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
لم يكن هناك موعد بين عدسة الانباط ورئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في احد صالونات الحلاقة في جبل الويبدة وسط العاصمة عمان.
فالصدفة هي التي جمعتهما في مسجد لاداء صلاة الظهر وامتدت الى صالون حلاقة وكرسيه الذي روى حكاية جذور ضاربة في الارض.
ما اكتشفناه في الويبدة باطلالتها الصباحية وعبق التاريخ العماني المرسوم في شوارعها وارصفتها واسوارها وابنيتها، انها لا تشد اصحاب الاقلام والشعراء والروائيين. واذا كان التاريخ الذي تحتضنه تفرض الحبر على الورق فايضا هي دالة الساسة الى ذلك السر الذي يفسر كينونة عمان ودوالي نهوضها ومنارة امنها واستقرارها ومحطاتها الحضارية في سيرة الامم.
وصالون الحلاقة الذي سلم فيه الرئيس الملقي رأسه الى صاحبه ليس " واو " بلغة ابناء المجتمع المخملي، ولكنه يشرح عمق تلك العلاقة الممتدة بين دولته وبين " كرسي الحلاق " العتيق.
" ابو فوزي " لم تفاجئه عدسة الانباط وهي تلتقط له الصور. كما انها لم تجد تلك الحراسة التي كان من الممكن ان تحول دون ان تسجل ذلك التواضع لـ "دواع امنية". ودولته كان وحيدا في الشارع يرافقه رجل مدني واحد فقط. ولما ترجل من سيارته بعد ادائه صلاة الظهر باتجاه صالون الحلاقة كان يصافح من يقابله وكأنهم اصدثائه او تربطه بهم معرفة تمتد الى سنوات.
اما الحديث الذي كان يدور بينه وبينهم لهنيهات هنا وهناك، لم تظهر فيه معالم الحوار بين رئيس وزراء و مواطنين بقدر ما كان بين صديق واصدقائه، يتضح فيها انه لم يغب طويلا عنهم او عن المكان.
لا نلوم البعض اذا اخذتهم " الجلبة " الى ذلك التشكيك بقدرة الرجل على ادارة شؤون البلاد والعباد، فهم شاهدوا بفعل فاعل حقبة صوروا فيها ان عمر الجرل جرى خارج البلاد، واسقطوا الويبدة وكرسي الحلاق من المشهد.
الويبدة لم تكن محطة تفقدية في " جمعة الرئيس "، وانما " واجب" دوري للرجوع الى الماضي وقراءته وتصحيح الواقع واستشراف المستقبل.