البلقاء اليوم -
ناقشت صحيفة 'الصنداي تايمز' البريطانية، الأحد، توتر العلاقات الأمريكية الروسية على إثر المعركة الجارية في حلب، واصفة هذه الاختلافات بأنها 'حرب كونية باردة جديدة'. وأشارت الصحيفة إلى التغريدة التي نشرتها سفارة موسكو في واشنطن، الأسبوع الماضي، والتي تظهر صورة لمنظومة 'S-300' المضادة للطيران الروسية، موجهة إلى الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، مؤكدة أن روسيا ستأخذ كل الإجراءات لحماية مواقعها من التهديد الإرهابي. وبعد اتهامات موسكو بأن أمريكا كانت تتحكم بالمتطرفين في سوريا، تظهر 'تغريدة الصاروخ' لأي مدى انهارات العلاقات بين البلدين، بعد ثلاثة أسابيع فقط من انهيار المحادثات حول وقف إطلاق النار في سوريا. ومع حدة الاختلافات، فقد وردت أنباء، السبت، عن تحريك روسيا لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية إلى كالينغراد، المحافظة الحدودية الروسية الموجودة بين بولندا وليتوانيا، العضوين في حلف الناتو. وأنكر الكرملين الاتهامات الأمريكية بأنه كان مسؤولا عن هجمات إلكترونية ضد الحزب الديمقراطي، معتبرة إياها دليلا على 'هستيريا غير مسبوقة مضادة لورسيا'. وتبع هذا التصعيد إعلان من روسيا الأسبوع الماضي بإعادة فتح القواعد في كوبا وفيتنام، على بعد مئة كيلومتر عن الشواطئ الأمريكية، بالإضافة لتدريبات للدفاع المدني بينها استعدادات لهجوم كيميائي أو نووي. الأزمة السورية وفي عمق هذه التغيرات، بحسب 'الصانداي تايمز'، تكمن الظروف في سوريا، حيث تشن روسيا حملة جوية غير مسبوقة على حلب الشرقية، دعما للنظام السوري، في أول عملية عسكرية للكرملين خارج الأراضي السوفييتية السابقة منذ نهاية الحرب الباردة. وصوت البرلمان الروسي (الدوما) الأسبوع الماضي على السماح للقوات الروسية بالبقاء مدة غير محددة في سوريا. وأكدت موسكو أنها نشرت بطاريات صواريخ 'S-300' المضادة للطيران في اللاذقية، متذرعة بهجوم الطيران الأمريكي على قاعدة لجيش النظام السوري وأدت لمقتل 62 جنديا هناك. واستفزت روسيا من اتهامات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لروسيا ونظام الأسد، بقصف مشافي حلب بتفجيرات 'تستدعي تحقيقات بجرائم حرب'. وتبع هذه الاختلافات اشتباك غير اعتيادي بين الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، وسفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة سامانثا باور. وكانت زخاروفا دعت الأمريكيين ليسافروا معها إلى سوريا، قائلة: 'لن يتعرض لكم أحد معي، إلا إذا قصفتم أنتم بالخطأ الهدف الخاطئ'، في إشارة إلى قصف الجنود السوريين. وقال المحلل الروسي لشؤون الشرق الأوسط أليكساندر شوميلين، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد 'يريد من روسيا أن تساعده لاستعادة كل سوريا، لكن بوتين غير مستعد لذلك'، معتبرا أن 'حلب ستكون رمزا للانتصار'. وحذر شوميلين من أن سقوط حلب يعني نهاية الأمل، موضحا أن 'العسكريين السوريين والروس هم أصحاب اليد العليا على الدبلوماسيين الآن'. وأشارت الصحيفة إلى أن الكرملين هدد بتعليق اتفاقية عقدها مع أمريكا في عام 2000، بتقليل إنتاج البلوتونيوم بكميات عسكرية، حتى توقف واشنطن العقوبات ضد روسيا، وتعوض الدمار الاقتصادي. وقال غليب بافلوفسكي، المستشار السابق للكرملين، إن 'مطالب بوتين تمثل إشارة للضعف، ومحاولة لإلقاء كل اللوم على مشاكل روسيا الاقتصادية على أمريكا'. وانتقلت الخلافات بين الغرب وروسيا ليلة السبت إلى مجلس الأمن، منهية الآمال بإيجاد حل دبلوماسي للمعركة المستمرة في حلب. ويعتقد المحللون أن موسكو تعهدت بمساعدة النظام لتحقيق انتصار عسكري على قوات الثوار في المدينة، قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة للبيت الأبيض العام المقبل. وقال كير غيليس، الباحث في معهد 'تشاثام'، إن هناك حالة من العجلة في روسيا، 'فهم يعلمون أن الرئيس الأمريكي المقبل لن يرضى بالوضع الراهن، وسيبحثون عن تعويض أي فرصة قائمة'، بحسب قوله.