البلقاء اليوم - تقرير صحفي بعنوان " فنجان قهوة " مع الباشا محمد رسول العمايرة اعده للنشر الطالبات : نوره الكلوب و رهام المناصير ... بإشراف الدكتور القدير :علي السواعير البلقاء اليوم -السلط فنجان قهوة ينهي مشاكل كبيرة يا له من فنجان عظيم ،نعم انه القضاء العشائري وإرتباطه بفنجان القهوة ما هو إلا قيمة رمزية إذ انه يحمل معاني عديدة تتجسد بمدى قدرة العشائر على حل المشاكل وإحقاق العدالة والصلح . القضاء العشائري قضاء سامي قائم على الصلح ونشر المودة بين الاطراف المتنازعة بطريقة أو بإخرى كل ذلك وأكثر من أجل إنهاء الصراعات والمشاكل بين الأفراد. الباشا محمد رسول العمايرة هذا الرمز العشائري المعروف في بلدنا العزيز ،يسعى جاهداً لإعطاء كل ذي حق حقه،وفض النزاعات بين العشائر بأقل الخسائر الممكنة حتى وإن كلفه الأمر إلى أن يحمل نفسه تكاليف وإلتزامات هو بغنى عنها،استقبلنا في بيته من أجل إفادتنا وتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة السائدة بخصوص القضاء العشائري ،ولا بد أن نشير هنا إلى إصرار الباشا القدير لعقد لقاءات أخرى مع شيوخ آخرين لأخذ الكم الأكبر من المعلومات والآراء ،وتواضع شخصه الكريم إلى هذا الأمر فبوركت جهودك سيدي . أما من ناحية القضايا التى تدور حولها العشائرية تقسم إلى مسارات شتى :كالعنف ،الثأر ،العطوات والجلوات ،كل هذا يندرج في مهام القضاء العشائري. ولا يفوتنا هنا إلى ذكر أبرز عقبة واجهاتنا في تقريرنا هذا ألا وهي صعوبة الوصول إلى شيخ عشائري إلى ان انجدنا الباشا محمد رسول العمايرة خلال لقاء اجري معه في منزله بأجابات شافية ودقيقة استهلها بمقدمة عامة عن العشائرية ودورها في حل القضايا الاجتماعية. وبين الباشا إن العشائرية عبارة عن وحدة اجتماعية راسخة،تهدف إلى حل المشاكل بين الأفراد المتنازعة بأقل الخسائر الممكنة،وخلق جو من المسامحة والود بين الأطراف المتنازعة،لاسيما وإن هذا الشيء نفتقده هذه الأيام. واكد ان العشائرية قبل تأسيس الإمارة كانت تتولى شؤون الدولة،وتقوم على نزع روح العدوانية والشر من نفوس الأفراد؛ولكن يمكننا القول أن العشائرية في القدم كانت أفضل من الوقت الحالي؛ويعزى ذلك إلى الأشخاص القائمين عليها حيث كان الأشخاص في القدم أكثر حزماً وحرصاً على المصلحة العامة مبينا ان المجتمعات العربية قد سادها أعراف عشائرية لا يجوز التعدي عليها أو مخالفتها ،ومن يقوم بمخالفتها يتم تأديبه بطريقة أو بأخرى وإن لم يستطيعوا يتبروا منه ،اذ كان هنالك ما يسمى بالقضاة العشائريين الذين هم بمثابة المسؤولين في هذا الوقت ؛فعند حدوث مشكلة ما يتم انتخاب تسع قضاة وتصفيتهم إلى ثلاث قضاة وهو ما يعرف بالمفهوم العشائري(ثلاثه من خشم تسعة) والقاضي حسب اختصاصه يقسم إلى :قاضي دم ،وقاضي عرض ،وإلى جانب الدور الذي يقوم به القاضي العشائري فكان له يدعى برزقة القاضي وهي مبلغ مالي تقديراً لجهوده التي بذلها لحل القضية،وبعضهم يدفعون من مالهم الخاص من أجل حل القضايا ،ولا يفوتنا هنا أن نذكر الباشا القدير محمد رسول العمايرة الذي لا يأبى إلا أن يدفع من ماله الخاص في سبيل حل قضيةَ ما أو مشكلة ،وهذا دليل على ضرورة مساهمة العشيرة في دفع المبالغ المالية المطلوبة من الشخص المتعدي. وعند حدوث أية مشكلة يتم أخذ عطوة من قبل أهل المتسبب بالضرر أو المعتدي ،وتكون العطوات على نوعين ،النوع الأول عطوة بإعتراف :وهنا يكون الجاني معترف بفعلته ،والنوع الثاني عطوة حق على حق :وفيها لا تكون الحقائق واضحة . كما تطرق الباشا الى الوجوه العشائرية المشرفة على القضية فتقسم إلى وجه وفى وهو الذي يتكفل بأهل المتضرر أما الوجه الثاني هو وجه دفى ، اذ يتكفل بأهل الجاني ويؤمنوا له الحماية ،وإذا تعدى عليه أهل المجني عليه تصبح قضية عشائرية كبيرة تترتب عليها مسائل كبيرة (تقطيع الوجه). س -ماهي أبرز القضايا الاجتماعية التي تقوم العشائرية بحلها؟ ج . العشائرية تقوم بحل جميع القضايا الاجتماعية سواء قتل ،أو تقطيع وجه ،إلا أن بعض القضايا تحل في نفس الوقت ؛ولكن تدخلها العشائر من باب إكرام الشخص ؛ويعزى ذلك إلى أن الشخص المعتدى عليه يعتبر نفسه مهان إن لم تتدخل العشائرية في قضيته . س -ما مدى صحة مقولة إن العشائرية سلاح ذو حدين؟ ج. العشائرية اذ طبقت بحذافيرها الصحيحة ،وسعى القائمون عليها إلى إحقاق العدالة هنا تكون إيجابية ،ولا تنطبق عليها المقولة المذكورة ،أما إذا انحرفت إلى مسارات أخرى بواسطة القائمين عليها حينها نقول إنها سلاح ذو حدين . س -ما هي القضايا التي لا يمكن للعشائرية التدخل بها ؟ ج . ليس هنالك مشاكل أو قضايا لا تستطيع العشائرية حلها ؛ولكن يمكننا القول بأن القضايا السياسية ،والسرقات ،والعرض لا يمكن للعشائرية التدخل بها وإن تدخلت بها يكون من باب الوساطة فقط لا غير . س -لخصّ لنا رأيك بالمقولة التي تصدر من بعض الأشخاص"رأس مالك فنجان قهوة". ج . الأمر ليس كما يظنه البعض وإنما فنجان القهوة يدخل في كل المناسبات ،وله حق كبير ؛ولكن في بعض الأحيان يصبح احترام للوجوه الحاضرة وللأشخاص . س -ما هي التطورات التي يمكن أن تطرأعلى النظام العشائري في المستقبل؟ ج. من أهم التطورات التي تطرأ على العشائرية هي عقد الاجتماعات والندوات بخصوصها كمثل التي عقدت مع وزير الداخلية سلامه حماد ،ومستشار الملك لشؤون العشائر الشريف فواز بن عبدا لله ،ووزراء الدولة ،ووزير الأوقاف من أجل تطوير القانون العشائري ؛لأن البعض فهم التقاليد العشائرية بشكل خاطئ الأمر الذي أدى إلى اتفاق المشاركين في الاجتماع على وضع نصوص قانونية في قضايا القتل ،والعرض ،وتقطيع الوجه، إضافة إلى اختصار الجلوة على القاتل ووالده وأبنائه فقط ، وتكون لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد وفقاً لظروف القضية ومستجداتها ،ويكون مكان الجلوة من لواء إلى لواء وإناطة تحديد قيمة الدية بقاضي القضاه ،إضافة إلى تحديد القيمة المادية لمن يقوم بتقطيع الوجه في القضايا المذكورة . وسيتم رفع هذه القرارات إلى مجلس الوزراء لدراستها وتحويلها إلى ديوان التشريع والرأي في رئاسة الوزراء،وبعد ذلك إلى مجلس الأمة لمناقشتها وإقرارها حسب القنوات الدستورية المتبعة والمعمول بها . س -ما هو المستقبل الذي تتطلع إليه للعشائرية في الأردن،وهل يمكن أن يحل الحكم العشائري محل الحكومة وجهودها؟ ج . في الوقت الحالي أصبحنا نتمسك بها أكثر ،وإذا كان الأشخاص القائمين على العشيرة إيجابيين ويطبقوا الأحكام العشائرية بشكل صحيح سيكون مستقبلها أكثر إزدهاراً ،أما غير ذلك سيحصل نتائج لا يحمد عقباها ،وبخصوص إحلال الحكم العشائري مكان الحكومة فهذا لا يجوز ؛لأن الدور الحكومي لا يمكنة إغفاله . س -هل هناك خوف على المستقبل العشائري بالأردن؟ ج . إن من ميزات العشائرية أنها مرنه تتناسب مع كل زمان ومكان ،وبما أن هنالك أفراد متمسكين بها لا يوجد خوف عليها ،وإذا نظرنا إلى الواقع لوجدنا أنه في الوقت الحالي أصبح الإتكال على العشيرة أكثر والتمسك بها أكبر . س -ما هو أكثر موقف أو قضية رسخت بذهنك؟ ج . من أكثر المواقف التي رسخت ببالي هو "حادث وقع بين شخصين(عدايل) وشخص آخر وعندها توفي العدايل ،أما الشخص الآخر بقي على قيد الحياة ،شعرت وقتها ببالغ الحزن على هذين الشخصين وعلى زوجاتهما اللتين ترملتا في ريعان شبابهن ،وإلى جانب هذا كله الزوجتان كانتا أخوات وليومنا هذا يتلقين العلاج في المستشفيات من هول الصدمة . س -هل شعرت بيوم من الأيام أن الحكم العشائري يظلم؟ ج . إن العشائرية تسعى إلى إحقاق الحق والحد من الظلم ،ولم يسبق له موقف شعر من خلاله بأن الحكم العشائري يظلم . وختم الباشا حديثة بالقول : لا يسعني إلا أن نعترف للقضاء العشائري بالفضل والعرفان في حل القضايا المستعصية وفض النزاعات ،والقضاء العشائري وبفضل جهود الطيبين القائمين عليه لا زال محافظاً على رونقه والغاية من وجوده بغض النظر عن بعض التجاوزات التي تحدث من البعض. وسنبقى متمسكين بقضائنا العشائري شيباً وشباباً؛ اذ أنه يحفظ وحدة المجتمع وتماسكه ،ويعتبر مؤسسة إجتماعية وقضائية حيث أنه يشكل اللبنة الأولى في بنيان المجتمع المثالي . وفي مجتمعنا الأردني وفي ظل التحديات التي تواجهه وعدم الاستقرار في الدول المجاورة هنالك دور للعشائر يتجسد في قدرة شيوخ العشائر للتصدي لأي إضطراب وطني قد يحدث ،من نزاعات ،ومشاجرات ،وأي أعمال تخريبية تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي ،وتفكيك مكونات الوحدة العشائرية متسترة تحت رداء الربيع العربي المزعوم.
