البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
في وقت من المقرر أن يناقش فيه مجلس الوزراء اليوم الأحد تفاصيل خطته لدعم مشاريع اقتصادية للشباب بإشراف صندوق التنمية والتشغيل، وتبدأ من مناطق الجنوب، تحاول الحكومة منذ تكليفها الشهر الماضي، البحث عن حلول لمشكلتي الفقر والبطالة، اللتين وصلتا إلى حدود مرتفعة ومقلقة، وتركتا آثارا اجتماعية واقتصادية سلبية.
لكن الحلول الحكومية المقترحة للحد من الفقر والبطالة تتزامن مع اجراءات اقتصادية قاسية بدأت بسلسلة عمليات لرفع الاسعار، شملت المحروقات والسجائر والملابس والسيارات وغيرها، ومعتمدة على حلول مستقبلية بجذب الاستثمار لزيادة معدلات النمو والحد من الضائقة الاقتصادية، بحسب ما يقول لـ "الغد" خبراء وسياسيون. في هذا السياق، يقول وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة إن المسألة "تحتاج إلى رؤية مختلفة عن الرؤية التقليدية". وأضاف الحباشنة "نحن دولة بحاجة الى استثمار وإعادة ترتيب ادارات الدولة، بما ينهي الادارة البيروقراطية الرتيبة والتي لن يأتي الاستثمار في ظلها فهي معطلة وطاردة له". وزاد انا نحتاج الى رؤية اقتصادية ببعد اجتماعي، أو ما يسمى بـ"الديمقراطية الاجتماعية" وإعادة النظر بمسيرة الاقتصاد الوطني من حيث النتائج المتوخاة. وتابع، علينا ان "نتوقف مليا ونقارن بين حالة الاقتصاد والسوق الحر كمتطلب وكيفية للعودة الى السوق الحر والمنضبط التي كانت سائدة، وخلاف ذلك سنبقى ندور في حلقة دارت بها كل الحكومات المتعاقبة". لكن نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة الاسبق د. محمد الحلايقة يرى أن الاردن "لديه خطط على المديين البعيد والمتوسط، لدينا خطة ورؤية الاردن 2025 اذا ما تم تنفيذها، ولدينا دراسات وتقارير للمحافظات، لكن على المدى القصير "على الحكومة ان لا ترفع سقف التوقعات لأن امكاناتها المالية صعبة وإمكانات النمو في القطاع الخاص متواضعة بسبب سوء الاوضاع في الدول المجاورة وفقدان الاسواق التصديرية وإجراءات الحكومة وان امكانية احداث فرص قريبا ليس بالأمر السهل". وتابع الحلايقة "تستطيع الحكومة ان تتعاون مع القطاع الخاص وتدعم مبادراته بالتشغيل لكن ذلك يحتاج الى حوار معمق بينها وبين القطاع الخاص وتمحيص برنامج التشغيل الذي تبنته الحكومة السابقة"، ناصحا الحكومة بوسيلة استحدثت في حكومات سابقة وهي "برنامج التشغيل المؤقت اذا استطاعت تأمين الاموال اللازمة لذلك في مناطق الاطراف والفقيرة". واعتبر ان "الحكومة لن تنجح في حل أزمة البطالة إلا إذا استطاعت المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل"، مشيرا الى ان الجامعات تخرج سنويا نحو 70 الف طالب في تخصصات لا علاقة لها بسوق العمل. وشدد الحلايقة على أن "على الحكومة التوجه الى التدريب المهني الحقيقي وليس محو الأمية المهنية لتخريج كفاءات مهنية للخارج والداخل وإنشاء مراكز متخصصة لذلك". بيد أن الحكومة لم تعلن بعد عن تفاصيل هذه الحلول والإجراءات التي يمكن ان تتخذها بعد ضخ مبلغ 25 مليون دينار لصالح مشاريع اقتصادية للشباب، يشرف على تنفيذها صندوق التنمية والتشغيل، تبدأ في مناطق جنوب المملكة اولا مادبا، الكرك، الطفيلة، معان والعقبة. وحول تفاصيل ذلك رفض مدير عام صندوق التنمية والتشغيل عبدالله فريج الإفصاح عن التسهيلات الحكومية لمنح هذه القروض وأنواع المشاريع وضماناتها وحجم المستفيدين منها، الا انه اكد ان هناك تسهيلات ستتخذها الحكومة بهذا السياق. لكن مصدرا مطلعا أوضح ، ان هذه المشاريع "ستحصل على تسهيلات كبيرة تمكن الشباب من العمل بحيث يكون المشروع هو الضمانة ويكفل البنك المركزي او جهة تحددها الحكومة هذه المشاريع". ولفت المصدر الى ان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته اليوم الاحد تفاصيل هذه المشاريع وشروطها والتي من المتوقع الاعلان عنها وماهيتها وكلفها وأية معلومات متعلقة بها وضماناتها ايضا. واعتبر وزير الزراعة الاسبق سعيد المصري ان "الخطة الحكومية اعلنت ولكن لم تعلن تفاصيلها بعد وعلى الحكومة اعلان تفاصيلها قريبا وإعداد خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى للحد من هذه الظاهرة". وأشار الى ان كل العالم لديه خطط تنموية لتشغيل الشباب ولكنها تحتاج وقتا وأموالا، "وعلى الحكومة التحرك بسرعة لضمان هدوء الشارع من جهة وشراء الوقت من جهة اخرى وليس من باب ذر الرماد في العيون". واعتبر المصري ان الحكومة مقبلة على تطبيق فكرة مميزة تتعلق بمشاريع الشباب عن طريق صندوق التنمية والتشغيل، لافتا الى ان على الحكومة ان تعود الى المشاريع التي طرحت سابقا في البادية الاردنية وتتعلق بمشاريع مبنية على الحصاد المائي لإنتاج الاعلاف وغيرها، وان تسعى الى مدن منتجة خارج الخط الاخضر "مناطق العاصمة والمحافظات". وشدد على ان الدولة تحتاج الى خطط آنية ترصد لها مبالغ حتى نصل الى جذب الاستثمارات والتي قد تتطلب وقتا للحصول على نتائجها من 5 - 10 أعوام. ودعا المصري الحكومة الى تشكيل ادارة ازمة و "تكتيك" للمرحلة المقبلة للحد من الفجوة التي تطيح حاليا بالطبقة والوسطى وأنهكت الناس.