البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
نشرت مصادر خبرا لم يخل من الاجتهادات الاعلامية مزج بين انتخابات ينتظرها الاردنيين وبين واقع مرير يعيشه اصحاب الكفاءة والعلم والمعرفة والمخلصين ممن يكدون ويتعبون لاجل رفعة وعزة وكرامة وامن وامان الوطن. هذه الفئة التي تعمل لاجل الوطن بصدق انتماء وللملك بصادق الولاء تم تهميشها وتحييدها وحرمانها من حقوقها في الوظيفة والترقي والمكانة والمنصب الوظيفي في وقت باتت المراكز والمناصب الوظيفية يتوارتها من تطاولت ايديهم على المال العام ممن هرّبوا اموال سرقاتهم الى خارج البلاد وتنعموا بهذه الاموال حتى اصبح ابن الوزير وزيرا بينما بقي من يكنون للملك والعرش صادق الولاء في مكانهم مهمشون في كل شييء. هذا الواقع المرير جعلني وقبل اربع سنوات بانشاء جمعية الحمير الاردنية / حمير لاجل الوطن .... هذه الجمعية لم يتم تاسيسها رسميا ولكنها كانت ولا زالت قابلة للتاسيس وصفحتها لا زالت على الفيسبوك وتضم نخبة من ابناء الوطن من دكاترة واطباء ومهندسين ومدراء شركات وعمال وفلاحين وحراثين تجمعهم لغة واحدة وهي صدق الانتماء وخالص الولاء. اما وقصة الحمار فهذه تعود الى ثلاث سنوات خلت عندما كنت في صحبة شباب عجلون في مخيم كشفي في احراش اشتفينا حيث صادفني طفل يسوق حمارا فبادرني بطلبه ربع دينار ( شحده) فتدفقت الافكار الى مخيلتي كيف لطفل مسكين يلهث وراء ربع دينار وهو يسوق حماره وفي عينيه علامات حب وانتماء للوطن بينما تجد تلك الحمير السائبة ممن تطاولت ايديهم على اموال الوطن ولم يجدوا مقصلة تبتر رقابهم لا لزالوا يعيثون في الارض فسادا. وهنا وانا في هذه الموقف بادرت هذا الطفل قولا ( انا لن اعطيك ربع دينار وانما ساعطيك نصف دينار شريطة ان امتطي صهوة حمارك والتقط صورتان).. فوافق الطفل على هذه الصفقة الرابحة التي اكتسبها بعزة وكرامة وشرف ولم اسمح له بمد يده للشحدة وانما فسرت على اساس انها صفقة التقاط صور من على ظهر الحمار مقابل المال وهذه تجارة مشروعة وليست كتجارة تلك الحمير التي تطاولت ايديها على المال العام. وبالفعل تركت هذه الصور لفترة حتى اتى البعض ممن لا يفقهون قولي وعلمي وفكري بشيء فقاموا بتوظيف صورتي هذه متبوعة بسب وشتم وتحقير وتشهير حتى وصلت الامور الى سب والدي والتشهير به استنادا لقضايا انتخابية نيابية تعلقت بذوي القربى من ابناء جلدتي الامر الذي جعلني اتذكر حماري الذي افضله على مخلوق انعم الله عليه بالعقل فانكره وتنكر له وبات السيء من القول ديدنا لاخلاقه وقيمه ودستوره حتى نشر احدهم تعليقات لا تمت للاخلاق بصلة تفوح منها رائحة الاباحية وهو محسوب على زعامات في المنطقة الامر الذي جعلني اكنّ مزيدا من الحب والتقدير والاحترام للحمار الذي اركبه ولا يؤذيني ويركبه طفل فتحت عليه ابواب الرزق بينما نحن حمير الوطن نكد ونشقى ونتعب فيشتمنا جهلتتنا وتتسلط علينا الحمير السائبة التي تسيدت علينا. ان ما رايته من تسابق المواقع الاخبارية لنشر هذه الاجتهادات الحصرية العمونية لهو امر معيب حيث لوحظ تحريف للخبر من قبل المقتبسين له بما يدل على صفاقة بعض الاعلام المحلي والعربي وسطحيته في نقل المعلومة علما باننا لا نستحي بالقول باننا حمير وطن وبكل فخر ولنا حمير سلطة ينهبون البلاد ويفقرون العباد ودمتم.