في الأردن فقط …الموت خبط عشواء ... بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط ـــ تركب سيارة أجرة لا تعرف السائق أغلب الأحيان ، قد تكون في عمان وقادم من السلط لسد حاجة أنت بصددها ، وسائق الأجرة من الزرقاء ويشتغل في عمان ، ولم يحدث أن التقيتما من قبل ، وعند خروجك من السيارة بعد الوصول لمأربك تُغلق الباب بقوة زيادة عن المألوف ، (كلمة منك وكلمة منه) خوفا على الباب ودفاعا منك عن تصرفك وقسوتك على السيارة ، يغرس السكين في منحرك أو يعاجلك بضربة على منتصف رأسك من ( القنوة) ــ لفظة امتياز أردنية تعني عصا ــ التي تناولها من تحت الكرسي ، وتفارق الدنيا دونما سبب يُذكر او قضية . ـــ تمر من جانب شابين في اربد أو العقبة ذاهب لنزهة أولادك ، وعند شراء زجاجة ماء لأطفالك القابعين في سيارتك الواقفة على الناصية المقابلة ينتظرونك لتكملة نزهتهم ، يختلف أمامك شابان فجأة وبدون مقدمات ، فيستجير بك أحدهما ــ عادة أردنية وعربية تعني طلب الحماية ــ ، فيتبعه الآخر ويغرس خنجره في صدرك ليصل إلى خصمه ويفر صاحب القضية الأصلي ، فتغرق بدمائك وزجاجة مائك أمام عائلتك وتفارق الدنيا دونما سبب يذكر أو قضية … ـــ تطلب من ابنك أن يذهب للمخبز المجاور لشراء ( كيلو) من القطائف ، يجد (طابورا) طويلا ، يأخذ مكانه ، وتبدأ حركة السلحفاة نحو الهدف ، وقبل الوصول بقليل يقتحم أحدهم الطابور وربما يُعلن للملأ أنه ابن عشيرة كبيرة ،والذي يقابله في الدول المجاورة ابن حزب أو فصيل مسلح مشهور ، فتعترض عليه ، أنك منذ ساعة وأنت تكافح للوصول إلى هذا الموقع ، فيرد عليك بــ (ها ) الاردنية المشهورة ، و(كلمة منك وكلمة منه) ، يذهب للسيارة فيعود بمسدس أو بــ ( كلاشنكوف) أو ( روسية) على (قول) جيراننا السوريين ، محشو بــ (الجوز) آسف بالرصاص ، ويطلق النار من بعيد فيقتلك واثنين أو ثلاثة ( بونص) من جيرانك في الطابور، دونما سبب يُذكر أو قضية … ـــ بعد الفطور في رمضان أو أي وقت في الصيف القائظ ، ترغب الجلوس في ساحة البيت الأمامية أو الخلفية ، أو على السطح ، رصاصة ساقطة من ساقط في قفص الزوجية ، أو ساقط بالثانوية بمعدل لا يتجاوز الخمسين بقليل ، أو التخرج من الجامعة بـ(مقبول ) أو (قبلان) كما كان يقول أحد جيراننا كبير السن يرحمه الله في الزمن الغابر ، طريق الرصاصة وهدفها واحد ، الرأس من الأعلى وتكون في الآخرة ، ويرحم الله الطفلة (سلمى أبو سليم) الطفلة السلطية الجميلة التي قضت بهذه الطريقة قبل أيام ، كل ذلك دونما سبب يُذكر أو قضية …خبط عشواء
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع