البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
ما بين كثرة الكتب والمناهج المقررة وعدم توفر مدرسين في بداية السنة الدراسية في بعض المدارس وغرابة نمط أسئلة الامتحان وتطلبه وقتاً طويلاً للحل مع الأخذ بالاعتبار الزمن الممنوح للطلبة، وإذا كان السؤال يحتمل أكثر من إجابة يقع طلبة الثانوية العامة في مأزقٍ نفسي وفكري وأخلاقي في بعض الأحيان فمن المسؤول؟
يقول أستاذ مادة الرياضيات، موسى صلاح، إن المشكلة تكمن في مفهوم ثقافة الامتحان فلا طالما كانت الثانوية العامة "بعبع" الأهالي والطلبة لتصبح السنة الدراسية شاقة ومكلفة للجميع علماً أن الأمر لا يستدعي كل هذه الجلبة.
في سؤاله حول إجراءات الوزارة التي تزرع الخوف والرهبة في نفوس الطلبة عند تقديم الامتحان يقول موسى، الأستاذ الجامعي، لقد عشت هذه التجربة سابقاً فكنت أتوتر كثيراً عند دخولي القاعة نظراً لوجود سيارات الأمن في الخارج وكثرة المراقبين في الداخل، حتى وصلت لمرحلة أن أستجدي المراقب، أن يتوقف عن المرور بيننا كل ثانية حتى نتمكن من حل الأسئلة بهدوء، ومع ذلك أنا لست ضد تواجد الأمن في المدارس بسبب اضطرابات الطلاب حين انتهائهم من الامتحان والتي قد تتسبب في مشاجرات أو إغماءات وغيرها من الأمور التي تتطلب تدخلاً أمنياً.
وفي سياق السؤال عن نمط الأسئلة يوافق الأستاذ التربوي ومؤلف مناهج اللغة العربية، محمد جمال عمرو، الأستاذ موسى من حيث إن الطلبة يرتبكون إذا تغير شكل السؤال، ويقول إنه لا يلوم عليهم بذلك، حيث أن التأسيس منذ الصفوف الأولى للطلبة يعتمد على المُعلم الذي يُغيب طرح الأمثلة على الطلبة ويجعلهم يحفظون الإجابات بدلاً من التفكير في طريقة حلها، وبما أن الطالب لا يُمنح فرصة الخروج إلى الواقع العملي هنا يقع في أزمة تعلم شكل القانون وليس كيفية تطبيقه، ومع احتساب تفاوت الذكاء بين الطلبة لا نستطيع أن نحكم، هل الوقت الممنوح لحل ورقة الامتحان مُنصف أم لا؟.
والمشكلة العظمى التي يقع بها الطالب هي مراقبته توزيع العلامات على ورقة الامتحان وتركيزه بالسؤال السهل ثم انتقاله للأصعب، وهنا يفقد السيطرة على هدوئه بين احتساب العلامة والقفز للأسهل وتذكر نمط الإجابة لينتهي الوقت الزمني الممنوح له دون أن يكمل حل الأسئلة.
أسئلة خارج المنهج
وفيما يتعلق بتذمر الطلبة من وجود أسئلة من خارج المنهاج، يقول عمرو: "أنا ضد القول، إن هنالك أسئلة دخيلة على الامتحان، فمثلاً مادة الرياضيات هي ذاتها لم تتغير والأسئلة التي تغضب الطلبة هي نفسها التي من المفترض أنه تأسس على حلها، ويأتي الوقت لتذكر كيفية التعاطي معها، ولكن العلة الأساسية هي أن التعليم بشكل عام ينجح بكل مراتبه إذا تأسس من البداية.
ويحذر عميد كلية الأميرة رحمة أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين الخزاعي، طلبة التوجيهي من المبالغة بالتوتر والانفعالات التي تنعكس سلباً على أدائهم، مشيراً إلى أن غالبية الدراسات تشير إلى أن الطلبة يدخلون الامتحان وهم متوترون بسبب الخوف من الامتحان وكيفية مواجهة المجتمع والأقارب في حال عدم حصولهم على المعدلات المتوقعة منهم أو إخفاقهم بالامتحان، خاصة وأن امتحان التوجيهي صار تنافسياً بين الأهل والأقارب دون مراعاة الفروقات الفردية للطلبة.
وعند السؤال عن التكلفة التي يتكبدها ذوو الطلبة في إعطاء أبنائهم دروساً خصوصية أو تسجيلهم في نوادي تقوية. يقول الأستاذ موسى إن الثانوية العامة لا تستحق كل هذا الجهد العصبي والمعنوي والمادي والأمر يعود على الطالب نفسه وثقة الأهل بإمكاناته، ولكن بسبب تخوفه من الفشل في "الثانوية العامة" يفقد إيمانه بقدراته ويجهد محيطه وقد لا ينجح بعد كل هذه الخسائر مع الأخذ بالاعتبار أن ساعات الخصوصي مكلفة جداً.العربي الجديد