البلقاء اليوم -
كل من شاهد صورة طاولة العشاء الذي اقامه رئيس الحكومة عبد الله النسور للوفود البرلمانية النسوية يدرك ان الجفاء مع رئيس مجلس النواب قد بلغ مداه الأخير وان العشاء الذي اقامه الرئيس في جبل القلعة التراثي بعد نصيحة من وزير السياحة اعاد الى الذهن عشاء القلعة التاريخي والأكثر شهرة في العصر الحديث، حين دعا محمد علي باشا حاكم مصر المماليك على عشاء في القلعة القاهرية الشهيرة وانتهى العشاء بذبح المماليك وانتهاء عصرهم. عشاء القلعة سيكون بنهاية درامية اكثر من نهاية عشاء محمد علي حيث يرى نائب من العيار الثقيل نهاية الحكومة والمجلس قد أزفت وخلال اسبوعين على الأكثر وسبق لهذا النائب ان ابلغ النسور نفسه بأنه الرئيس المرتقب قبل سنوات اربع.عشاء القلعة اظهر حجم الجفاء بين النسور والطرواونة بشكل اثار تساؤلات الوفود البرلمانية النسوية ويقول مصدر بأن تقارير ساخنة وصلت الى مطبخ القرار عن ذلك سارعت في حسم مخرجات عشاء القلعة بانهاء الطرفين بقرار واحد، خاصة وان حجم الترف الذي اظهره عشاء النسور يوحي بأن الرجل في آخر ايامه حيث نسف بهذا العشاء كل تصريحاته عن شد الحزام الحكومي وفلسفة الحكومة في ترشيد الانفاق العام. ويقول مصدر ان احدى النائبات طرحت سؤالا استنكاريا عن حجم المديونية لدولة يستطيع رئيس حكومتها ان يقيم وليمة بهذا الرفاه والثراء حيث تم استقدام طواقم للخدمة وبوفيهات من ارقى المطابخ الأردنية ذات النجوم الخمس، بحيث لم تستطع عضوة البرلمان الاجابة على سؤال البرلمانية الغربية. عشاء القلعة كشف كما يقول برلماني عتيق بأن سلوك الحكومة بات موغلا في الايحاء بقرب الرحيل، فالرئيس ابلغ الوزراء المقربين منه بذلك وخصوماته مع الطراونة عصفت بقوة الأخير بعد ان اطاح النسور بكل اشقاء الطراونة من مواقع المسؤولية وبدأ بتجفيف مواردهم السياسية والاقتصادية الأمر الذي اسهم في توتير العلاقة كثيرا بحيث باتت الألسن الأردنية تتناقل بشكوك فكرة عودة الطراونة نفسه الى قبة البرلمان في الدورة القادمة. عشاء القلعة كان اشارة سياسية معلنة من النسور الى البرلمان ورئيسه فالرجل قارئ للتاريخ ولا يفوته حدث مثل حدث القلعة الذي استخدمه النسور لايصال رسائله الى البرلمان بشكل عام والى رئيسه بشكل شخصي لكن السؤال الذي غاب على ما يبدو عن ذهن النسور حول انعكاس القلعة وظلال العشاء فيها على حكومته التي باتت موقنة بأنها تعيش لحظاتها الأخيرة وان شخصية اقتصادية عاملة ستأتي قريبا من جنوب الوطن الى الدوار الرابع بحيث تتحقق فكرة عشاء القلعة على الحكومة والبرلمان.