البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم-السلط كتابة وتصوير: مفلح العدوان - مرة أخرى: الطيبة.. طيبة بكل تفاصيلها..يا حسن ملقاها،يا طيب ثراها، ويا عمق معتق تاريخها.. مرة أخرى.. هي الطيبة..وهو البوح منها، ولها، اذ كلما قلبت صفحات الكتب، أجدها حاضرة بأخبارها المفخرة، وذاكرتها المنارة، وسيرة علمائها، ومشايخها، والأهل الخيرين الذين تركوا أطيب الأثر فيها، وفي الأماكن التي ارتحلوا اليها.. مرة أخرى.. هي الطيبة!!كثافة سكانيةأول ما أبدأ هنا، من حيث ما تلمست المكان سابقا، في الطيبة، حيث كان المرور على الوثائق العثمانية التي سجلت جانبا من تاريخ القرية هناك، بالإضافة الى سجلات النفوس والضرائب ونبض الحياة من بشر ونبات وحيوان في تلك البقعة التي دونتها تلك الوثائق.. وهنا، وعبر الارتحال في سطور وأرقام تلك الأوراق، يكون الاستنتاج بأن هذه القرية كانت مكتظة بالسكان، خاصة في القرن العاشر الهجري، ثم قلّ عدد سكانها في أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كما أنها كانت وافرة الغلال، خاصة من القمح والشعير، وهذا ما كان جليا في تلك الوثائق.كما أنه بالعودة الى دفاتر التاريخ الخاصة بقرية الطيبة، يمكن التوثيق بأنه خلال الفترة الزمنية 1517/1587م كانت أراضي لواء الطيبة تقع ضمن منطقة لواء حوران المجاور للواء عجلون من الجنوب ضمن الولاية الرئيسية التي كانت تسمى ولاية دمشق الشام. وفي مطلع القرن التاسع عشر أصبحت تتبع للواء عجلون ضمن ناحية الوسطية. ويشار هنا، شعبيا، الى أن عدد سكان الطيبة كان في عام 1920م، يفوق عدد سكان مدينة اربد، إذا يقال بأن عدد السكان كان في ذلك الوقت 1000 نسمة، كما أنه ترد الطيبة في الإحصاءات التقديرية للرحالة شوماخر في عام 1887م، مقاربا عدد سكانها بإربد، حيث كان عدد السكان فيهما يقارب 700 شخص، بينما كان عدد البيوت في الطيبة يفوق عدد البيوت في اربد المدينة آنذاك، مما يعني كثافة سكانية أعلى، وهذا يدل على أهمية الطيبة في تلك الفترة. ويبلغ عدد سكان الطيبة بحسب احصائيات دائرة الأحوال المدنية والجوازات لعام 2007م (16890 نسمة)، وتضم العشائر التالية: (العلاونة، والقرعان، وحدادين، وجرادات). وبالعودة الى السجلات التي وثقت لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، سيكون هناك أوراق وتفاصيل تشير الى أن الطيبة كانت تضم سابقا الى ناحية بني كنانة حتى شهر كانون أول 1924م، حيث صدرت ارادة أميرية بالموافقة على قرار مجلس النظار الصادر في 13 تشرين الثاني 1924م بفك قرية الطيبة من ناحية بني كنانة وربطها بمقاطعة اربد، وذلك لقربها من مركز اربد. وفي عام 1966م استحدثت ناحيةالطيبة، ثم في عام 1986م تم ترفيعها الى قضاء، وفي 1/1/1996م تم ترفيعها الى لواء.الشيخ عبد الرحمن: فتوى البيوتثرية بكل مضامينها هي الطيبة، وإذا كان للمكان حضور جعل منها حاضرة، وحجر زاوية، في موقعها، التي هي متمترسة فيه، فإن للإنسان الذي عايشها، وكانت له مسقط رأس، ووطن، بصمات تركت أثارها على القرية، ومحيطها، والأماكن التي هي على مرمى حلم منها. هي الطيبة، التي تشير المراجع القديمة الى عدد من العلماء الذين انتسبوا الى الطيبة، وكان لهم حضور فاعل ومهم في فضاءات الأمكنة حولها، حيث بلغوا مراكز رفيعة المستوى، في تلك المرابع، والحواضر، وقد ذكر ما تيسر من سيرتهم الباحث ركاد نصير في كتابه (المعاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية)، فكان مروره على مدونة سيرة اثنين من العلماء الذين ينتسبون الى الطيبة، وهما الشيخ عبد الرحمن الطيبي، والشيخ محمد الطيبي، حيث يورد في كتابته عنهمابأن «الشيخ عبد الرحمن بن علي بن مرعي الطيبي: ولد سنة 1180ه في قرية الطيبة. تلقى تعليمه الأولي على يدي والده علي الطيبي الذي درس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف. ثم ذهب الى دمشق وأقام في المدرسة المرادية طلبا للعلم، فدرس على أيدي كبار مشايخ عصره، حتى نبغ في العلوم الشرعية واختص بالفقه الشافعي، وكان من كبار علماء الحديث والنحو واللغة، ولكنه اقتصر على تدريس ما اختص به من العلوم، وتولى أمانة الشافعي في دمشق. ولما وفد ابراهيم المصري الى دمشق استفتاه في استبدال بعض الأوقاف بحجة بناء مستشفى –بعقارات مماثلة لها أو أحسن منها دخلا وايرادا، فرفض أن يفتيه. وفد الى الاستانة للاحتفال بختان ولدي السلطان عبد المجيد مع جملة علماء من سائر البلاد العثمانية، وقد حصل على مطلبين من السلطان هما: الغاء الرقابة الصحية على الحجاج، وأن تكون البيوت بمشتملاتها حين المبيع؛ والسبب في ذلك هو أن عائلة دمشقية ابتاعت دارا من عائلة أخرى، وبعد دفع الثمن، عاد البائعون يطالبون بكل ما يمكن حمله من موجودات الدار كالأبواب والنوافذ والرفوف وغيرها. وكاد يكون هذا المطلب عادة متبعة، فأصدر السلطان ارادة تتضمن أن البيوت بمشتملاتها، فانتهت بذلك مشكلة كادت تؤدي الى فتن أهلية. توفي الشيخ عبد ا لرحمن سنة 1264ه بمقبرة الشيخ أرسلان بدمشق».الشيخ محمد: مهندس ولاية سوريةيستمر الباحث ركاد نصير في كتابته عن الأعلام، المشايخ، النابغين، في الطيبة، فيستحضر بكل اجلال، واحترام، العالم الثاني الذي ينتسب الى الطيبة، وهو الشيخ محمد الطيبي حفيد الشيخ عبد الرحمن الطيبي، والذي يقول عنه بأنه «ولد سنة 1241ه، وتوفي سنة 1317ه، تفقه على أبيه وجده، واشتغل في الفرائض والحساب، وكان ملما بعلم الهندسة، وانتخب سنة 1288ه مفتيا لحوران، وله رسالة في المساحة مطبوعة. ومن مؤلفاته (خلاصة الترجيح للدين الصريح)، طبع بمصر سنة 1279ه، و(مختصر الأجوبة الجلية لدحض الشبهات النصرانية). كان عالما رياضيا واسع الاطلاع وقد درس الهندسة على الشيخ أكرم الأفغاني، وبرز فيها حتى عين مهندسا للولاية السورية، وأشرف على عمارة التكية، كما ساهم في هندسة حي النصارى بدمشق بعد حادث 1860م. وله في تقسيم مياه دمشق وتعيين الحصص والمقادير يد طولى حتى أن محاكم دمشق كانت ترجع الى دفاتره وقراطيسه التي كان أعدها لذلك. وبعد أن اسند اليه منصب الافتاء في حوران جدد علاقاته مع مواطنيه أهالي شرقي الأردن، وأشرف على جامع معاذ بن جبل، وعلى أوقافه، وقد كان بيد آل الطيبي من عهد جدهم الأول الشيخ علي المدفون في الطيبة، وقد عمر جامع سيدنا معاذ لآخر مرة، ولعل عمرانه الحالي باق من عهده».أبو العلاء جلال الدينهي الطيبة.. نبع لا ينضب.. وعقل يحمل في تفاصيله، عباقرة، سجلوا تواقيعهم على وثائق الزمان، في فترة كانت فيهاا لبلاد، أحوج ما تكون الى ذي العقل الرشيد، وهنا يكون المرور على عالم، وشيخ، ذكره المؤرخ الدكتور محمد عبده حتامله، في الجزء الثالث من موسوعة الديار الأردنية، والذي نعته بأنه عالم جليل آخر ينتسب للطيبة، وهو جلال الدين بن علوان، حيث قال عنه، بأنه «قد أنجبت بلدة الطيبة عددا من العلماء الأفاضل، لعل أشهرهم: أبو العلاء جلال الدين عبد الرحمن بن علي بن مرعي بن علوان، وقد ولد عام 1184ه/1770م (ربما تحتاج هذه التواريخ الى مراجعة بسبب تعارضها مع تاريخ ميلاد الأب الشيخ عبد الرحمن بن علي بن مرعي «1180ه»، كما أوردها الباحث ركاد نصير)، وتلقى العلوم الدينية على والده، وكان شيخا أزهريا، ثم ذهب الى دمشق سنة 1200ه/1785م (!!)، ولازم علماءها، وسعى الى تحصيل العلم على فضلاء أهل الشام وخاصة محمد الكزبري، والشيخ يوسف شمس حتى نبغ في العلوم الفقهية واللغوية، وأصبح من كبار علماء الحديث والعربية، وتصدر للتدريس في محراب الحنابلة في الجامع الأموي بدمشق. وللشيخ عبد الرحمن عدد كبير من التلاميذ الأفذاذ، ربما كان أشهرهم: العلامة الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت، كبير علماء بيروت. وقد توفي الشيخ عبد الرحمن في دمشق سنة 1264ه/1847م(!!) عن سبعة وسبعين عاما، ودفن في دمشق».الزراعةربما يكون مسك الختام، هو حديث عن مشاهد انطباعية عن قرية الطيبة، سجلتها الذاكرة، ذات مرور بتلك القرية الطيبة، كما اسمها، فكان اللون الأخضر طاغيا على المشهد فيها وحولها، كأنما هي تحمل الحنين الى أزمنة مضت، كانت فيها الزراعة، هي عنوان المكان، وسدرة المحبة، والرزق فيها.هنا، أقف بإجلال للطيبة، وأستحضرها قبل سنوات، كما يتذكرها أهلها، والناس في القرى القريبة منها، حيث ترتبط في كثير من تفاصيلها، باقتصاديات تتشابك بمنطق، ومحبة، بالأرض، والتراب، والشجر، إذ يعتبر النشاط الاقتصادي بارزاً فيها، حيث تنتشر أشجار الزيتون واللوزيات ومزارع الفاكهة والخضروات والحبوب، كما أن كثير من المواطنين في الطيبة يقومون باستغلال أراضيهم الزراعية من خلال زراعتها بالأشجار المختلفة التي تعتمد بشكل مباشر على مياه الأمطار، وإضافة الى كل هذا فإنه تنتشر في مناطق مختلفة من الطيبة، وجوارها، الغابات الحرجية بمساحات محدودة، ويمكن ملاحظة، كذلك، أنه يوجد هناك اهتمام محدود بالأنشطة الرعويةفي هذه القرية، فسلام عليها، وعلى الأهل الذين يواطنونها.. على الطيبة كل محبة وسلام. سيرة قرية الطيبةتقع الطيبة إلى الغرب من اربد، على مسافة 18 كيلو مترا، أما عن عمان فالمسافة الأفقية تقدر بحوالي 80 كيلومترا، وهي قرية تطل على غور الأردن، وترتفع عن سطح البحر 385م، وتقع فلكيا على خط الطول 35 درجة و43 دقيقة شرق، ودائرة العرض 32 درجة و32 دقيقة شمالا. وتتبع إدارياً إلى لواء الطيبة من محافظة اربد، وهي مركز اللواء، وهي ضمن حدود بلدية الطيبة الجديدة.الديموغرافيايبلغ عدد سكان الطيبة بحسب التعداد السكاني لعام 2004م 12721 نسمة (6509 ذكور و 6212 إناث)، يشكلون 2340 أسرة، تقيم في 2861 مسكنا. التربية والتعليميوجد في القرية مدرسة الطيبة الثانوية الشاملة للبنين، ومدرسة الطيبة الأساسية للبنين، ومدرسة علي بن أبي طالب الأساسية للبنين، ومدرسة الطيبة الثانوية الشاملة للبنات، ومدرسة الطيبة الأساسية للبنات، ومدرسة حليمة السعدية الأساسية المختلطة، ومدرسة نسيبة المازنية الأساسية المختلطة، ومدرسة الطيبة الأساسية المختلطة، ومدرسة رابعة العدوية الأساسية المختلطة.الصحةيوجد في الطيبة مركز صحي أولي، ومركز أمومة وطفولة، وعيادة خاصة، وعيادتان أسنان، وصيدليتان.المجتمع المدني:يوجد في الطيبة جمعية الطيبة الخيرية، وجمعية سيدات لواء الطيبة الخيرية، ونادي الطيبة الرياضي، وجمعية المتقاعدين العسكريين للواء الطيبة، وجمعية المحافظة على القرآن، *يوجد في القرية 11 مسجدا* يوجد في الطيبة المؤسسات الحكومية التالية: بلدية الطيبة الجديدة، مركز أمن الطيبة، مركز دفاع مدني الطيبة، مديرية التنمية الاجتماعية، سجل أراضي الطيبة، مديرية مالية الطيبة، مديرية زراعة الطيبة.-
-
كتلة هوائية باردة ستؤثر على الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وشمال مصر وأجزاء من العراق وشمال السعودية
#البلقاء #اليوم #السلط أعلن المركز العربي... -
يعادل 100 قنبلة نووية .. نيزك خطير جدًا يقترب من الأرض
#البلقاء #اليوم #السلط تواجه وكالة ناسا تحديات... -
الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش يصدر تعليمات جديدة بشأن "الضفة الغربية"
#البلقاء #اليوم #السلط قال وزير المالية... -
بينهم قائد فريق كوماندوز…نفوق 5 جنود صهاينة في حادثين منفصلين في قطاع غزة
#البلقاء #اليوم #السلط أفادت مصادر إسرائيلية... -
-
-
كاتب إسرائيلي : ترامب سيزيح نتنياهو لارتفاع تكلفة صيانته
#البلقاء #اليوم #السلط قال الكاتب إسرائيلي إران... -
ما هو مصير الأردنيين المخالفين بأميركا بعد عودة ترامب؟
#البلقاء #اليوم #السلطبعد فوزه بفترة رئاسية...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع
إقرأ ايضاً
التفاصيل الكاملة لتحركات القائد يحيى السنوار خلال الحرب .. والاحتلال اقترب من الإمساك به خمس مرات على الاقل
#البلقاء #اليوم #السلط أفادت معلومات موثوقة...