صبري ربيحات قبل عام من اليوم دوى نبأ استشهاد الطيار معاذ الكساسبة في فضاءات الاردن فاشعل نيران الغضب في نفوسنا والهب مشاعرنا الوطنية واذكى احساسنا باننا شعب يعيش في ضمير الانسانية رغم تذمرنا وشكوانا من الكثير من الممارسات التي لا تعجبنا... فاتجهنا جميعا صوب عي التي حملت رمزية الفداء وتعهدت بان تجمعنا وتضمد جرح كرامتنا فتحول ابو معاذ واعمامه الى اطباء وحكماء ووعاظ يواسوننا قبل ان نواسيهم. بالامس طار حازم حسونة وزميله النجداوي فوق السلط وجوارها في تدريبات ليليه لانه من الرجال الذين يسهرون لتنام اعين الامهات... وفي ذاكرته صورة معاذ فهوت مروحيته لترتطم بالارض التي احب, واختار ان يحرسها بعيون النسر كما فعل عمه الذي رحل عبر نفس الطريق التي اختارها حازم كما اختارها نسورنا التي لا تستكين. تحية لروح معاذ وحازم وكل الرجال الذين يعطون ولا يأخذون ويسيرون على خطى الاوائل بعيدا عن الانشغال في نصيبهم من المغانم... عند مطلع كل عام يزف الاردن احد اوسم شبابه الى الشهادة ليصلّوا بين السماء والارض ويحلقوا الى ابعد ما يمكن ان يأخذهم المجد فتحية لامهات الشهداء والعزاء للآباء الذين بنوا مجدنا بدماء ابنائهم. نسورنا يصنعون تاريخنا فالزمن بين معاذ وحازم هو الزمن بين المجد والصبر والامن والشهادة والثبات.
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع