البلقاء اليوم -السلط لم أكن أعرف ان العبارة التي قالها لي صديق ذات يوم ممازحاً وهو يدعوني لأكل المزيد من الطعام..أكل يا رجل..”ببطنك ولا بسطل الزبالة”..ستصبح شعاراً مرحلياً يتم تطبيقه على تسعة ملايين أردني ومقيم… في بداية الأسبوع، قام أحد المواطنين بتصوير كابسة نفايات تابعة لأمانة عمان وهي تقوم بتفريغ حمولة من الكراتين إلى أحد “باصات البضائع” وبعد ان انتشر الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّفت الأمانة على “كابستها” ، ومن خلال التحقيق الأولي تبين أن البضاعة عبارة عن لحوم فاسدة كان المفترض ان تذهب الى مكب الغباوي فوجدت بطن المواطن الأردني أقرب وأوسع وأربح فتوجّهت اليه من باب المودّة لا أكثر… بالمناسبة “معوّد ع المكبات بطني”..فليتها توقّفت على اللحوم التالفة من هذه الكابسة الأنيقة وحسب ، فالبطن الشعبي اتّسع فيما سبق “لزبالة الكرة الأرضية”بأكملها مثل شحنات القمح بفيرانها وأحناشها وجرادينها المجففة وكناسة مستودعات رومانيا وبولندا وروسيا، كما اتسع الى أسماك أمريكيا اللاتينية بديدانها الأرجنتينية الحيوية وكاملة اللياقة شروا “ديجو مارادونا”..واتسع الى زيوت نقلت بصهاريج نضح “لكنّها كانت مُبــ..خّرة” جيداً …وشحنة الأغنام ذات الحمّى القلاعية التي تم تسريحها من الحدود الشمالية ولم تجد مكاناً للجّوء الآمن الا البطن الأردني العظيم…الى الألبان التي توّزع على المتاجر قبل تاريخ تصنيعها بأسبوع…الى الشاروما المنقوعة بــ”بانيوهات” استحمام عمال المطاعم الى لفائف اللحوم التي تأتينا من بلاد الله الواسعة وكلها مكتوب عليها ذبح حسب الشريعة الإسلامية مع ان الظاهر من لون اللحمة انها قد ذبحت على الطريقة الموزمبيقية عضعضه وبكوس والمحتوى “كعب رجل كركدن”..”فخذة فيل”..”فتيلة ديناصور”..ذات مرة شاهدت علامات أسنان بشرية على باكيت اللحمة المجمّد يبدو ان عامل التغليف “شفّت نفسه عليها” فعضها أثناء التغليف… كنت اتمنى ان يجازف مواطن أردني واحد كل سنة او سنتين ويذهب الى مختبر غربي ليصوروا له معدته طبقياً…أنا متأكد أنهم سيجدوا “مكبات الدنيا”؛ من لحمة فاسدة ،على قمح فاسد، على نخب سياسية فاسدة ،على علب فيفا وكراتين بيض وكلها لا تهضم ولا يستفاد منها بما فيهم الساسة وانما تتحول الى سموم داكنة تسري بخبث في الشرايين النزقة ..وأي عملية لسحب الدم من مواطن أردني سنكتشف ان ما يجري في عروقه هو زيت سيارات محروق… كابسة..”كبسها” مواطن فضبطت ويجري التحقيق معها…ترى كم كابسة ظلّت “كابسة” بالحمولة دون ان يلاحظها أحد…الا على سدر منسف او في فاصوليا المطاعم الشعبية… وبقلك ليش الشعب الأردني دايماً “كابسة” معه!. احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع