البلقاء اليوم -السلط حملات تشويه صورة الدعاة -بقلم السيد عمر سامي الساكت القيادات الفكرية والرموز هم المثل الأعلى للمجتمعات الحضارية المتقدمة فعامة الناس يحتاجون إلى نبراس يهتدون به فيتأثرون بهم بشكل مباشر وغير مباشر فيرقوا بالمجتمع والبلد فلم نجد في التاريخ حقبة تاريخية نضرة متقدمة إلا وبرز فيها هؤلاء القيادات بل ووصلنا من علمهم الكثير. ولكن للأسف نحن نعيش في وقت برزت فيه ظاهرة التشكيك والطعن بل وتشويه صورة تلك القيادات وأخص بالذكر الدعاة والشيوخ ويتركز الهجوم على من تتجاوزت دعوته الشعائر الدينية من صلاة وصيام لتصل إلى الأخلاقيات والتعاملات وينطلق من إصلاح الفرد إلى المجتمع ويربط الدين الإسلامي بالسياسة والتشريعات القانونية دون مغالاة أو تطرف فتـُشن عليه حربٌ ضروس لا مهاودة فيها والمضلل في الموضوع أن تلك المعارك يقودها غالباً مسلمون بل وأحياناً يدّعون أنهم دعاة أو شيوخ ولكن بعلم أو بدون هم يخدمون الأجندات المعادية لتشكيك العامة بهؤلاء الدعاة وتشويه صورتهم بأساليب عديدة منها (الإقتضاب) بأخذ مقاطع فيديو أو جمل قصيرة وإخراجها من سياقها وتحميلها معانى تدلل على ضلالة وسؤ الداعية وللاسف سرعان ما يتم تداولها بل والزيادة عليها بالتعليقات، كذلك التربص لهؤلاء الدعاة لأي خطأ وتعظيمه والتشهير به علماً بأنه قد يكون إعتذر أو تراجع عنه فهم يتناسون أن الدعاة بشر وهم غير معصومين ولكن بالتأكيد هنالك أخطاء مقبولة وأخرى غير مقبولة وخاصة للدعاة، بل وتلفيق أقوال وإفتاءات منحرفة لهم، كذلك من أساليب تشويه صورة الدعاة تصنيفهم كمعتدل متوسط، متطرف إرهابي، تكفيري، داعشي، إخواني...إلخ. ولكن في حقيقة الأمر يكون الداعية قد ناصر الحق هنا أو هناك وبذات الوقت إنتقد الإنحراف لدى الفرقة المتهم بإنتماءه لها، والعجيب المستهجن هو تنطح من ليس لديه أدنى علم شرعي لهؤلاء الدعاة بنقد منهجهم الديني مما زاد في الخلاف والتضليل قضايا وهذا التشويه يهدف لتتفيه القيادات حتى لا تكون مثلٌ يقتدى فيسير العامة هائمين على وجوههم يتلاعب الإعلام ووسائل التواصل بعقولهم كيفما شاء فتختل العقيدة ويتوه المعتقد وتتهلهل الشخصية وتميع الهوية ليصبح المجتمع علماني بلا دين أو مبدأ أو مرجعية. ففي الثابت من تاريخنا الإسلامي فقد تعرض العديد من شيوخنا وقاماتنا لأسواء أنواع الإهانات والتعذيب وعلى رأسهم الشيخ ابن تيمية حيث توفى في السجن وكذلك الإمام أبوحنيفة شـُتم وشـُهر به بأسوأ العبارات والإمام مالك خـُلع كتفه من التعذيب والإمام الشافعي كُبل بالحديد ولكن وصلنا الكثير من رزانة وإعتدال علمهم الشرعي الذي يشهد له عامة علماء المسلمين بل ويـُعتبروا مرجعاً، ولكن هنا لا بد من التفريق فليس كل من رفع شعار الدعوة والعلم الشرعي هو صحيح المنهج وإن تعرض لمثل هذه الظاهرة فقد تكون مبالغة في فضح منهجه المضلل فمعيارنا هنا هو ما ينسجم مع المصادر الثابتة للتشريع الإسلامي (القرآن، الثابت من السنة النبوية، ما أجمع عليه علماء الأمة من الصحابة والتابعين والسلف والخلف) وكذلك الإهتداء بعلماء ثقات فيما يقولون فيهم ثم بتحكيم العقل والمنطق وهذه الأخيرة لا يجوز أن تتجاوز ما سبق على الرغم من عدم وجود تناقض بينهم لكن ما قد يراه عامة المسلمين غير منطقي لشبهة ما ستجد تفسيرها بالعقل والمنطق عند علماء الدين. لذا أرجو بأن ننتبه - لمن يريد بأمة محمد صلى الله عليه وسلم خيراً - من هذه الظاهرة وألا تكون ثغرة ينفذ منها العدو للنخر في هذه الأمة.
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع