البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
أكد سمو الامير الحسن بن طلال أهمية التفاعل الحضاري في المجتمع الانساني، مشيدا بجهود جامعة ليدن الهولندية في حفظ مخطوطات إسلامية وشرقية تعود الى ما قبل اربعة قرون من الزمان. وقال سموه، خلال افتتاحه معرض (فن الكتاب الاسلامي من مجموعة ليدن: الجمال في المخطوطات الشرقية) في جاليري امانة عمان الكبرى يوم امس السبت، بحضور سمو الاميرة ثروت وسمو الامير رعد بن زيد، "إن الوجود العربي الاسلامي في الاندلس عزز من اهتمام الغرب بالثقافة الاسلامية سواء بفعل جهود المستشرقين أو من خلال حركة التبادل التجاري بين الغرب والشرق التي اسهمت في زيادة اهتمام الغرب بسائر حقول الابداع الاسلامي وموروثه الغني". وأوضح سموه ان اهتمام جامعة ليدن الأكاديمي باللغة والتراث العربي الاسلامي وقيامها بحفظ ابداعات هذا الموروث من المخطوطات والصور والخرائط والزخارف والمنمنمات شكل بيئة خصبة من الحوار والتفاهم بين الشرق والغرب، مشيرا الى ان جامعة ليدن تعتبر من بين اكثر المؤسسات اهتماما بالتراث الاسلامي ودراسة القرآن الكريم حيث لدى مكتبتها اكبر مجموعة من مخطوطات الشرقية في اوروبا. واحتوى المعرض الذي نظمته السفارة الهولندية بالتعاون مع جمعية الصداقة الاردنية الهولندية بمناسبة احتفال جامعة ليدن هذا العام بمرور اربعمائة عام على دراسة اللغات والثقافات الشرقية، جملة من مقتنيات مكتبة جامعة ليدن لمخطوطات اسلامية باللغات العربية والتركية العثمانية والفارسية التي تبرز وحدة وتنوع الأنماط الزخرفية في المجتمع الاسلامي. ومن بين لوحات المعرض مخطوطات لآيات من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي مع اعتناء دقيق بالزخرفة واللون ومساحات الصفحات، وهناك ايضا مخطوطات لرسوم وزخارف على سقوف مساجد ووثائق لصفحات من كتب تراثية متنوعة تبحث في اللغة وأدب السيرة والرحلات والعلوم الطبية وعلوم العمارة مفعمة بمنمنمات ورسومات لنباتات وزهور واشجار ونخيل وتضاريس طبيعية. وقال سفير مملكة هولندا في عمان بول فان دن ايجسيل في الحفل، ان المعرض يضم مقتنيات من مكتبة محفوظات جامعة ليدن تكشف عن ابداعات عربية واسلامية تعود الى اكثر من حقبة زمنية تسلط الضوء على تفاصيل في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية وتنوعها بالمجتمعات الاسلامية، مبينا ان هذا المعرض يعكس محطات من التاريخ المشترك الذي يجمع بين ثقافتينا وجسر تفاهم وحوار بين الغرب والشرق. وقال رئيس جمعية الصداقة الاردنية الهولندية الدكتور سمير مطاوع ان اقامة هذا النوع من النشاط في عمان يؤكد الدور الذي يؤديه الاردن في توطيد العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب. واضاف، ان اهمية هذا المعرض تتبدى في اهتمام جامعة ليدن الهولندية بتوثيق وحفظ الوان من الموروث الثقافي العربي والاسلامي الزاخر منذ وقت مبكر حيث تتبدى فيه اعمال منتقاة من مخطوطات الكتب والزخارف وفن الخط والاشكال الهندسية والخرائط والتصاوير التي برع العرب في ريادتها منذ وقت مبكر.