البلقاء اليوم -السلط **حادثة جدارا وانحطاط التعليم** بقلم الاستاذ مطلب العبادي لا يخفى على أي تربوي يحمل صفته التربوية ويجسدها واقعا ، أن المعلم قدوة وأن كان كل ذي عمل عام كذلك ، التربوي والذي يمثله المعلم من الروضة وحتى السنة الاخيرة الجامعية ، قدوة لطلابه ، فيزرع فيهم سلوكا جديدا سلبا ام إيجابا ، ويغير سلوكا قائما ، ويعدل آخر منحرفا ... حادثة جامعة جدارا تذكرني في ذلك المعلم في الصف الخامس ، والذي عجز عن إكمال حصته وأراد الاتكاء على المقعد حتى يقرع جرس الخروج، لن يهدا الطلاب في هذه الفسحة التي اختارها المعلم للنوم والاسترخاء ، فهداه عقله إلى الوقوف وتهديد طلابه أن من يتكلم في هذه اللحظة وأقسم بالله أن ( سأمسح به الارض) ، وبشكل اعتيادي تحدث طالب وابتسم فأخرجه أمام الطلاب ومن قدميه جره على أرض الغرفة المتسخة في آخر الحصة والنهار وحركه جيئة وذهابا ليبر بيمينه. وصلني الخبر كمسؤول عن إدارة المدرسة ، والغريب في الامر اصراره على الاستمرار في تنفيذ ما بدا به حتى تم منعه بالقوة ، وطُرُح عليه السؤال التالي ، لو أقسمنا عليك أن تصل مدرستك مبكرا وكان من المتأخرين عن عملهم يوميا هل تبر بيمينك ؟؟؟ ، لماذا لا تقسم على انجاز عملك في وقته ؟؟؟، إقامة صلاتك وصومك ومساعدة الآخرين في الوقت المناسب ؟؟؟ ، لماذا لا تبر بقسم نافع ؟؟؟ ونفذت هذا القسم الذي حطم نفسية الطالب أمام زملائه .. سمعت ان دكتور جامعة جدارا وباعترافه انه من فرط اصراره ، ومن معرفته وثقته بقدرات الطالب وربما من تصرفاته ان ابصق في وجهي إن نجحت ، وهنا نجح الطالب وأراد أن يبر بهذا الوعد الحقير من الطرفين مع المعذرة الشديدة للقراء ، لان هذا الوعد هذه صفاته .. الامثلة المشابهة كثيرة في الشارع وفي العمل وبين المراهقين والأطفال واليافعين ، ولكن أقساها وأكثرها تأثيرا ما يقع في الاسرة من الاب والأم والأخ الأكبر ، أما أخطرها ما يقع من المعلم والأستاذ الجامعي ، فرفقا بأبنائنا فإنهم ضحية تصرفاتنا ..ونسأل الله الاستقامة من كل ذي شان ومسؤولية ليكون قدوة حسنة ...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع