في كرواتيا دبابة دمرتها الحرب فأصبحت أرجوحة للأطفال...وحطام طائرة جُرّ من موقع السقوط الى بيت فلاح "زغربي" لتصبح "بيتاً" للدجاج ...في كرواتيا بساطير حوّلت إلى قوارات وردٍ ...و جسر مشاة أصابت النار أطرافه ولم تصب أقدام السائرين عليه ...في كرواتيا عنب ينضج من عيون الشقراوات ..وشاطئ يقلّم أظافر الموج كلما علت او لامست جدار البيت القريب ...في كرواتيا رئيسة تدعى "كوليندا جرابار" هجرت كل البروتوكولات والعظمة الرئاسية والفخامة والدبلوماسية لتمسك فرشاتها وتدهن شقتها...
**
لأنها من الشعب ..ظلت تشبهه ، فمن يحصد أصوات الأمة يصبح صرخة ضمير لهم ، ومن يولد في غرف القصور ويكبر ويتناسل ويموت فيها لا يشبه الا رخام الأعمدة وزخرفات المداخل..لا يألفه حتى شجر القصر الملزم بالحراسة والاخضرار الإجباري...
**
في كرواتيا الرئيس المنتخب يقطن في "شقة" وباقي الشعب في الوطن ...وفي بلادنا العربية يسكن الزعيم في الوطن وباقي الشعب في "شقة" ...في بلادنا العربية إذا ما تعطّلت سيارة على أطراف إطراف القصر خرج المدججون من كل فجّ عميق..واذا ما تمشّى مواطن أعزل بالقرب من دار الحكم بحثا عن الصحة او تخفيف الوزن ، عاد بلا صحة أو وزن أو "شورت"، في بلادنا العربية على أطراف أطراف القصر يمنع مرور العصافير الا بعد تفتيش الريش وسماع زقزقات الولاء الزائفة ...على أطراف أطراف القصر يمنع تفتح الزنبق الا بمرسوم، ممنوع سقوط الورق الأصفر الا بمرسوم ، يمنع قفز الجنادب الا بمرسوم، يمنع عزل العناكب الا بمرسوم... في بلادنا العربية :على أطراف أطراف القصر يعيش الوطن....
فعلاً "شمّر وادهن!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
قبل أيام نشرت الرئيسة الكرواتية المنتخبة "كوليندا جرابار" صوراً لها تحت عنوان "شمّر وادهن"...كانت تمسك سطل الدهان وفرشاة وتقف على "سيبة" وتدهن شقتها بنفسها، لباسها؛ بنطلون "جيشي مستعمل و"تي شيرت طحيني" ..بداية توقفت كيف تقوم رئيسة بحجمها بعملية الدهان...ثم توقفّت أكثر عندما قرأت كلمة "شقتها" وليس قصرها لأعرف ان العظمة لا تأتي من الألقاب وإنما من كم الإنسانية التي تختبىء تحت جلد الزعامة..