البلقاء اليوم -السلط -بقلم - د. عصام الغزاوي يبدو أن البعض لا يعرف أن للديموقراطية حدودها حتى في أعرق الديموقراطيات في العالم ويبدو أن البعض مازال في مرحلة الكي جي ون في درجات الديموقراطية ، أتقبل أن يسأل أحدهم رئيس البلدية عن إنجازاته أو مدير دائرة عن ملاحظات في عمل دائرته أو حتى وزير عن خطة وزارته، لكن أن يتمادى البعض ويسأل أين أنت يا جلالة الملك فهذا قمة التمادي وسوء الأدب ويعتبر تطاول مقصود على خصوصيات جلالة الملك وعلى الدستور وعلى الديموقراطية وأخيراً على أخلاقيات المواطنة . أنا أجزم أن غالبية من تطاول بهذا السؤال لا يجرؤ أحدهم على سؤال أبنائه ولا حتى زوجته أين هم ذاهبون !!! وأن معظمهم لا يحافظون على مكتسبات الوطن ولا يقومون بواجباته الوظيفية !!!! وهل يجرؤ مواطن عربي طرح مثل هذا السؤال حتى في الجلسات المغلقة وليس على مواقع التواصل الإجتماعي والإخباري !!!! أكبر الدول في العالم يقضي رؤسائها معظم أوقاتهم خارج البلاد رغم أن مفاتيح شيفرة الأسلحة النووية في جيوبهم في ترحالهم ، الشركات العملاقة ومتعددة الجنسيات يديرها مالكيها ورؤساء مجالس إدارتها من غرف نومهم ، جارنا صاحب محل كهربائيات يدير العمل في محله من خلال كاميرات مراقبة وجهاز هاتف ذكي يحمله في ترحاله أينما ذهب . الأردن مملكة دستورية وهي دولة مؤسسات وقانون يستمر العمل والبناء والإنجاز فيها بوجود الملك وغيابه ، دستورياً يوجد نائب لجلالة الملك وفيه حكومة تدير البلاد ومجلسين للنواب والأعيان وقواتنا المسلحة ساهرة على حماية حدودنا والأمن العام والأجهزة الأمنية تواصل الليل بالنهار لحماية مواطنينا ، وجلالة الملك إنسان وله الحق بالراحة والإستجمام ولا يستأذن أحد من أجل ذلك ، جلالته يتابع كل صغيرة وكبيرة وكافة الأمور في مملكته أينما كان وأولاً بأول ولا حاجة لخلق مثل هذه البلبلة أوالهمز واللمز والتجاوز على الديموقراطية والتطاول على الخصوصيات والأداب وكأنهم هم الحريصون على مصلحة الأردن أكثر من غيرهم ، كفى والله كفى.
الرئيسية
مقالات
تمادي ، وسوء أدب ، وتطاول مقصود على خصوصيات جلالة الملك وعلى الدستور وعلى الديموقراطية
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع