البلقاء اليوم ---

دون الاعلامي الأردني الكبير ابراهيم شاهزاده على صفحته عبر الموقع الاجتماعي 'الفيس بوك' ، قصة الرحيل الأخير لجلالة الملك المغفول له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ..حيث قال شاهزاده " في هذه الليلة من الشهر الفضيل اذكر بعض مقاطع من كتابي " من دفتر الذاكرة " ضمن فصل قصة الرحيل الاخير. عندما استفحل المرض بالراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه ارسل اليّ نصّ خطاب طلب مني ان اقرأه انا . تحدث في هذا الخطاب عن عزمه إتخاذ إصلاحات جذرية ينوي القيام بها . كنا في عمان اقل من عدد إصابع اليد الواحدة يعلمون انه دخل مرحلة اللا رجوع في صراعه مع المرض فقرر العودة الى عمان بسبب ما وصفه رحمه الله باشتياقه الى دفء مشاعر اسرته الاردنية الكبرى ودعمه له في القيام بما يجب عليه فعله. عاد جلالته بعد ان نصحه الاطباء التوقف في لندن للاستراحة قبل مواصلة رحلته الى عمان وكان ذلك خلال شهر رمضان من عام 1419 هجرية. تجنبا لاستحقاقات العيد وصل الى عمان في الثاني من شهر شوال على متن طائرة صغيرة . ابلغني مرافقه العسكري حسين هزاع المجالي باتصال من الطائرة بان جلالته علم بان سربا من الطائرات الحربية الاسرائيلية سيرافق الطائرة الملكية اثناء تحليقها في الاجواء الاسرائيلية تكريما للحسين واضاف ان طائرات شرف حربية بريطانية رافقت الطائرة حتى خروجها من الاجواء البريطانية كذلك فعلت فرنسا اثناء تحليق الطائرة فوق اجوائها وان سربا يحلق من الطائرات الايطالية يرافق الآن الطائرة الملكية . ادركت ما كان يوحي اليّ به حسين المجالي فاوعزت الى مدير دائرة الاخبار عبد الحليم عربيات ان يَجري بثُ مواجز للاخبار تتخلل البرامج الاحتفالية بقرب عودة جلالته الى ارض الوطن منها مواكبة طائرات حربية في الاجواء التي مرت بها طائرة الحسين. جرى ما جرى اثناء مكوثه في عمان لايام قليلة قبل اضطراره للعودة الى مايو كلينيك.اوصى رحمه الله انه اذا شعر بدنو اجله ان ينقل فورا الى ارض الوطن. ما هي الا ايام قليلة حتى كانت الطائرة تقله وقد دخل في غيبوبة لدى تحليق الطائرة فوق اجواء ايرلندا لم يستفق منها. زرته ليلة السادس من شباط والقيت عليه نظرة واجهزة التنفس الاصطناعي تكابد لالتقاط انفاسه. يسألني البعض عن الشعور الذي خالجني اثناء تلاوة بيان نعيه في اليوم التالي فاصاب بغصة وفي المرات التي تفلت مني بعض كلمات اقول وكأني احدث ذاتي " لقد تُوفيت معه مهنيا على الأقل "