البلقاء اليوم -السلط ---- سمك السلمون بقلم : م. أسعد البعيجات من ميزة هذا النوع من الأسماك بالأضافة الى طعمه اللذيذ - بالنسبة لي خصوصاً - وأحتواء أجسامها على زيوت أوميجا 3 التي تعتبر علاج لكثير من الأمراض. إلا أنّ ما يعجبني به إنتماءه الشديد لمسقط رأسه. تضع أسماك السلمون بيوضها في المياة العذبة في الأنهار وبعدها تنطلق الى المحيطات والبحار الى المحيط الهادي والمحيط الأطلسي ثم ترجع مرة أخرى الى مسقط رأسها. المحيط الهادي حيث ال Golden Gate Bridge وترف الحياة ... الى 17 Miles Drive الى Monetary City وأجمل المناظر وألذ الأطعمة البحرية ... وسانتا كروز و سانتا باربرا و ال Hi Way 101 المحاذي للمحيط. كل هذه المغريات وجمال الطبيعة إلا أنه يرفض أن يبني بيته وتكوين أسرته هناك فيرجع الى مكانه الأول..... لا يأخذ شيئاً من مسقط رأسه لا بل يضع أعز ما لديه في مسقط رأسه. يدور وينطلق ويجوب المسافات وفي النهاية يرجع ليضع بيوضه في مسقط رأسه بدون كلل وملل ليبدأ دورة جديدة من أجيال الأنتماء الحقيقي غير مدفوع الأجر. متى نتعلم من أسماك السلمون أن نقدم للوطن دون الأنتظار على الباب للحصول على بعض الفُتات... متى نتعلم منه أن لا شيء يعلو فوق الوطن ومسقط الرأس... متى نتعلم منه أن الخير والمنفعة الحقيقية بما تقدمه لوطنك لا بما تأخذه . متى نتعلم منه أن الوطن ليس سيارة تسلا أو مرسيدس بنز متى نتعلم منه أن الوطن ليس منحة أو واسطة أو محسوبية متى نتعلم منه أن الوطن ليس منصب ومكتب وسكرتيره متى نتعلم منه أن الوطن ليس ذكرى ونسيان ..... سمك السلمون أسالك سؤال أذا سمحت وبدون أحراج : كم مرة " مدّدوك " و أكلوك على الطاولات الفاخرة في واشنطن ولندن وسويسرا وكم تنكة زيت أوميجا ضخيت في أجسامهم.... لماذا تبخل عليهم بهرمون حبك الصادق لوطنك ؟ المختار السلط - الأردن
