السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أخبار العالم رحلة نقل جثمان طارق عزيز لعمان “لم تبدأ بعد” .. والمحافظات تتنافس على احتضان جسد “مَن دوخ وزراء خارجية الدول العظمى”

رحلة نقل جثمان طارق عزيز لعمان “لم تبدأ بعد” .. والمحافظات تتنافس على احتضان جسد “مَن دوخ وزراء خارجية الدول العظمى”

1184

البلقاء اليوم -

البلقاء اليوم -السلط
 تفاعل بقوة خبر وفاة طارق عزيز وزير الخارجية العراقي الاسبق في الشارع الأردني، ليبدو الرجل كمن ضخّ الدماء بذاكرة جيل من "الثوريين” في عمان والمحافظات، بطريقة يمكن فهمها إن تحدثنا عن ثلاث محافظات "تتنافس″ في استقبال جثمانه في ثراها. الأردنيون من اللحظة الأولى بدؤوا استذكار "محاسن” وزير الخارجية الذي عرف بغزو الشيب لرأسه منذ زمن، فنعاه كثر لم يكن آخرهم المعارض الشهير ليث شبيلات والذي تحدث فيها عن عزيز باعتباره "الرجل العملاق الذي دوخ وزراء خارجية الدول العظمى برجولة دبلوماسيته”، ناعيا بشخص عزيز الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونائبه طه ياسين رمضان. نعي شبيلات لم يكن وحيدا، فقد دأب الأردنيون على كتابة العبارات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي ناعين الرجل الذي توفي في سجنه من جهة، بينما بدأ شيوخ العشائر بالتواصل مع المقربين من أفراد عائلته والاستفسار عن "الترتيبات الخاصة بالجنازة” وفق مقربين أسرّوا ، وهو ما قد يظهر تقديره بكلمات نجل طارق عزيز، الذي تحدثت إليه أيضا "رأي اليوم”. زياد عزيز، قال إن عمان قامت بتسهيل كل إجراءاتها وتذليل الصعوبات أمام كل الإجراءات التي طالب بها الجانب العراقي، وإن لم تعلن ذلك بصورة رسمية، معتبرا ان الاجراءات السريعة التي قُدّمت للأسرة عن طريق السلطات الاردنية، دعته للتعهد بعدم "الاساءة للحكومة العراقية” في جنازة والده، إكراما للجانب الأردني. الأردن الرسمي حتى اللحظة لم يقم بإعلان الخطوات والاجراءات التي قدّمها لأسرة عزيز، الأمر الذي تحدث في سياقه مصدر مغرق في الإطلاع عن كون السلطات لن "تعلن أو تنعى” خشية الحسابات السياسية للنظام العراقي وتضرر العلاقات به، إلا أن عمان اقرّت للاسرة احضار الجثمان ورحّبت بدفنه في الاراضي الاردنية، مشددة على كون ذلك "لأسباب إنسانية”. نجل عزيز من جانبه، أكد  أن الجثمان حتى اللحظة (الساعة 15:00 بتوقيت عمان) لم يحصل على التصريح العراقي للنقل، الامر الذي يجعله غير قادر على التنبؤ عن يوم التأبين أو الدفن، مشددا على انه شخصيا يتعهد بعدم تحويل جنازة او عزاء والده إلى "مكان لشتم النظام العراقي او الاساءة اليه”، لاحترامه للبلد الذي يقيم فيه منذ 12 عاما (أي عمان). كلام زياد عزيز  عن تعهده بضبط عزاء والده، وردّات الفعل فيه، تطابق تقريبا مع ما تحدث به أيضا السفير العراقي في عمان هادي جواد عباس، والذي أكّد أن أي شروط من الجانب العراقي "لم توضع″ على اسرة عزيز، وأن الاسرة هي من تعهد بعد الاساءة للنظام من تلقاء نفسها، مؤكدا أن حكومة بلاده لا تنوي ابدا "عرقلة” نقل الجثمان للاردن، وان التأخير "روتيني”. وكانت وسائل اعلام نقلت على لسان جواد عباس ان بلاده وضعت شرطين على السماح بنقل الجثمان، أولهما منع اقامة أي مظاهر جنائزية واسعة ودفن الجثمان حال وصوله الاراضي الاردنية، وثانيهما عدم تحويل الجنازة لمهرجان لحزب البعث العراقي، وهو ما نفاه جواد عباس . وبدأت المحافظات الأردنية ترحب بدفن جثمان طارق عزيز فيها، إذ بدأتها الفحيص التي رحبّ محافظها بدفن عزيز فيها كون الراحل "مسيحي الديانة”، وأتمتّها الكرك التي طالبت بدفن عزيز في أراضيها تقديرا له، الامر الذي قال في سياقه زياد عزيز إنه لم يحسم لصالح أي المكانين، خصوصا وانه لا يريد أن يُحسب والده على جهة دون أخرى فيما يتعلق بالديانة، أو أن يكون في مكان بعيد على من ارادوا تشييع جثمانه، مستدركا "نبتّ في ذلك حين يصل جثمان والدي الاراضي الاردنية”. وشدد نجل الوزير الراحل، والذي توفي صباح الجمعة في السجون العراقية عن عمر يناهز الثمانين عاما، على كون والده لم يحسب يوما الا على كونه "قومي عربي”، مبينا انه لن يسمح بحصر والده في اضيق من الاطار الذي ارتضاه طارق عزيز لنفسه. وتناهى إلى سمعنا أن الحكومة العراقية طلبت نقل الجثمان من الناصرية لبغداد، وأن ذلك تم بالفعل إلا أن "رحلة” نقله إلى عمان لم تبدأ بعد حتى كتابة التقرير (18:20 بتوقيت عمان). وعلمت "رأي اليوم” من مصادر مقربة من العائلة التي تحظى باهتمام حقيقي من النظام الاردني منذ وصلت عمان فترة الغزو الامريكي على العراق، ان مقبرة ام الحيران ( على اطراف العاصمة الاردنية) قد تكون الخيار الاقرب للعائلة، إلا أن الامر سيبقى رهنا بإحضار الجثمان ورغبة الاسرة.




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا