عبد الهادي راجي المجالي رغيف الخبز حين يقسم على أربعة اشخاص , ربما سيكفي لإسكات الجوع , ولكن حين تقسم رغيف الخبز على مئة , سيفقد قيمته بالطبع ...كيف قسمتم خبزنا وهوائنا وملحنا والماء الذي نشربه على الكل ... حتى الدمعة لاتحتمل سوى عين واحدة , والدمع تم تقسيمه أيضا ..لم نعد نعرف هل نبكي الحال أم نبكي الشقيق السوري أم نبكي العراقي , أم نبكي اليمني ..أم نحبس الدمع لان الدمع ماعاد يكفي . دولة الرئيس ... هل تعرف , ماذا يفعل أردني ...حين يذهب لعيادة طبيب , ويزاحمه شقيق عربي على دوره , وحين يحتج يصرخ فيه هذا الشقيق :- (ليكوا الشرطة ... بتحب انروح ع الشرطة) ...وتصمت في وجهه , وتسأل في قلبك منذ متى كانت شرطة بلادك وسيلة كي يهددك بها الغريب ؟ ...هل تعرف الشعور ؟ هل تعرف حجم الغضب ..هل تعرف كيف فقدنا اللهفة , والإحساس بالمكان ...زمان كانت العيادات أردنية والطبيب أردنيا والصيدلي كان من بلدي , واليوم يزاحمونك حتى على علبة العلاج .. دولة الرئيس ... ألست من السلط ...من المدينة التي بنت وجدان الأردنيين , من المدرسة التي خرجت حابس ووصفي وهزاع ...من الجبال التي لا يدانيها في المجد غيم أو سماء كيف إذا تركت الوجدان الأردني ..مشاعا , وسمحت بإقامة الزعتري ..وسهلت واحتضنت واستقبلت , باسم من.. باسمنا ؟ أنا لم أوقع على قرار إنشاء الزعتري ..أنا وقعت بدمي على عشق وصفي التل والجيش وكل الهضبات العالية ...أسألك ماهو شعورك حين يعود إبنك من المدرسة , ولهجته موزعة , بين ( ماكو) وبين (ليكو) ... وقد نسي ( شلونك ) و(إعنامك) ... دولة الرئيس .. أبي كان يقول عن عمان ( العسكر بردوا شوارعها ) وكان يحدثني عن كاسب صفوق , ومشهور حديثه , عطالله غاصب , وخالد هجهوج ...وكان يخبرني عن الدم وتعب الأردني , وقهره وايامه الطويلة ...كان يحدثني عن وزارة الاشغال حين بنوا ذلك الشارع , عن اللويبده والعائلات التي سكنتها ..عن مقهى السنترال ...هل تعرف أن عمان تغيرت , كل أسماء المطاعم والمقاهي في العواصم العربيه غادرت وسكنت عمان , وكأن عسكرنا (برودوها) لغيرنا وليس لأحفادهم . دولة الرئيس .. أنت لاتمشي مثلنا في شارع طلال , ولا تسمع اللهجات ..أنت لاتدخل مطاعم البلد ولا تجد مكانا , أنت لست مثلي تمضي ساعة , في الشميساني تبحث عن موقف لسيارتك , وتجد لوحات عربية ..سرقت منك حتى المواقف , أنت لست مثلي تقف في طابور البنك , وتكتشف ..أن الطابور مليء بحملة الدولارات , وأنا همي فقط أن أتأكد من أن ما وصل البنك يكفي لسداد القرض هذا الشهر ... عد لوجدانك السلطي , حاول أن تحمي أطفالنا في المدارس , فقد ضاعوا في إختلاف اللهجة , وذوبان الثقافة , حاول أن تتخذ قرارا مصيريا ...يحمي تفاصيلنا وحياتنا , حاول أن تكون متحررا من البيروقراط , وأن تكون بمستوى وجداننا ... لقد تعبت , تخيل سيدي الرئيس حتى السجون ..شاركونا فيها , وأنا حين سجنت مؤخرا وجدت الأشقاء أيضا هناك في المهجع , مالذي تبقى كي يشاركونا فيه ؟ تعبنا بما يكفي , وليقولوا ما يقولوا.. إقصائي , عنصري , متخلف ...ليقولوا ما يقولوا ولكني أعبد وطني وأحبه , وسأقاتل لأجله عبدالهادي راجي المجالي منع من النشر dpuf
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع