البلقاءاليوم ---

  واصلت أسعار الجميد الكركي ارتفاعها؛ فبلغ سعر الرطل الواحد (3 كغم) نحو 33 ديناراً، متجاوزا بذلك سعر غرام الذهب عيار 24 البالغ سعره 27 ديناراً. وتشتهر الكرك بصناعة الجميد الذي ينتج غالبا في المنازل من حليب النعاج، أو حليب الماعز، أو ما يسميه الكركيون بالسمار. رئيس جمعية مربي جمعية الماشية زعل الكواليت أشار في حديث ' إلى أن 'ثمة طلباً متزايداً على الجميد الكركي في الربيع'، مرجعاً ارتفاع الطلب عليه إلى 'سمعة المنتج الكركي، وجودته العالية، ومذاقه الطيب. وأضاف: 'النعاج والماعز في الكرك تتغذى على أعشاب طبيعية ذات نوعية ممتازة، ومتوافرة بكثرة في الكرك، فيما يوجد بعضها في مراعي الكرك فقط ومنها القرطم، البلان والشيح'. وقال الكواليت إن حجم الانتاج يقدر بـ800 طن من الجميد في الكرك. ويوجد في الكرك 300 ألف رأس غنم يُصنَع منها الجميد، بحسب صانع الجميد أبو جواد الذي قال: 'يتم غلي الحليب ووضعه في خضاضة يدوية مع ثلج؛ ما يساعد في فصل اللبن عن السمن، ثم يغلى اللبن لمدة ساعة تقريبا قبل أن يفصل عنه المصل من طريق عصره في قماش قطني أبيض'. وتابع: 'يؤخذ بعدها المزيج الجامد الذي يسمى في هذه المرحلة الجبجب. كنا نحصل على لبن كثير في الصيف، لكن في الشتاء لا يوجد حليب، لذا كنا نقوم بصنع الجميد حتى نستهلكه في الشتاء'. وبين أنه 'لا يوجد تصدير مباشر؛ حرصاً على توفيره للمواطنين'، غير أنه استدرك بأن 'جهات تصدر الجميد الى امريكا وألمانيا وبعض الدول الأوربية والخليج العربي، بأسعار فلكية، ولا سيما مع أعداد المغتربين الأردنيين'. ويعد الجميد من الصناعات الشعبية في الكرك وغيرها من المدن والارياف على حد سواء، واشتهرت بعض الأسر الكركية بإنتاج هذه المادة، وتصديرها إلى باقي المحافظات التي تفتقر لوجود الماشية فيها. وبالرغم من تواجد أنواع مستوردة من الجميد في الأسواق المحلية اقل سعرا، إلا أن الجميد الكركي يظل محتفظا بميزاته من حيث الجودة والمذاق، رغم سعره المرتفع. وتنال الأكلات المرتبطة باللبن أحيانا إعجاب الزوار الأجانب الذين يتساءلون عن كيفية اعداد مثل هذه الأكلات، وطلب عينات من الجميد لأخذها معهم كتذكار للزيارة.

عصام مبيضين