البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم --- على وقع استهداف "داعش" لمخيم اليرموك واللاجئين الفلسطينيين وبعد سيطرته شبه الكاملة عليه، بدأ المزاج الأردني تجاهه بالتشكل من جديد نحو مزيد من التصاعد، والمطالبة باستهداف التنظيم الذي أحرق في يناير/كانون الثاني الماضي الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً. وباستهداف مخيم اليرموك، يكون تنظيم "داعش" قد استهدف أيضاً المكونات الرئيسية في المملكة الأردنية؛ وهي العشائر، لا سيما عشيرة الكساسبة في محافظة الكرك، واللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون نصف عدد السكان في الأردن. شعبية التنظيم بحسب مصدر مؤكد، وقريب من صانع القرار في المملكة فإن "المطبخ السياسي في البلاد قرأ الموقف الشعبي الأردني الآخذ بالتغير تجاه تنظيم "الدولة"، وإن هناك قناعة لدى المسؤولين في أن أي قرار بمحاربة "داعش" عسكرياً سيلقى رضىً شعبياً غير مسبوق". وبحسب استطلاع رأي محايد أجري قبل عملية إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، فإن الغالبية العظمى من الأردنيين وممثلي الأحزاب والنقابات رفضوا توجيه أي ضربة عسكرية انطلاقاً من الأردن لتنظيم "الدولة"، وأطلقوا في حينه شعاراً رفع في كل الفعاليات الاحتجاجية حمل عنوان: "ليست حربنا"، إلا أنه مع مشاهد إحراق الطيار معاذ الكساسبة، واستهداف أبناء مخيم اليرموك بسوريا، تصاعد المزاج الأردني تجاه المطالبة بمحاربة التنظيم، بكل الأشكال والوسائل ودون إبطاء. وبصورة ملفتة، شارك المئات من الأردنيين في المحافظات، واللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الثلاثة عشرة في مسيرات واعتصامات غاضبة ضد ما يرتكبه تنظيم "الدولة" بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وهو المشهد ذاته الذي تكرر أردنياً حينما أعدم الطيار معاذ الكساسبة. توافق شعبي ورسمي تخوف أردني وبحسب المعلومات فإن عمان متخوفة مما يجري على الأراضي السورية في الآونة الأخيرة؛ من سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق واسعة في جنوبي دمشق "مخيم اليرموك"، وجنوبي سوريا "معبر نصيب الحدودي"، وهو ما سينتج عنه معارك دامية بين الجيش السوري من جهة، وهذه المجموعات المعارضة له من جهة أخرى، قد تؤدي إلى نزوح شبه تام إلى داخل الأراضي الأردنية كملاذٍ أخير للمدنيين، خاصة من اللاجئين الفلسطينيين. مصادر مقربة من الحكومة أكدت تخوف أصحاب القرار في المملكة من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن بشكل مضاعف عمّا هو قائم حالياً، خاصة مع وجود طريق آمن من دمشق إلى الحدود الأردنية؛ نتيجة سيطرة قوات المعارضة السورية على الطريق الدولي، في حين يرفض "مجلس السياسات الأعلى" في المملكة السماح للاجئين الفلسطينيين. ويضم المجلس السيادي كلاً من "الديوان الملكي، ورئاسة الوزراء، وجهاز المخابرات العامة، والقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية". عن الخليج اونلاين