منع كتب ابن تيمة في الاردن

البلقاء اليوم -  

البلقاء اليوم ---

منعت السلطات الأردنية كتب ابن تيمية من الدخول الى المملكة. وقالت مصادر مطلعة إن إحدى أجهزة الدولة صادرت كتب ابن تيمية رغم عدم وجود قرار قانوني بذلك. ونقلت مصادر من دور النشر، فإن دائرة المطبوعات والنشر ليس لديها قرار بالمنع، مشيرة الى أن هذه الدور عندما راجعت المطبوعات سمعت من مسؤوليها نفيها لأن يكون لها علاقة بالمنع. وقالت مصادر اعلامية محلية، إن المطبوعات بعثت بكتاب 'إبداء رأي' الى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل داود إلا انه لم يجب على الكتاب بعد. ويتوقع أن يكون منع كتب ابن تيمة يتعلق بأحد أمرين الأول إما انه يتعلق بنشر تنظيم داعش لتفسيرها الخاص في كلام ابن تيمية وكتبه وأفكاره بين عناصرها وفي وسائل إعلامها، أو أن جهات ما تعرف بعدائها لابن تيمية استغلت الظرف وقامت بتحريك القضية لدى السلطات المختصة. التيار السلفي يرفض تأويلات داعش لكلام شيخ الإسلام ويعتبر التيار السلفي الجهادي ابن تيمية أحد أهم مصادره في الفقه وخاصة المتعلق بالجهاد. لكن علماء التيار السلفي يرفضون التفسيرات التي تذهب اليها داعش في كلام 'شيخ الإسلام'. من هو ابن تيمية وابن تيمية هو أبو العبّاس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم، ولد سنة إحدى وستّين وستٍّ من الهجرة في بلدة حرّان الّتي تقع في جزيرة الشّام بين الخابور والفرات. وكانت وفاته في سجن القلعة بدمشق ليلة الاثنين 20 من شهر ذي القعدة سنةَ 728هـ. وعاصر ابن تيمية فترة اجتياح المغول للمنطقة ومنها بغداد. وكان احد أشهر المناهضين لهم. ومع اقتراب المغول لغزو دمشق من جديد عام 1303 خلال عهد المماليك بدأ ابن تيمية بتحريض أهل الشام في دمشق وحلب وانتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون، وحثه على الجهاد، فأعاد نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل ثم سافر إلى أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي فلبى دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار. وبعد استكمال الاستعدادات اجتمعت جيوش المسلمين من الشام ومصر وبادية العرب في شقحب أو مرج الصفر جنوبي دمشق في شهر رمضان فأفتى ابن تيمية بالإفطار وأنه خير من الصيام وأخذ يلف على الجند يأكل من طعام في يده يشجعهم على الأكل، واندلعت الحرب بقيادة السلطان الناصر والخليفة المستكفي بالله الذي كان يقيم في القاهرة فدامت يومين انتهت بانتصار المسلمين وبانتهاء معركة شقحب لم يدخل التتار الشام والعراق ومصر والحجاز. رجل ملة لا رجل دولة وتعتبر معركة شقحب من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت، وهي الوحيدة التي شارك فيها الشيخ ابن تيمية وكان له الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام وجمع الأموال من تجار دمشق لتمويل جيش الدفاع عن دمشق وكان على رأس جيش دمشق الذي حارب وهزم المغول وطاردهم شرقاً في داخل سورية حتى نهر الفرات. كان ابن تيمية أول الواصلين إلى دمشق يبشر الناس بنصر المسلمين ولما أحس بخوف السلطان من أن يستغل ابن تيمية حب الناس له فيثور عليه قال: 'أنا رجل ملة لا رجل دولة'. داعش تحرف فكر ابن تيمية ويعتبر وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل داود احد أهم المختصين في سيرة ابن تيمية من أجل ذلك عندما استند تنظيم داعش في حادثة الطيار معاذ الكساسبة الى حديث ابن تيمية قال د. داود في حينه: إنهم يحرفون كلام ابن تيمية. وفي إحدى أوراقه العلمية عن شيخ الإسلام قال داود إن ابن تيمية كان يتحرج كثيراً من تكفير الأشخاص. ونقل عنه تلميذه الذهبي قوله: أنا لا أكفر أحداً من الأمة