البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم ---
لم نعلم بأن وسائل الاتصال والتواصل الحديثة كـ'الفيس بوك' الى التجرد من كل معاني الانسانية والرحمة ، و أن نبيع أغلى ما بين يدينا في سبيل الحصول على كلمة 'حب' زائفة من صديق 'زائف' على 'الفيس بوك' ، أو لمجرد الهوس الشديد بـ'اللايكات' على هذا الموقع. الحادثة حصلت في عمان والمكان منزل رحل قائده منذ 4 سنوات بفعل المرض وترك أما وابنتين شكلا ، وأم وابنة واحدة في الصف العاشر هي التي بذلت ما بوسعها لانقاذ أمها. فيما اعتادت شقيقتها على جنون 'الفيس بوك' عبر الهاتف الجوال و أصبحت مدمنة عليه الى حد الثمالة ظنا منها في البداية أنها مجرد دردشات وتعليقات عادية ، حتى أصبح يجري في نفسها مجرى الدم من الإنسان . وفي يوم من الأيام وهي كانت على جانب فراش والدتها طلبت منها والدتها بعد شعورها ا بألم شديد أن تناولها حبة الدواء ، وكيف تفعل ذلك وهي لا تستطيع قطع الحديث عبر الدردشات مع صديق فيسبوكي. الأم تطلب بحرقة وبشدة حبة الدواء فيدها عاجزة عن الوصول الى الطاولة وتجيبها هذه الفتاة العشرينية ' الطاولة جنبك قومي تناوليها ' ويتعالى صراخ الأم من الألم والفتاة العاقة عيناها منصوبتان على شاشة الجوال ويداها مشغولتان بالدردشة . وسمعت شقيقتها الصغرى صراخ الأم ولم يكن يخطر ببالها هذه القسوة من شقيقتها فركضت مسرعة لتناول الأم حبة الدواء ، لكن الروح سبقتها بالخروج وشقيقتها لازالت تعبد 'الفيس بوك' دون اكتراث لروح أمها التي فاضت بسبب اهمالها .