صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية -- ارفع راسك....الجانب السلوكي المعتقدات الدينية والدنيوية ، والفلسفات الأزلية والمعاصرة ، ومقولات المفكرين وأصحاب التجارب تجدها جميعها تدعو إلى تغيير سلوك سائد عفا عليه الزمن ، أو تعديل سلوك قائم مظهره مناسب ويشوبه بعض العيوب ، أو تكوين سلوك جديد لا يتناقض مع المنطق والواقع . جلالة الملك حفظه الله يرفع معنويات الناس بين الفينة والأخرى،ويجبر خاطرهم عند أي مصاب ، ومصابنا بالشهيد معاذ كان يستوجب ذلك ، وارفع راسك قيلت لمرة أو لمرتين من ضمن حديث طويل هدفه سام ومعناه عميق..وعلاقته بالسلوك متجذرة ومتجددة ومرتبطة بالمعرفة وأسباب النهضة.. تتميز سلوكيات الأردنيين بالانفعال في كثير من الأحيان ، مجموعة من الشباب تهتف في الشارع ارفع راسك فأنت اردني ، ظننت نفسي في النيجر وهؤلاء يطلبون التعريف بنا كأردنيين ، مجموعة من الوافدين على قارعة الطريق تنحوا جانبا لكي يعبر موكب عرس وقد رفعوا رؤوسهم وقالوا نحن أردنيون ويوجهون كلاما مقذعا.. إعلامي يهتف بحياة الملك ويصرخ بأعلى صوته وكاد أن يحطم الشاشة ، ارفع راسك وهذه المرة قسم الوطن الصغير إلى عشائر وعائلات وحارات وبلدات وقرى صغيرة ليرفعوا رؤوسهم ويحييهم ويحيي البطن الذي ( جابهم) . مطربون ومطربات و وشعراء سالت كلماتهم من خلال البث الفضائي المرئي والمسموع لأنه سيكون سببا في ظهورهم وشهرتهم ، كتاب ( شوفونيون) عنصريون لاحت لهم هذه الفرصة لتنمية انعزاليتهم وعنصريتهم .. نتمنى رفع رؤوسنا دائما وقد أبدعنا في كل المجالات العلمية والثقافية والسياسية ، وقد انحازت سلوكياتنا إلى احترام القانون ونظام السير ، وتمثل النظافة في الشارع والساحات العامة ومحاربة السيجارة في الأماكن العامة المغلقة ووسائل النقل ،في الوقت نفسه نخفض رؤوسنا تواضعا ونخفض جناح الذل من الرحمة لكل من له حق علينا من ذوينا وجيراننا وزوارنا وخدمنا وعمالنا ...عندئذ سنرفع رؤوسنا تلقائيا كما أراد لنا جلالة الملك... مواطنون حقا أصحاب سلوك قويم وسوي ...حماكم الله ورعاكم .
