البلقاء اليوم -
انتقد السفير الأردني في وزارة الخارجية الأردنية منذر الخصاونة في تدوينة له على حسابه على الفيسبوك غياب العدالة والمساواة داخل وزارة الخارجية مما ادى بالتالي الى استقالته من منصبه بعد مساءلة تعرض لها من قبل الوزارة التي رأت في ما كتبه خروجاً على آداب الوظيفة. وكان السفير المقيم في مقر الوزارة كتب على صفحته الشخصية على "فيسبوك" أمس الأربعاء بعد ساعات من خطاب الملك عبد الله الثاني الذي كرر فيه عبارة "ارفع رأسك" منتقداً فيه التمييز الذي يمارسه وزير الخارجية ناصر جودة بين أبناء الوطن. والصورة اعلاه توضح النص الكامل لتدوينة السفير الخصاونة
ومن جانب اخر تابع مركز دافع للحريات وحقوق الانسان باهتمام بالغ قضية استقالة السفير في وزارة الخارجية منذر الخصاونة ، والاتهامات التي أوردها السفير في نص استقالته ضد وزير الخارجية. وقال المركز في بيان ، الخميس، أن مضمون استقالة الخصاونة يكشف مزاعم حول انتهاك حقوقي تعرض له الاخير تستدعي التحقيق الجاد من قبل الحكومة والجهات الرقابية . واستهجن المركز رد وزارة الخارجية على لسان المتحدثة باسم الوزارة صباح الرافعي والذي زعم بأن السفير الخصاونة استقال على خلفية استدعائه من قبل المسؤولين في الوزارة لتوبيخه بسبب نشره عبارات رأت الوزارة فيها اساءة لمقامات عليا. واشار المركز الى انه رجع الى المنشور الذي كتبه السفير الخصاونة على حسابه الخاص في موقع 'فيسبوك' ولم يجد فيه اي عبارات مسيئة كما زعمت الخارجية، بل رأى المركز ان السفير مارس حقه الدستوري والانساني في التعبير عن رأيه وعرض مظلمته وما تعرض له من انتهاك وتمييز واضطهاد في العمل . ونشر السفير النص التالي : ارفع راسك فوووق عندما يتساوى الأردنيون في الحقوق والواجبات. ارفع راسك فووووووق عندما تسود العداله وتتكافأ الفرص للجميع. ارفع راسك فوووق عندما تتجرأ وتقول للكاذب المنافق كذاب بعينك ولا تحاسب من صاحب سلطه....ارفع راسك فووووووق عندما يميز وزير الخارجيه ناصر جوده بين ابناء الوطن في وزارته ويمنح هذا ويمنع ذاك علی اسس واهيه . ارفع راسك فوق عندما يكافأ معاليه ويصبح نائب رئيس وزراء .ارفع راسك فوق وارضی بالظيم والخنوع وهنيء معاليه بالثقه المتجددة فيه فهو يختلف عنك كبشر هو من طينة مختلفه وابن ستة اشهر ناصر سامي جوده غير فعلا غير .......... ......وأمثاله بيننا كثر لابارك الله بهم'. واكد المركز على أن وزارة الخارجية اجتزأت تصريحات السفير واستغلت بعض العبارات الواردة في خطاب الملك الاخير والتي استخدمها السفير في منشوره لتشويه الحقائق والتستر على الانتهاك الذي كشفه السفير، وهو ما اعتبره المركز ترهيب باسم الملك تعيدنا الى ممارسات عرفية بائدة. وقال المركز ' كان على المسؤولين في وزارة الخارجية استدعاء السفير لا لتوبيخه بل للتحقيق في حقيقة ما ذكره من تمييز يمارس ضده وانعدام العدالة في منح الفرص، لازالة الانتهاك ومعالجة الخلل '. ودعا المركز الجهات الرقابية ومجلس النواب والحكومة الى تشكيل لجنة مستقلة محايدة للتحقيق في القضية والوقوف على ملابسات استقالة السفير، لتحقيق العدالة وازالة الانتهاك وانهاء الظلم الواقع على المشتكي ، حتى لا تتحول مؤسسات الدولة الى مزرعة خاصة للمسؤولين وتنعدم ثقة المواطن بعدالة الدولة وسيادة القانون. وكشف المركز عن أن لديه من المعلومات ما يعزز الشكوك حول صحة الانتهاكات التي وردت في استقالة الخصاونة ، كاستفراد الطاقم المعين من قبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة في المكتب الخاص بعمل الوزارة كاملاً مع استياء معظم السفراء من طريقة اداء المكتب الخاص، وكذلك تعيين أشخاص من خارج كادر الوزارة سفراء في دول عربية وغربية رغم وجود سفراء داخل الوزارة ينتظرون دورهم منذ اكثر من 5 سنوات ، اضافة الى نقل السفراء بعد انتهاء مهمتهم للعمل مجددا في دول اخرى ، ناهيك عن الواقعة الاخيرة التي اثارت جدلا واسعا والمتمثلة بتعيين نجل الرئيس سفيرا في سلطنة عمان ومنحه وساما رفيعا . وفي سياق متصل ، اعرب المركز عن قلقه الشديد ازاء خطاب الكراهية والتخوين، الذي ساد مواقع التواصل الاجتماعي في اعقاب خطاب الملك الاخير، مشيرا الى ان إقصاء الاخر ومصادرة الحق في التعبير عن الرأي هي ممارسات تتعارض ومقاصد خطاب الملك الذي أكد فيه جلالته على ان التنوع الذي يميز المجتمع الاردني بقوله ' ... مواطنون من شتى المنابت والأصول، نعيش حياتنا معاً، مجتمعاً متآخياً ومتراحماً مثل العشيرة الواحدة، نبني مستقبلنا بتحصين أجيالنا بفكرٍ حضاري مستنير ضد الإنغلاق والتعصب، وتسليحهم بقيم المواطنة والمبادرة والطموح والتميز وحب العمل والإنجاز ونبذ مظاهر العنف، التي تجافي قيمنا وأخلاقنا وكل ما يمثلنا، فجوهر عقيدتنا قدسية الحياة، واحترام الذات والغير'.