صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية -السلط المهندس اسعد البعيجات تحتل قطعة الأثاث هذه جزء كبير في قلوب اجيال مضت مع أن تصميمها بسيط، وكركعة أطرافها تجمع بين اصوات المزاريب في الليالي الممطرة و اصوات البساس في شهر شباط الا انها تشكل نبض للكثير، وسمفونية جميله لهم لما تحمله بين أحشاءها من مستلزمات ومخزون البيت .. فهي لهم مول تجاري بما تحمله في ثناياها... كما هي أيضاً دكان صغير لما تخفيه من ادق واصغر الأشياء ، وصيدلية ومحل عطارة احيانا اخرى ... كانت بالنسبة لنا نحن الأحفاد في ايام الطفولة بنك مركزي لما تحمله من فراطة نقود تائهة قرش هنا او قرشين ونص هناك ، كانت تشكل لنا مصنع حلويات ايضا ... كانت هدفنا الاول نحن الأحفاد عند زيارة بيت الجد . قبل موعد الزيارة ب ليلة كنا نرتب لمسرح العملية وكيف سيتم العبث بها بدون ترك اي اثار للعملية . كانت هدف لجميع الأحفاد " طبعا انت وحظك وما تبقى فيها من غريبة او هريسة من عند الحارس، ملبس الشاهد من عند الطالب، قرص جميد من عند المنسي او بعض الخبيصة، الزبيب او القُطين من عند ابو حامد ... في زيارتي الأخير لبيت جدي تم تكليفي بتنظيف النملية وترتيبها - بيني وبينكوا كأنك معطيني ذهب هرقل قصدي رادار هرقل- قلت في نفسي فرصة ولاحت الان " ابحبش " برحاتي كيف ولا ... وانا معي اذن اشغال بترتيبها، مصدق ومستوفي جميع الطوابع " والمواجع " وعندي وعي لما قد تحتويه لعلي وعسى اجد شيئاً من عصملّي جدتي او أسواره من أساور الحيايا تائه هنا او هناك ... بدأت وكلي شوق وحنين لتلك النملية .. الان هي بين يدي ... بدأت بها وإذا بها خاوية على عروشها ليس كما كانت من قبل .. كل ما تحتويه الان مجموعة من جلد الغاز وبعض مسامير عشرة سنتميتر يعلوها الصدأ وبعض البراغي كل واحده حجم وبعض ارامل البراغي من سوامين ورونديلات، ومشط القمل الكئيب، وعدة قديمة من مفكات بعضهم بدون رأس والآخر بدون يد ومفتاح مكسور ما بتعرف هو مفتاح علب السردين وإلا مفتاح إنجليزي .... كلها لا تغني ولا تسمن من جوع في عصرنا هذا . لم يبقى لها لزوم تلك القامة سوى الاستفادة من خشبها في الحرق للحصول على بعض الدفء او إعطاءها لصديقي العزيز " أنس " للاستفادة منها فيها في تجديد خُم الزغاليل . ضاعت النمّلية بين أثاث الخشب المضغوط الصيني و ال آي كيا السويدي و ال ليزي بوي وال آشلي " الامريكي" و بين السجاد الفاخر " الإيراني " بعد ان كانت عَماد البيت ومحج الجميع. من المسؤول؟ من المسؤول عن تهميش مجلس الأمة واختصار دورة في الأعراس والجاهات وفك النشب وتبادل القضامة ؟ من المسؤول عن تهميش القيادات الحرة واقصاءها وحصرها في مواقع لا تقدم ولا تأخر، وإذا حزَّت ولزّت مباشرة على المدعي العام؟ من المسؤول عن تهميش قول الحق وتخوين واعتقال قائله؟ من المسؤول عن سقوط النائب واختصار دورة بالبرغي والسمونة وفي القاء شعر الفروسية والحماسة؟ من المسؤول عن زعزعة ثقة المواطن بوسائل النقل العام والمواصلات واتجاههم لاستخدام الوسائل الخاصة لما يشكل تحدي كبير للتنظيم والأزمات الخانقة؟ من المسؤول عن تهميش الأرصاد الجوية وحصرها في الحضور والغياب ؟ من المسؤول عن تهميش دور المعلم وحصر دورة بالتفتيش على طول الشعر و قَص الاظافر؟ من المسؤول عن تهميش دور المدرسة الحكومية وحصرها بالمقصف وتعشيب حديقة المدرسة ؟ من المسؤول عن تهميش دور المسجد واختصار دورة في رفع الأذان؟ من المسؤول عن تهميش رجل الدين واختصار دورة في رؤية هلال رمضان والمتمم لشهر شوال؟ من من من من ؟ ..... المواطن عندنا أصبح كالنمّليه بين فكيّ الحرق أو تربية الزغاليل ! إلي فاعص مزاجي انُه واحد في العشر سنوات الماضية الاخيرة كان سبب في " تجهيل " الابتدائي والإعدادي والثانوي ..... الان هو مسؤول عن " تخصيب " النووي !؟
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع