البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -- حملت اللحظات الأخيرة قبيل اختطاف الشهداء المصريين فى مدينة سرت الليبية عدة أسرار، يرويها زملاء القتلى ممن عادوا إلى مصر بعد الحادث، ففى تلك المدينة التى تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، كان العمال المصريون يعيشون ويعملون بلا أى مشكلات، حيث تعد تلك المرة الأولى، التى يتعرض فيها أحد من المصريين والأقباط على وجه الخصوص للأذى من تلك الميليشيات، بل كانوا يعملون فى معسكراتهم ومنازلهم دون أى أزمة تذكر، فماذا حدث؟ مينا صليب، أحد المصريين الموجودين فى الأراضى الليبية حتى اللحظة، فى مدينة مصراتة، وكان على اتصال دائم بالمصريين قبل وبعد اختطافهم، يقول إن عملية الاختطاف جرت فى 26 يناير الماضى، وما بعدها بأربعة أيام، وذلك على مرحلتين، الأولى حينما قرر 7 منهم العودة لمصر، فى ظل المخاوف من تصاعد الاشتباكات بين الميليشيات والقوات النظامية، حيث اتفقوا مع سائق على توصيلهم للحدود المصرية - الليبية، وخرجوا مع السائق، وبعد ساعتين، عاد السائق بعدما «سلمهم» للخاطفين، حسب روايته. ويقول «صليب»: إن السائق يعد لغز الأزمة، فهو عاد بعد ساعتين معلناً اختطافهم فى قرية «زلة»، التى تبعد أكثر من 6 ساعات عن مدينة سرت، التى خرجوا منها ويعيشون فيها، فكيف جرى اختطافهم بعد ساعتين فقط. بعدها بأربعة أيام، وفى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حدثت عملية الاختطاف الثانية، التى شارك فيها عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابى، وتمت العملية بدقة حيث دخلوا لغرف بعينها، يسكن فيها الأقباط رغم امتلاء البيت بالمصريين مسلمين ومسيحيين، وهذا يوضح أن من اقتحم البيت كان له سابق معرفة بمن فيه وأماكن غرف الأقباط على وجه التحديد، مؤكداً أن هناك مصريين شاركوا فى الإرشاد عن زملائهم. وهو ما أكده كميل محروس، أحد زملاء القتلى، الذى عاد للتو من ليبيا، حيث قال إن عملية اختطاف المجموعة الثانية تمت داخل منزلهم، وإن الإرهابيين كان يريدون الـ14 شخصاً على وجه التحديد، حيث دخلوا لغرف بعينها، وجرى اقتياد من فيها، وأنه بالرغم من المحاولات الحثيثة التى أجراها عدد من عواقل القبائل فى «سرت» لتحريرهم، فإن الجهود فشلت بعد التأكد من أن المختطفين ليسوا من الميليشيات الليبية المعروفة، التى تحارب الجيش النظامى، والتى لها علاقات قوية بمراكز القوى، ويكون هناك دوماً عمليات تبادل للمختطفين والأسرى.