صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية -بقلم الاستاذ مطلب العبادي ها أنا في انتظارك يا حاكم ، ثلاثة أيام تفصل بيني وبينك ، وبضع كيلومترات تفصل بين قبرينا ، وأكثر من بضع سنين تفصل بين عمرينا ، أتخيل رسالتك يا أبا عذية لأبي عمر الحبيب ، صحيح أن السنين صالت وجالت في عمرك والأمراض لم ترحم جسدك يا أبا أيمن ، لكن أبا عمر ذاق مرارة وقسوة الألم .. فقدانك للوعي أفقدنا صوابنا يا حاكم، كان لدينا الرغبة في سؤالك بعد الإفاقة عما جرى ، وكالعادة نلومك ونؤنبك وأنت الذي لا تجيب إلا بالابتسام ، نستفزك ، نسخر منك ، فتزداد قهقهتك جمالا ولطفا..ولكنك لم تفق ورحلت دون أن نودعك . عند لقائك بين الفينة والأخرى ، أرغب بشيء جديد من لدنك ،فأنت غزير بكل جديد ، من حكايات المشاريع العديدة التي لا تتوقف ولا تبعث في نفسك اليأس ،إلى حكايات الواقع المر وإرهاصات العمل ومناكفاته ، متفائل دائما تنظر للحسنات على قلتها ، وتنبذ السيئات على كثرتها ، في قاموسك فقط كلمات ال ( نعم ، ممكن، استطيع ، عندي ، أحب ، أرغب ….) . سنتان من عمر الزمن قضيناها سويا في مكان واحد ،عرفتك فيها على خير وجه، تصرفاتك اليومية وانفعالاتك تعكس قلبا صافيا من كل حقد وضغينة ،معاملتك لطلابك تجعل منك مربيا فذا ، إخلاصك لحزبك الذي تنتمي إليه لم يجعلك انعزاليا او أنانيا كبعضهم ، من خلال أعمالك التطوعية لا تفرق بين أي فئة وأخرى ، كل الناس عندك سواسية ، داعية مخلص لمبادئك دونما الحط من أفكار الآخرين . رجل بما تحمل الكلمة من معنى، قدراتك البدنية تجعلك القوي الامين ، جرأتك وإقدامك على كل ما يتطلب منك عمله ، صاحب نخوة من الدرجة الاولى ، وما اقتحامك مصدر النار لكي تطفئه وتضحي بنفسك من أجل المنزل وساكنيه إلا دليلا على ذلك . لن نتمتع بحكاياتك ومرافقتك بعد اليوم فقد رحلت ، الذكرى والدعوات لك فقط ما تبقى لنا اللهم ارحم ابا عمر رحمة واسعة وادخله فسيح جناتك ، والهم ام عمر وعمر وعاصم وإخوتهم وجميع العائلة الكريمة الصبر والسلوان . صديقك مطلب العبادي 16/ 2/2015
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع