"ما حسيت حالي بوطن..حسيت حالي بدار"..هذا ما قاله أحد الأردنيين المغتربين معلّقاً على موقف أولاد البلد مما حدث للشهيد معاذ الكساسبة..تذوب أسماء العائلات، تذوب المناطق ،تذوب الفوارق ، تذوب الأقاليم،تذوب التقاسيم، تذوب القرى في صحن الوطن..
بالأمس شاهدت صاحب عربة "كعك ببيض" في جبل عمان وقد كتب على عربته الصغيرة "كلنا معاذ"..وآخر اختط بإصبعه على غبار زجاج سيارته الخلفي نفس العبارة..وعشرات حملوا الصور بأيديهم وفي مكاتبهم ومركباتهم..
صديقي رسام الكاريكاتير عمر العبد اللات قال :(طلبت من زوجتي ان نعلق صورة معاذ في كل زاوية من زوايا البيت..نحن بحاجة الى بركة شهيد)... كما لم يغب اسم ابن الأردن عن دعاء في مخدع او صلاة في مسجد او قرع جرس في كنيسة ، هذا الشعب العظيم المجبول بالطيبة والعاطفة والاخوة الصادقة والمواقف الوطنية التي لا يرتجي منها سوى رضا الله وإخلاصا للتراب...من بائع العربة البسيط ،الى المغترب الذي ما زال يضبط ساعته على توقيت عمان ، الى المثقف المنسي ، الى الفنان الذي يقاتل بريشته وألوانه ، يجب الا يعامل إلا بإكرام وكرامة تستحق طيبته وعظمته...
ما مرّ كان "بروفة" جادة وامتحان حقيقي لمعدن المواطن العظيم، وقد نجح بتفوق كما هو دائماً ،الآن الدور على المسؤول الأردني ، هل سيقابل عظمة ووطنية هؤلاء الناس بنظافة يد وإخلاص واحترام للأرض التي يقف عليها ..ام سيعود الى سابق سرقاته وسفراته ومساوماته ومياوماته ومؤامراته وابتزازه لهذا الحب وهذه الطيبة، بمزيد من الضغط ومزيد من الكبت ومزيد من الاستخفاف...هذا الشعب الكبير بصبره وطيبته وسجاياه حان الوقت أن يحترم ويكرّم وتؤدّى له التحية كل صباح كما العلم...
هذا الشعب العظيم...صار الوقت ان يكافأ بمسؤولين "يشبهونه" !...
صار الوقت لأن يضبطوا وطنيتهم على قلوبنا....
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com