السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أخبار العالم هل تهيئ الأردن شعبها لصفقة تبادل أسرى مع تنظيم "داعش " للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة.

هل تهيئ الأردن شعبها لصفقة تبادل أسرى مع تنظيم "داعش " للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة.

2899

البلقاء اليوم -

صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية --
 تساؤلات عديدة بات يطرحها مراقبون حول الأهداف "الخفية" التي يقوم بها الإعلام الرسمي الأردني في هذه الأوقات، دون إغفال دور التلفزيون الرسمي أيضاً، من خلال تهيئة الأجواء والرأي العام الأردني- فيما يبدو- لصفقة تبادل قادمة ما بين عمان وتنظيم "الدولة الإسلامية"؛ للإفراج عن الطيار الأردني المعتقل منذ أسبوعين لدى "التنظيم" معاذ الكساسبة. وفيما تَلفُّ حالة من الغموض أزمة الطيّار الأردني الذي أسره "تنظيم الدولة"، يبرز التساؤل التالي: هل ستحمل الأيام القليلة القادمة إجابة شافية تضع حداً نهائياً لقصة الطيار الكساسبة من خلال ما يدور خلف الكواليس من نقاشات وحوارات للإفراج عن الطيار مقابل عبر عملية "تبادل أسرى" تضمن خروج بعض المعتقلين الإسلاميين من السجون الأردنية، المحسوبين على "الدولة" بطبيعة الحال، مقابل عودة الكساسبة إلى الوطن؟ علماً أن عدد المعتقلين بصفوف التيار السلفي الجهادي في المملكة الأردنية، ارتفع ليصل إلى نحو 95 معتقلاً منذ ضربات التحالف الدولي ضد "الدولة"، بحسب ما ذكره محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات، في تصريحات صحفية . الكاتب الصحفي راكان السعايدة، تحدث حول الخيارات المطروحة أمام صانع القرار في الأردن إذا ما أراد التفاوض مع تنظيم "الدولة"، لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة، من بينها التفاوض عبر العشائر السنية العراقية القريبة من الأردن، وثانيها التفاوض عبر قيادات سلفية أردنية لها حضور قوي. ويرى الكاتب الصحفي في جريدة الرأي الأردنية المقربة من الحكومة، أن الإعلام الرسمي انتقل من التعامل مع مسألة أسر الطيار وكأنها خسارة طبيعية إلى قضية أننا أمام صفقة تبادل قادمة ربما تتم في القريب العاجل. الإعلام الأردني خطوة إلى الخلف وتابع قائلاً: "السلوك الإعلامي تشير إليه التغطيات الإعلامية التي بدأت مرتبكة في بدايات الحادثة، ومن ثم انتظمت بصورة لافتة في سياقين؛ الأول: عدم تضخيم الحادث والتعامل معه بصورة كأنه أمر طبيعي ومتوقع، والثاني: التركيز على تعبئة الشارع، بكل مكوناته، خلف خيار الدولة في مواجهة تنظيم داعش، وعدم السماح لأي صوت آخر بالبروز". وبحسب السعايدة فإن "الإعلام المقرب من الدولة بدأ على ما يبدو بتهيئة الشارع الأردني إلى أن الخسائر في الحرب أمر وارد، وعلى الجميع استيعاب ذلك". ولوحظ منذ أيام أن الإعلام بدأ يتحدث عن صفقات قريبة يعمل الأردن الرسمي بالخفاء على إنضاجها عبر مطبخه السياسي المصغر، تقوم على فكرة تبادل لأسرى مقربين من "الدولة"، مقابل عودة الطيار الأردني إلى بلاده سالماً، الإعلام نفسه وضع مسألة عودة الطيار كأكبر مكسب يحققه الأردن، دون النظر إلى من ستقوم عمان بالإفراج عنه من سجناء محكومين بالإعدام. تباين في آراء الأردنيين اللافت أكثر من أي شيء آخر، بعد قصة أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة، هو التباين الواضح وبشدة في الآراء حول الجدوى من مشاركة الأردن في التحالف ضد تنظيم "الدولة"؛ ما بين رافض لهذه المشاركة ومحذر من نتائجها، وبين مؤيد لها داع إلى توجيه مزيد من الضربات الاستباقية تحول دون تمدد التنظيم، وتمنع عناصره من الاقتراب من الأراضي الأردنية، وهذا الرأي على وجه الخصوص يتبناه مقربون من مؤسسة الحكم. الموقف من الحرب على "الإرهاب" عكس بصورة جلية انقسام الرأي العام الأردني وتضارب مواقفه، فقد أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً أكدت فيه موقفها المبدئي الرافض للتدخل الأجنبي في الشأن العربي والإسلامي في كل المراحل السابقة، وأنها ترفض انخراط الأردن بحلف دولي تقوده أمريكا. الجماعة قالت إن صوابية رأيها تبدى من خلال أسر الطيار الكساسبة. أقصى اليسار في الأردن تبنى تماماً وجهة نظر "الإسلاميين"، فحزب الوحدة الشعبية عبّر عن موقفه من الحرب على "الإرهاب" بالقول: إن "انخراط الأردن في الضربات العسكرية بعد قرار المشاركة بالحلف الأمريكي لمحاربة التطرف، يعرض الدولة الأردنية لمخاطر حقيقية، ويدفع الأردن لمزيد من التورط بأهداف هذا الحلف الذي تسعى الإدارة الأمريكية من خلاله إلى العودة عسكرياً للمنطقة العربية، وتقسيمها إلى دويلات متناحرة، واستهداف الدولة الوطنية السورية، الأمر الذي يتعارض مع المصلحة الوطنية والقومية، ويضرب مفهوم الأمن القومي العربي في الصميم". على صعيد متصل، تباينت الآراء داخل عشيرة الكساسبة نفسها التي ينتمي لها الطيار معاذ، بين مؤيد لمشاركة الأردن في الحرب على "الدولة"، وبين معارض لها، لكن الجميع أكدوا أن أولويتهم منصبة في الوقت الحاضر للعمل على عودة ابنهم من سوريا سالماً كهدف مرحلي. وكانت القوات المسلحة الأردنية قد وجهت ضرباتٍ جوية لمواقع تنظيم "الدولة" بسوريا، عبر تحالف عربي - غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، هدفه كما هو معلن القضاء على "الإرهاب". وفي اتصال هاتفي النائب الأردني مصطفى الرواشدة، وهو نائب عن محافظة الكرك، تحديداً منطقة "عي"، حيث مسقط رأس الطيار الأسير الكساسبة، وسألناه عن موقفه من مشاركة الأردن في الحرب على "الإرهاب"، أهو مع هذه المشاركة أم ضدها؟ فأجاب بكلماتٍ قليلة: "أنا لست مع أو ضد مشاركة الأردن في الحرب على الإرهاب، كل ما نبحث عنه الآن هو عودة الطيار الكساسبة إلى المملكة، وبعد ذلك لكل حادثة حديث".




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا