البلقاء اليوم -
طيور الحمام ترفرف في الجو بأجنحتها الرقيقة فوق عمّان، منظر مألوف في كثير من المدن. لكن عمّان تنفرد عن غيرها بوجود مقهى خاص يتلاقى فيه هواة تربية الحمام كل مساء، يتبادلون ويبيعون ويشترون فيه الطيور كل مساء. بعض الهواة لهم باع طويل في تربية طيور الحمام، ويمارسون هوايتهم المفضلة منذ عشرات السنين. ويخرجون إلى أسطح منازلهم في وقت الظهيرة كل يوم لمتابعة أسراب الحمام تطير جيئة وذهابا في الجو. وقال أردني يربي الحمام يدعى عمر كراعين: '46 سنة صار لي بهاي المهنة. كان عمري ثماني سنوات والآن عمري 52 سنة. وهواية هاي ووقت الكش بأستمتع فيه أنا.. بأستمتع فيه وبنلتقي الساعة كش الحمام الساعة ثلاثة ونصف. وبعدين المغربية نجتمع بالقهاوي.. بعد المغرب.. ونتحدث هذا صايد لها الطير.. هذا صايد'. ولكن بعض الهواة في عمّان يعزفون عن ارتياد مقهى الحمام، ويكتفون بتربية ما لديهم من طيور. وقال هاو آخر يدعى محمد السلواني 'أنا بالنسبة لي ما بأزورها. يعني فيه فئات فيها كويسة وفئات فيها مش كويسة بنفس الوقت. وما بأعرف يعني أسعار الحمام غليت كثير...يعني مش زي أول'. في مبنيين بوسط عمّان عدة مقاهٍ خاصة يتردد عليها هواة تربية الطيور، بعضها أنشئ قبل ما يزيد على 40 عاماً. يضم هذا المبنى ما لا يقل عن ستة مقاه يتلاقى فيها المربون لبيع أو شراء أو مبادلة الحمام. وقال أردني يدعى مراد القطاوي خلال زيارة لأحد مقاهي الحمام: 'احنا بالبداية كانت الحمام هواية. بس صارت لحالها تلقائي صارت عبارة عن تجارة. يعني عرض وطلب. يعني أنا بالنسبة لي اليوم شريت. كنت معني بجوز مزهورات حمر شريتهم من هون'. البعض حول الهواية إلى تجارة عالية الربح، حيث يصل ثمن بعض أنواع الحمام في المزادات إلى ما يعادل ألفي دينار. وقال حسن ربيحات الذي يملك أحد مقاهي الحمام في عمّان: 'أهم شي بالبلد عندنا هون صارت مركز رئيسي للكشيشة ومربين الطيور وهواة الطيور اللي بحبوا طيور الزينة. وهي عبارة عن طيور زينة. نادر ما تلاقي تجار يعني.. ما بتاجروش بالحمام اللي بهووها كبار المربيين'. ويربى الحمام في شرفات المنازل، وفوق أسطح البيوت في العديد من المدن العربية ومنها بيروت والقاهرة ودمشق وبغداد.
