البلقاء اليوم -
كشر المرأة عن انيابها عندما يتنامى الى مسامعها نبأ رغبة زوجها في الزواج من اخرى. فيما تختلف ردات فعلهن عندما يشعرن ان امرأة اخرى من الممكن ان تحتل مكانتها في قلب زوجها. مصدر قضائي يؤكد ان مجرد شك المرأة بنية زوجها الزواج عليها او غيرتها عليه او إخباره الصريح لها بزواجه تتحول المرأة الى كائن شرس تقدم في لحظتها على افعال ما تكن لتقدم عليها من قبل, مشيرا إلى ان هذا الموضوع يشكل ابرز الاسباب التي تؤدي الى ارتكاب المرأة جرائم ضد الازواج. وتحدث المصدر عن قيام احدى السيدات بوضع سم فئران لزوجها في الطعام لشكها انه يريد الزواج عليها ما ادى الى تسممه, وجرى نقله للمستشفى ونجا من الموت باعجوبة. وبين القاضي ان الزوج فور تماثله للشفاء بادر باسقاط حقه الشخصي عن زوجته امام المحكمة الامر الذي دفع المحكمة لتخفيض العقوبة بحقها لتصبح الحبس ثلاث سنوات. وسيدة اخرى تزوج زوجها عليها فذهبت لمنزله وقامت بسكب الزيت على وجهه ووجه العروس ما احدث عاهة دائمة له وتشوهات في وجه العروس الجميلة. وبين المصدر القضائي ان المحكمة حكمت في حينها بادانتها بجناية الشروع بالقتل وقررت حبسها عشر سنوات, لكن اسقاط الحق الشخصي من قبل الزوج خفض العقوبة بحقها الى النصف. وامرأة تقضم اذن زوجها بعد علمها بنيته تثنية الزواج. بعض السيدات لا تصل بها الامور الى حد ارتكاب جريمة انما تكتفي بعضه او ضربه بالمقشة او بحذاء او تنهال عليه بالضرب وتمزيق جسده بالاظافر في حال نشوب خلاف بينهما سواء بسبب زواجه عليها او لخلافات تنشب عادة بين الازواج كالخلافات المالية كأن يكون الزوج بخيلا او يستولي على راتبها او يضربها ضربا مبرحا ما يفقدها في بعض الحالات لصوابها وتنقض عليه للانتقام لكرامتها. استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي بين ان الرجل الذي يقبل الضرب من زوجته مريض نفسي ويعاني من اضطرابات وخوف من المستقبل كونه لا يوجد له بديل عنها. وخالفه الرأي استشاري الامراض النفسية الدكتور وليد سرحان نافياً ان يكون الرجل المعنف من زوجته سواء الذي يتعرض للضرب او للايذاء مريضا نفسيا وقال انه ضعيف الشخصية او لديه خلل في علاقته مع زوجته سببه الاعتماد عليها بشكل كبير معنوياً او مادياً. وقال ليس من شأن اساتذة علم الاجتماع وصف الرجل المعنف بالمريض النفسي مشيرا ان ذلك يقرره الاطباء النفسيون. ووفق الدكتور الخزاعي فان الرجال الذين يتعرضون للعنف من زوجاتهم هم من الذين اختاروا زوجاتهم لوحدهم دون مشورة الاهل حيث لا يستطيع الشكوى لهم مستقبلا لانه سوف يؤنب من قبلهم. وأشار إلى ان الخطر في مثل هذه الحالات ان يكون الايذاء امام الاطفال لان هذا السلوك سينشئ ابناء يقبلون الضرب من زوجاتهم مستقبلا او يصبحوا هم يضربون والدهم وهنا يصبح الاب في داخل بيته مثاراً للسخرية والاستهزاء. ويذكر ان اغلب الازواج "المضروبين" عادة يمتنعون عن ملاحقة زوجاتهم قضائيا عبر ادارة حماية الاسرة خشية افتضاح امرهم امام اسرهم فيستمرون في حياتهم خاصة "اذا كانت تكتفي بضربه دون الوصول الى ارتكاب جريمة مطبقا المثل القائل "غلب بستيرة ولا غلب بفضيحة"، الامر الذي يعوق امكانية ايجاد احصائيات حقيقية لعدد الازواج المضروبين في الاردن حيث اظهرت اخر احصائيات ان 2% من الازواج يتعرضون للضرب من زوجاتهم في الاردن الا ان هذه النسبة غير حقيقية بسبب امتناع العديد من الازواج عن تقديم الشكوى ويدفع عندها ثمنا باهضا يتمثل في تحمله للاهانة وانحطاط قيمته امام اولاده فقط للحفاظ على شكله الاجتماعي خارج منزله حتى لا يتسبب ذلك خدشا لرجولته. وأيّد الخزاعي وجود رجال يتعرضون للايذاء من زوجاتهم ويسكتون، مشيرا إلى ان حب الرجل لزوجته هو الذي يجعله يسكت او لعدم ايجاد بديل عنها. وقال د.الخزاعي انه مثلما يوجد في المجتمع رجال عنيفون هناك ايضا اناث عنيفات تقدر نسبتهن بـ 1.5% مقارنة مع 3% من الرجال العنيفين. لافتا ان اغلب النساء تلجأ للعنف اما للدفاع عن نفسها في حال الاعتداء عليها او نتيجة تعرضها لصدمة لا تتحملها فتعبر عن صدمتها بالعنف. -