نبقى على هذه "الرشة" حتى تنفضّ الجلسة بنعس المعزّب او بنفاد "البزر" من الصحن أيهما أقرب ...ولأن الأوضاع المادية لنا الأربعة "مدهوتشة" وكل واحد فينا "أطقع" من الآخر مادياً فبالكاد نستطيع ان ندفع ايجار سكننا الذي يشبه الزنزانة ومواصلاتنا واتصالاتنا...
تمغّط أحدنا ذات سهرة وقال بصوت لا يخلو من التفاخر: مبارح أكلت جاجة لحالي!...طأطأ الرفيق الثاني الذي يجلس على الأرض متمتماً "ول ما أكذبك"....ثم عاود الأول بالشرح: حطيتها بكيس حراري ورميتها بالفرن لما تحمّرت وأكلتها بلا خبز...ولأن "أربعتنا فارطين من الجوع" صار كل واحد منا يتخيّل المشهد على طريقته...
الرفيق الثاني لم يتمالك نفسه فوجه له نصيحة ممزوجة بالعتب: " تسولفهاش مرة ثانية قدام حدا غريب".. غضب صاحب الجاجة من هذه النصيحة : "لويش ما اسولفهاش"؟..فرد الرفيق الثاني الميت من الجوع: مش عشان اشي...عشان ما يقولوا عنك الناس "وِهِرْ"!.. طبعاً كانت نصيحة الرفيق الجالس ليست خوفاً على "سمعة الرابع" ولكن لأننا عارفين البير وغطاة...
***
لا أجد ما أرد فيه على رئيس الوزراء عندما قال أن الأردن بلد الحريات و لا يوجد فيه سجناء رأي...سوى ان اقدّم له نفس نصيحة شريك الغربة.."تسولفهاش مرة ثانية قدام حدا غريب"...
فاذا كان ما تقوله صحيح...على ماذا اعتقل زكي بني ارشيد اذاً؟ تهمة تحرّش؟؟..وماذا عن م.عبد الهادي الحوامدة "نصب واحتيال"!!..والشباب المهندسين "سرقة كيبلات"؟؟..أرجو من دولة الرئيس الا يعيد قصة "خلو السجون من معتقلي الراي"..
مش عشان اشي..بس احتراماً للشباب الجائعة للحرية..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com