الإثنين ,7 أبريل, 2025 م
الرئيسية اخبار محلية طاهر المصري يخرج عن صمته ويطلق نداءً مدوياً وغير مسبوقٍ

طاهر المصري يخرج عن صمته ويطلق نداءً مدوياً وغير مسبوقٍ

82

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

في مقالٍ مُدوٍّ حمل تحذيراتٍ استراتيجيةً غير مسبوقة، دعا رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري قادة الأمة العربية والإسلامية إلى "التكتل العاجل" لمواجهة ما وصفه بـ"مشاريع الإبادة والتوسع الإسرائيلي المُمنهج"، محذراً من مخاطر "العالم الجديد" الذي تُرسّخه قوى الاستعمار الحديث، والذي يُهدد بمسح الوجود العربي والإسلامي من الخريطة الجيوسياسية.
النداء: "الضعف العربي وصل حدّ الكارثة"
افتتح المصري مقاله الذي نشر في القدس العربي بعباراتٍ لاذعة: "أطلقُ نداءً مدوياً وعاجلاً لقادة الأمة: آن الأوان للعمل الجماعي والتصدي لمحاولات الإبادة والتوسع الإسرائيلي في المنطقة، قبل أن نُدفن تحت ركام التلاشي والعالم الجديد الذي يُعاد تشكيله بقوانين القوة الوحشية".
وأضاف: "الضعف العربي لم يعد حالةً عابرة، بل تحول إلى كارثةٍ مُزمنة. نحن أمام استراتيجية استعمارية مباشرة تتنكر برداء حقوق الإنسان، بينما جوهرها إبادة الشعوب وتهجيرها، كما يحدث في غزة والضفة الغربية".
تحليل الواقع: من غزة إلى أوكرانيا.. خرائط تُعاد رسمها بالدم
سلط المصري الضوء على الأزمات المتشابكة التي تواجه المنطقة، معتبراً أن "ما يحدث في غزة ليس مجرد حربٍ عابرة، بل جزءٌ من مخططٍ عالمي لإعادة هيكلة الشرق الأوسط تحت مظلة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن: التطهير العرقي في فلسطين يتواصل بغطاءٍ دولي صامت، بينما تُطرح مقترحات مثل "تهجير الغزيين" أو تحويل القطاع إلى "ريفييرا استعمارية" وكأنها حلولٌ مقبولة.
المحور العربي المقاوم انهار تقريباً مع تدمير غزة، وانهيار سوريا، وتقويض دور حزب الله، وانهيار اليمن.
التواطؤ الدولي مع إسرائيل بلغ ذروته بخطابات ترامب ومساعديه، التي تجسّد "الخشونة الهجومية" للاستعمار الجديد.
التفكك الداخلي للعالم العربي والإسلامي جعل الأمة عاجزة حتى عن إدانة المجازر، ناهيك عن مواجهتها.
العالم الجديد: "من ينجو في نظامٍ لا يعترف إلا بالقوة؟"
حذّر المصري من التحولات الجيوسياسية العالمية التي تُفاقم الأزمة، موضحاً أن:الاستراتيجية الأمريكية 2022 رسمت خريطةً جديدةً تقوم على المواجهة مع الصين وروسيا، وتراجع التعاون الدولي، واشتداد المنافسة التكنولوجية، وهو ما يجعل المنطقة العربية "ساحةً للتسويات" بين القوى الكبرى.
الحرب في أوكرانيا ليست معزولةً عن أزمات الشرق الأوسط، بل هي جزءٌ من نفس المعادلة التي تشهد صراعاً على إعادة تقسيم النفوذ.
التحالفات الهشة مثل "الناتو" تتآكل، بينما تبرز تحالفاتٌ جديدةٌ كالشراكة الروسية-الإيرانية، التي قد تتعرض للتفكيك تحت ضغوط أمريكية.
التحدي الأكبر: "كيف نعيش في عالمٍ لا يرحم الضعفاء؟"
اختتم المصري نداءه بتوجيه سؤالٍ مصيري: "كيف ننجو في عالمٍ جديدٍ يُعيد إنتاج منطق القرون الوسطى، حيث البقاء للأقوى؟"، مشدداً على أن:الوحدة العربية لم تعد خياراً، بل ضرورة وجودية، فـ"أوهام النجاة القطرية لن تُجدي أحداً".
الصمت العربي أصبح "صاخباً كالرعد" في عجزِه عن مواجهة مجازر غزة، ما يعكس "انحطاطاً أخلاقياً وسياسياً".
المطلوب الآن هو تشكيل تكتلاتٍ عربيةٍ صلبةٍ تعيد تعريف مفهوم "الأمن القومي" بعيداً عن التبعية الدولية.
"نداءٌ للضمير قبل فوات الأوان"
هزّ المصري المشاعر بقوله: "أرفض أن يكون مصيرنا هو التلاشي. هذا نداءٌ لضمائركم أيها الساسة والمفكرون: لنوقف الانهيار قبل أن نصير ذكرى في كتب التاريخ"، مذكراً بأن "القانون الدولي مات، ولم يبقَ إلا إرادة الشعوب في المقاومة".
اللهم فاشهد...
تُعتبر هذه التصريحات إحدى أقسى الرسائل التحذيرية التي يوجهها مسؤول عربي رفيع المستوى في السنوات الأخيرة، في وقتٍ تتصاعد فيه المخاوف من تحوّل المنطقة إلى "ساحة مفتوحة" لتصفية الحسابات الدولية على حساب دماء شعوبها.

لقراءة المقال ..

كي لا يكون مصيرنا التلاشي

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا