الرئيسية أخبار متنوعة جيش الإحتلال ينهي تحقيقاته والشاباك يفتح ملفاته .. فشل استخباراتي وإدانة للحكومة الإسرائيلية في أحداث 7 أكتوبر

جيش الإحتلال ينهي تحقيقاته والشاباك يفتح ملفاته .. فشل استخباراتي وإدانة للحكومة الإسرائيلية في أحداث 7 أكتوبر

39

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

أنهى جيش الإحتلال الإسرائيلي تحقيقاته بخصوص الإخفاقات التي رافقت عملية السابع من اكتوبر .

وأججت تحقيقات “الشاباك” بخصوص فشل الإحتلال في السابع من أكتوبر، السجالات غير المتوقفة بين المستويين السياسي والعسكري حول سؤال من يتحمل المسؤولية عن هذا الحدث الجلل الذي زعزع ثقة الإسرائيليين بمؤسسّاتها وبمستقبل العيش بها.

بعدما أنهى الجيش نشر تحقيقاته حول دوره في هذه القضية، وتحمّل قادته المسؤولية، واستقالة بعضهم، جاء دور “الشاباك”، الذي كشف أمس عن نتائج تحقيقاته، وفيها إدانة للذات، وفي ذات الوقت توجيه إصبع اتهام مباشر للحكومة، واتهام بالتلميح الغليظ لرئيسها نتنياهو.

في استخلاصات هذه التحقيقات، الممتدة على ثماني أوراق، يقرّ “الشاباك”، المكلّف بـحماية الأمن الداخلي، بـالفشل في محورين هامين: قراءة وفهم خطة “حماس” وتوجّهاتها، طيلة سنوات، والتعرّف على نواياها وتقديم إنذار بـخطر الهجوم الوشيك استنادًا لـمؤشّرات متنوعة تعامى عنها، لا سيّما في الأيام والساعات التي سبقت هجوم “طوفان الأقصى”، ما مسّ بـعملية اتخاذ القرارات في الليلة التي سبقت الهجوم.

لم يهتم الشاباك حتى بـإيقاظ رئيس الحكومة قبل ساعات من الهجوم رغم توفر معلومات خطيرة

وتقول تحقيقات “الشاباك” إنه كان بـالإمكان منع الهجوم لو تصرف هو (الشاباك) إداريًا ومهنيًا بطريقة أخرى في السنوات الأخيرة.


ومقابل اعتراف “الشاباك” بالفشل الاستخباراتي، إلى جانب الفشل العسكري للجيش، فإنه يتهم المستوى السياسي بـالفشل الإستراتيجي عبر البحث عن الهدوء في جبهة غزة للتفرّغ لجبهات أخرى، والرهان على الفهم الخاطئ بأن “حماس” مرتدعة. في هذه الجزئية تشير تحقيقات “الشاباك” لعدة نقاط ترتبط بـفشل المستوى السياسي، فتقول إنه أوصى بالعمل العسكري ضد “حماس”، لكن الحكومات المتعاقبة تجاهلت التوصية.

كما تشير اتهامات “الشاباك” الموجّهة للحكومة إلى أن قرارها بالسماح بدخول الدولارات القطرية للقطاع غذّى “حماس”، وعزّز ذراعها العسكري، وأنها رفضت التوصية بـالقيام بمبادرات هجومية تتضمن اغتيال قيادتها، مثلما رفضت التحذيرات من أن استمرار السجالات الداخلية حول “الانقلاب القضائي” طيلة 2023 قد زاد من دافعية الأعداء لـمهاجمة إسرائيل، علاوة على أن هذا ما سبّبه أيضًا سماح الحكومة لـبن غفير وغيره بـالقيام بـانتهاكات واستفزازات في الحرم القدسي الشريف.

هجوم مضاد
وسارع مكتب نتنياهو لـشنّ هجوم مضاد غير مسبوق في حدّته على “الشاباك”، واستخف بـ”التحقيق” لدرجة أن الكلمة وردت بين هلالين في بيانه، وقال إنه لا يجيب على أي سؤال، واتهم رئيسه رونين بار بالفشل.


وللتدليل على حجم الفشل يضيف بيان نتنياهو: “لم يهتم الشاباك حتى بـإيقاظ رئيس الحكومة قبل ساعات من الهجوم، رغم توفر معلومات خطيرة”.

ويستدل من قراءة بيان نتنياهو أنه راغب بتنحي بار عن رئاسة “الشاباك” الآن، بيد أن الأخير استبق الكشف عن التحقيقات بالقول أمس إنه لا ينوي تقديم الاستقالة قبل استعادة المخطوفين، والتأكد من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالحرب.

ومنذ الإعلان عن نتائج التحقيق يتصاعد الجدل أيضًا في أروقة السياسة والإعلام، وهي الأخرى منقسمة بين المعسكرين.

ووجّه وزير الاتصالات شلومو كارعي دعوة لـنتنياهو باتخاذ قرار بـإقالة بار فورًا فهو قد أهمل “غلاف غزة”، وبدلًا من الانشغال بمهامه يقوم بفتح ملف تحقيق مع عدد من موظفي مكتب رئيس الوزراء بشبهة التعاون المحظور مع قطر، وهذا كلّه لصرف أنظارنا عن فشله.


وفي هذا الإطار، انحاز وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، في حديث للإذاعة العبرية، لجانب المؤسسة الأمنية، وقال إن نتنياهو، منذ سنوات، راهنَ على ارتداع وهدوء “حماس”، ومنع الانتقال للهجوم، رغم تحذيرات قُدّمت له في تقرير سرّي عام 2016 تنبأ فيه ليبرمان بـ “طوفان الأقصى”.

وقال ليبرمان إن المؤشّرات على مخطّط هجوم “حماس” كانت كثيرة ومبكرة، بيد أن نتنياهو كان يستخف بها ويرفضها، وهذا كلّه موثّق في البروتوكولات، ولذا فهو يرفض اليوم تشكيل لجنة تحقيق رسمية، خشية الكشف عن الحقيقة.

وتابع: “الكل موثّق، ولا يستطيع نتنياهو الهرب من المسؤولية عندما يحين موعد فتح هذه الأرشيفات من 2016، ولست بحاجة لتكون عبقريًا كي ترى وجهة حماس”.

وأضاف: “لا شك أن الجيش والشاباك قد فشلا وتحمّلا مسؤولية، بيد أن نتنياهو يرفض تحمّلها، ويهمني أن نعرف ما الذي فعله نتنياهو ووزراؤه في السابع من أكتوبر وفي الأيام التالية ما بعده. سموتريتش، وزير للمالية ووزير إضافي في وزارة الأمن ويقول إنه سمع بـمصطلح “نخبة” للمرة الأولى فقط بعد السابع من أكتوبر. هل يعقل أن يكون وزير، عضو كابنيت، ولا علم له بوجود وحدات نخبة”.

رفضت الحكومة التحذيرات من أن استمرار السجالات الداخلية حول “الانقلاب القضائي” طيلة 2023 زاد من دافعية الأعداء لـمهاجمة إسرائيل


هل يذهب رونين بار للبيت الآن؟
“أنا أترك ذلك لـبار نفسه ولنتنياهو. لكن الأهم هو ما حصل قبل السابع من أكتوبر، ومن قبل رونين بار. شاركت في الكثير من اجتماعات الكابنيت، ومنذ 2009، وينبغي التأكيد على أن هناك من عزّز قوة “حماس”: نتنياهو هو من حرّر الشيخ أحمد ياسين، وحرّر يحيى السنوار، ومنع حسم المعركة في حرب “الجرف الصامد” عام 2014، وهو من قرّر إدخال ميزانيات من قطر للقطاع. ينبغي فتح كل هذه المستندات والأرشيفات”.


في مقاله اليوم، يرى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل إن الشاباك لم يتوقع الهجوم، وفشل في زرع وكلاء له في غزة، منوهًا إلى الفشل الإستراتيجي للمستوى السياسي، وإلى نوايا نتنياهو بـإقالة بار، وهو قرار تتحفظ منه المستشارة القضائية للحكومة، وتقول إنه لا بدّ من توفير تعليل مقنع للإقالة، لا سيّما أن “الشاباك” يحقق الآن مع بعض موظفي مكتب نتنياهو في موضوع حساس.

ويحذر زميله محرّر الشؤون السياسية في الصحيفة يوسي فرطر من خطورة استقالة، أو إقالة، بار بقوله إن ردّ مكتب رئيس الحكومة عبارة عن سلسلة من الأكاذيب. ويضيف محذرًا: “بحال استقال بار سيسقط الشاباك”.

وتصعّد القناة 14 العبرية، التي تعتبر بوقًا لنتنياهو من حملاتها على رؤساء المؤسسة الأمنية، وتطالب بـاستقالة بار فورًا بسبب فشله، منوهة لخطورة دحرجة فشله للحكومة”.

هجرة الإسرائيليين
بين هذا وذاك، تُفاقِم نتائج تحقيقات “الشاباك” المعركة على الرواية والوعي بين المستويين السياسي والعسكري، فكل منهما يسعى لـتثبيت التهمة للطرف الآخر عن الحدث التاريخي الجلل والفشل الكبير في السابع من أكتوبر. وهذا يدفع الكاتب الصحافي في “يديعوت أحرونوت” عوديد شالوم للقول، اليوم الأربعاء، في مقال بعنوان “عندما يفكّكون الدولة لا عجب أن يهاجر الإسرائيليون” إن استمرار هذا النزيف، وخلط الحسابات، يفقد الإسرائيليين ثقتهم في هذا المكان، وهذه الدولة، بعدما توقّفت عن إدارة نفسها كدولة سليمة صالحة.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا