البلقاء اليوم -
صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية --
ينظر الاردنيون باستياء الى ولائم المسؤولين التي تقام بشكل كبير في الاونة الاخيرة، معتبرين ان حالة البذخ التي يتباهى بها المسؤول أولى به تقديمها في جوانب وقضايا خدماتيه يطالب المواطن بتصويبها. مراقبون اوضحوا ان ولائم المسؤولين اثارت استهجان المواطنين خاصة ان اي مسؤول مهما كان منصبه يُصر على التباهي بالوليمة التي يقيمها ويستغل بعض وسائل الاعلام من اجل بث تفاصيل امسية الوليمة كي يتباهى بها من دون اية محاولة منه – اي المسؤول – التكتم حول تفاصيل الوليمة او حتى الغاية منها. لم تثر هذه الولائم انتقاد المواطنين فقط، بل بعض النواب والسياسيين أنفسهم، فقد وصف الوزير السابق الدكتور ممدوح العبادي هذه الولائم بـ "ولائم الصور" معبرا عن استيائه من الولائم الباذخة التي يقوم بها بعض المسؤولين والتي يُصر بها صاحب العزومة اي (المعزب) على استعراض تفاصيل عزيمته او وليمته من خلال التقاط العديد من الصور ونشرها عبر المواقع الالكترونية. يعتقد العبادي ان هذه الولائم تعد بذخا زائدا عن المطلوب، وان شراء الشهرة وتحقيق المصالح من خلال تلك الولائم تعبر عن عقدة النقص لدى صاحب الوليمة واظهاره واشهاره بشكل اعلامي تحت ظل وليمته. على المسؤول ان لا يقبل دعوات مثل هذه العزائم حسب العبادي خاصة عندما تكون بشكلها الباذخ والاستعراضي، ويرى العبادي ان على اي مسؤول يرغب بفعل وليمة ان يضع سقفا محددا لعزومته ولعدد محدد من الاشخاص من دون وجود المصورين من اجل الاستعراض الاعلامي. يستطيع المسؤول ان يحدد ماهية تلك العزومة وان كانت بقصد العلاقات الاجتماعية فقط كما اشار العبادي او من اجل تحقيق مصلحة معينة من هذه الوليمة، وبالتالي يحدد ما اذا كان من المنطق ان يحضرها او لا. حسب التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية عام 2014 فان الدول العربية بما فيها الأردن تواجه تحديات جدية في تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الغذاء، من جانبه تساءل الاربعيني نضال العودات عما يدور بعقول بعض المسؤولين عندما يقومون بتلك الولائم بينما يعاني المواطن الاردني نقصًا في الخدمات، إضافة إلى تفشي الفقر بنسبة لا يُستهان بها في المجتمع. في السياق ذاته اشار علي العطيات الى ان الرواتب والمخصصات الشهرية للمسؤولين في الاردن تُعد أكثر من جيدة مقارنة بأوضاع المواطنين المالية، فان استخدام المسؤولين لتلك المخصصات لاقامة ولائمهم على حساب مخصصات مفروضة لخدمة الشعب يُعد تصرفا رديئا من قبل المسؤولين. استنكر العطيات اقامة الولائم العديدة لبعض المسؤولين من دون ان يقوموا بواجبهم تجاه الشعب الذي أوصلهم بالدرجة الاولى الى هذه المناصب، ومن زاوية اخرى تحدث العطيات عن ضرورة ان تعي بعض المواقع الالكترونية التي تتباهى بنشرها لصور الولائم سلبية ذلك النشر، وان على اية وسيلة اعلام ان تكون مع المواطن اولا وان دورها الاساسي يجب ان يكون بذم تلك المناسبات لا المفاخرة فيها. بدورها حرمت دائرة الإفتاء العام اقامة الولائم للمسؤولين بغرض تحقيق مصلحة شخصية، أو محاباة، وبينت انه يحرم عملها ابتداء لأنها تدخل في باب الرشوة، وفيها ظلم وتعد على حقوق الناس. وأكدت الدائرة في فتوى انه يحرم على المسؤول إجابة مثل هذه الدعوة لأنها أكل لأموال الناس بالباطل، ومن باب قبول الرشوة الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعده من الكبائر. وقسمت الإفتاء الولائم التي تصنع إلى قسمين الأول: ولائم عامة يدعى لها الناس جميعا، وليست خاصة بأشخاص معينين، كولائم الأفراح، وهذه لا مانع من حضور المسؤولين لها شريطة عدم اشتمالها على مخالفات شرعية أو منكرات. أما القسم الثاني فهو الولائم الخاصة التي تصنع للمسؤولين لتحقيق مصلحة شخصية، أو محاباة، وهذه يحرم ابتداءً عملها لأنها تدخل في باب الرشوة. وأكدت الدائرة أنه يحرم على المسؤول إجابة الدعوة للوليمة لأنها أكل لأموال الناس بالباطل، أما إذا كانت الوليمة بين من اعتادوا أن يتبادلوا الولائم بينهم من دون مصلحة يرجوها طرف من آخر كأن تكون بسبب علاقة، أو صداقة قديمة، أو صلة قرابة، فلا ترى دائرة الإفتاء بأسا في حضور هذا النوع من الولائم. وشددت "الإفتاء" على أن يكون المسؤول الذي تم تكليفه برعاية شؤون المواطنين ومصالحهم عادلا منصفا، وأن يتقي الله تعالى من منصبه وأن يعلم أنه مسؤول عنهم يوم القيامة، تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".